منوعات

“رمضان القصيم”.. عادات متأصلة بذاكرة الأجداد

تحتوي الذاكرة الاجتماعية على العديد من التقاليد الموروثة

جمال علم الدين

يرتبط شهر رمضان في منطقة القصيم بالعديد من العادات والتقاليد، والتي تمثل في مجملها ذاكرة اجتماعية لأهالي المنطقة، تحتوي على العديد من الأحداث والمناسبات.

ويبقى كبار السن محورًا رئيسيًا في الذاكرة الشعبية، أحد أهم مصادر توثيق العادات والتقاليد، لا سيما وأنهم يرددون دائمًا عبارات تؤكد النعم التي أغدقت على المملكة في ظل قيادتها الحكيمة، مستذكرين حياة الأجداد ومعاناتهم شظف العيش قبل قيام هذه الدولة المباركة، ناقلين هذه الذكريات عبر الأجيال.

وتسترجع ذاكرة الآباء والأجداد بعض الذكريات والأحداث المرتبطة بهذا الشهر الفضيل، التي كانت تُضفي عليه سعادة وتميزًا؛ إذ أكد العم محمد السواجي وفقًا لوكالة الأنباء السعودية “واس”، أن بعض الذكريات التي تتعلق بشهر رمضان المبارك قديمًا تتمثل في وجبة الإفطار البسيطة، المكونة من بعض المنتجات المحلية كالخبز واللبن والتمر، لافتًا إلى أنهم في بعض الأوقات كانوا يكتفون بوجبة واحدة تجمع بين الفطور والسحور وذلك لقلة الموارد المعيشية.

أقرأ ايضا : بتوجيه أمير القصيم.. الانتهاء من تركيب أجهزة الصدمات القلبية بمقر الإمارة

وأشار إلى تناول الإفطار الرمضاني قديمًا في الأسواق، مثل سوق قبة رشيد التاريخي ببريدة، والذي يعد أحد أقدم الأسواق الموجودة في المنطقة، حيث كان يجتمع أصحاب الدكاكين في النهار لتبادل أطراف الحديث، ووقت الإفطار لتناول المأكولات الشعبية، وهو ما كان يزيد وتيرة التواصل بين الأهالي والزيارات فيما بينهم، خصوصاً ما يتعلق بصلة الأرحام.

ولفت إلى أن اجتماع أفراد العائلة لتناول السحور على مائدة واحدة كان من أهم العادات الاجتماعية المميزة للمنطقة، والتي كان يتبعها أداء صلاة الفجر مع الجماعة، وأداء صلاة التراويح في المساجد عند حلول المساء، وكذلك الحال في صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان.

وحول طرق معرفة وقت الإفطار والسحور، أكد العم سليمان الخضيري، البالغ من العمر 70 عامًا، أن معرفة الآباء والأجداد بمواقع الظل وحركة الشمس والقمر ومواقع النجوم، كانت هي المعيار الأول لتحديد أوقات العبادات مثل الصلاة والصوم.

ونوه بأن مدينة بريدة قديمًا كانت تشهد أواخر شهر شعبان حركة نشطة استعدادًا لحلول شهر رمضان، وتشتهر بالحركة التجارية النشطة قبل رمضان، إذ يقصدها الكثير من المتسوقين الذين يحرصون على شراء بعض المستلزمات المنزلية والأغذية التي تكفيهم لكامل الشهر الكريم، وذلك لبعد المسافات في ذلك الوقت ومشقة السفر بين محافظات وقرى منطقة القصيم.

وحول أبرز مظاهر التكافل الاجتماعي قديمًا، قالت أم محمد، صاحبة أحد المباسط في “سوق قبة رشيد التاريخي”، إن الكثير من العائلات يحرصون على مشاركة جيرانهم في الطعام الذي يُعد للإفطار، وشراء مستلزماتهم من الأسواق الشعبية، فأهل كل بيت في رمضان يرسلون للآخرين طعامًا مختلفًا وهنا تتحقق الألفة بين الجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى