زعماء العالم يدعون إلى أدوات دبلوماسية اقتصادية جديدة لمواجهة التحديات الحديثة
دعا زعماء عالميون إلى تنشيط النهج الدبلوماسية الاقتصادية خلال مبادرة الاستثمار المستقبلي، وحثوا على إيجاد أدوات قابلة للتكيف للتعامل مع المشهد الدولي المعقد اليوم.
خلال جلسة نقاشية في اليوم الثاني من الحدث، أكد صناع السياسات والخبراء على الحاجة إلى أطر عمل حديثة تدعم التعاون عبر الحدود.
أكد وزير المالية والاقتصاد الوطني البحريني الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة أن نجاح المملكة العربية السعودية كمركز للاستثمار يعكس الارتفاع السريع في الاستثمار الأجنبي المباشر في المملكة، مما يعكس تأثير التجمع.
وأضاف أن “الدليل الحقيقي على نجاح مبادرة مستقبل الاستثمار هو أنه إذا نظرنا إلى المرة الأولى التي أقيمت فيها، والآن في نسختها الثامنة، فقد زاد الاستثمار الأجنبي المباشر إلى المملكة العربية السعودية بأكثر من 20 ضعفًا”.
شدد الوزير أيضا على ضرورة تحديث الأطر المتعددة الأطراف التي تحكم العلاقات العالمية منذ الحرب العالمية الثانية.
وفي ظل المشهد العالمي المعقد بشكل متزايد، أشار آل خليفة إلى أن المؤسسات القائمة قد تكافح من أجل مواجهة تحديات اليوم دون إصلاح جوهري. وأضاف أن العقوبات الفعّالة تتطلب بنية تحتية متينة: “لا يمكننا استخدام العقوبات ما لم تكن جزءًا من نظام قوي؛ وإلا فإنها لن تحقق غرضها”.
وأكد وزير الخزانة الأميركي السابق ستيفن منوشين هذه المخاوف، مشيرا إلى فعالية التعريفات الجمركية والعقوبات كأدوات مرنة في إطار الدبلوماسية الاقتصادية.
وفي حديثه عن التأثير التاريخي الأوسع لتحرير التجارة، قال: “أعتقد أنه على مدى فترة طويلة من الزمن، كان خفض التعريفات الجمركية هو الشيء الصحيح الذي ينبغي القيام به في التجارة العالمية وخلق فرص عالمية”.
ومع ذلك، أشار إلى أن التحولات الأخيرة تتطلب استخدامًا أكثر انتقائية لهذه الأدوات لمعالجة الديناميكيات الاقتصادية الحديثة. وقال: “إذا تحدثنا عن مثال الولايات المتحدة والصين، فقد تم استخدام التعريفات الجمركية للدبلوماسية لفترة طويلة من الزمن”، مشيرًا إلى دورها في إعادة معايرة العلاقات التجارية.
وواصل منوتشين التأكيد على الأهمية الاستراتيجية للعقوبات، التي كانت عنصراً محورياً في السياسة الخارجية الأميركية على مدى العقود الأخيرة. وقال: “لا شك أن العقوبات أداة مهمة للغاية”.
ضاف منوتشين: “العديد من الدول لم تعجبها مدى تأثيرنا الطويل، ولكن لا شك أن العقوبات كانت أداة مهمة للغاية، سواء كانت إيران أو كوريا الشمالية – فقد تم استخدامها بشكل فعال للغاية”.
وأكد كذلك على أهمية التعريفات الجمركية كأدوات اقتصادية، رغم اعترافه بأنها من غير المرجح أن تحل محل أشكال الضرائب التقليدية.
وطرح جان إيف لودريان، رئيس الوكالة الفرنسية لتطوير العلا وممثل الحكومة الفرنسية، فكرة تطوير أدوات جديدة لمعالجة القضايا الناشئة التي تتجاوز الحدود، مثل تغير المناخ والذكاء الاصطناعي.
وقال إن “مؤتمرات الأطراف ربما تكون بمثابة أرض اختبار لما يمكن أن تصبح عليه المنظمات الدولية”، مشيرا إلى منتديات العمل المناخي كحاضنات محتملة لإصلاحات عالمية أوسع نطاقا.
وبالإضافة إلى مناقشة الحاجة إلى أدوات اقتصادية قابلة للتكيف، سلط آل خليفة الضوء على الخطوات التي قطعتها البحرين في تعزيز تحالفاتها الدولية، بما في ذلك الاتفاقية الشاملة الأخيرة مع الولايات المتحدة.
وأشار إلى أننا “وقعنا مؤخرا اتفاقية التكامل الأمني الشامل والازدهار مع الولايات المتحدة، وهي حليف استراتيجي طويل الأمد”، واصفا إياها بأنها تعزيز كبير للتعاون بين الولايات المتحدة والبحرين.