ما قصة “العرفج” الشجيرة المعمرة في صحراء السعودية
جمال علم الدين
يُعد “العرفج” من أشهر أنواع الأشجار الصحراوية المعمرة المهمة وعنصرًا أساسيًا للغطاء النباتي، ويحتل مكانة مهمة في التراث والثقافة العربية القديمة، ويظهر في الأمثال الشعبية والأشعار، ويعكس ذلك قيمته الثقافية والجمالية.
“العرفج” كثير التفرع، وله سيقان خشبية، تتحمل الظروف الصحراوية القاسية، وهو يعد من أفضل نباتات الرعي المنتشرة في جميع أنحاء المملكة، حيث يحتوي على نحو 20% من الألياف الغذائيّة، و20% من البروتينات، ويكثر شجر العرفج في منطقة “الشعاف”الفاصلة بين النفود والحجرة جنوب محافظة رفحاء بمنطقة الحدود الشمالية، ويتميز بشكله الجميل شعاعي الزهر، يتحمل قلة الماء وظروف الحرارة العالية.
ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية “واس”، يُعد موطن “العرفج” الأصلي شبه الجزيرة العربية واسمه العلمي Rhanterium epapposum وهو شجيرة قصيرة ذات شكل مستدير منتظم تنمو لارتفاع 40 – 80 سم، والأفرع بيضاء فضية، والأوراق متبادلة صغيرة رمحية الشكل، وأزهاره شعاعية صفراء صغيرة، وتحوي الثمرة الواحدة 6-8 بذور وتنتشر الثمار بواسطة الرياح، وتبقى البذور كامنة في التربة حتى تحين الظروف المثلى للإنبات والنمو، وتنمو في التربة الطمية الرملية والتربة ذات المحتوى العالي من الحصى وذات مقاومة عالية للملوحة وكل هذه الصفات تشير إلى أن هذا النبات ذو درجة عالية من التأقلم مع ظروف الصحراء القاسية.
أقرأ ايضا “السَّهلة”.. تشكيلات صخرية عجيبة ومتحجرات أثرية تاريخية تلفت الأنظار غرب رفحاء
ويذكر عدد من المختصين أن العرفج مناسب لإعادة تأهيل الغطاء النباتي الطبيعي، فهو نبات قيم سريع الانتشار في المساحات المفتوحة، ومثبت لحواف المجاري المائية ومعزز للنظام البيئي، ويمكن استخدامه بوصفه مغطياً للتربة وللزراعة في مجموعات، وفي المساحات الطبيعية يتكاثر ذاتياً بواسطة البذور.