“محمد بن راشد للمعرفة” وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يُطلقان الإصدار الثالث من تقرير “استشراف مستقبل المعرفة”
دبي، الإمارات العربية المتحدة، زبيده حمادنه
أطلقت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الإصدار الثالث من تقرير “استشراف مستقبل المعرفة”، الذي يُعدُّ دراسة تحليلية رائدة تستعرض المشهد المعرفي المستقبلي، والاختلافات بين القدرات التحولية للبلدان في ما يتعلق بالمخاطر العالمية الرئيسة استنادًا إلى البيانات، وذلك لتقديم رؤىً جديدة حول جاهزية البلدان لمواجهة المخاطر المستقبلية.
جاء ذلك ضمن فعاليات الدورة السابعة من “قمَّة المعرفة”، التي تنعقد بمقر إكسبو 2020 دبي يومي 14 و15 مارس الجاري ومن 16 إلى 18 مارس عبر جلسات افتراضية، تحت شعار “المعرفة: حماية البشرية وتحدي الجوائح”، بمشاركة مجموعة واسعة من الخبراء والقادة والمسؤولين الحكوميين من كافة أنحاء العالم.
وقال سعادة جمال بن حويرب المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة: “يُعدُّ الإصدار الثالث من التقرير إضافة نوعية لما يتيحه من بيانات حديثة وفريدة حول مستويات الوعي في بلدان العالم بالمخاطر المستقبلية، وعن جوانب المهارات والمعرفة، حيث يأتي في وقت يشهد فيه العالم ظروفًا استثنائية نتيجة جائحة كوفيد-19 وانعكاساتها غير المسبوقة في كافة مناحي الحياة”.
وأضاف سعادته: “هذا التقرير ثمرة جديدة للشراكة الممتدة بين المؤسَّسة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ضمن “مشروع المعرفة” الذي نهدف من خلاله، وفق رؤية مشتركة، إلى تمكين وتعزيز المعرفة في المجتمعات من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ويتضمن المشروع إصدار مؤشر المعرفة العالمي لاستقراء الوضع المعرفي، ومن ثمَّ تقرير “استشراف مستقبل المعرفة” للانتقال إلى مرحلة التحليل الكمي والفعلي للمشهد العام”.
وثمّن سعادته الشراكة الاستراتيجية مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والتي أثمرت عن أهداف ونتائج جريئة تركّز على تعزيز الحوار الفعّال ورفع مستوى الوعي بأهمية المعرفة والسياسات القائمة عليها، من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وإحداث فارق في حياة الملايين من الأشخاص الذين يتطلّعون إلى مستقبل أفضل واقتصاد مزدهر.
من جانبها أشارت الدكتورة خالدة بوزار، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ومديرة المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أنَّ “جائحة كوفيد-19 قد تسبَّبت باضطرابٍ عالميٍّ كبير أثَّر بشكلٍ مباشرِ على تقدّم البلدان نحو تحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030، فباتت المكاسب التي تحقّقت في مسيرة أهداف التنمية المستدامة مهدّدة”.
وأضافت “إنّنا في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة حرصنا على عدم توقُّف مبادراتنا المعرفية، إيمانًا منّا بأنَّ المعرفة هي السبيل الوحيد للبشرية لمواجهة الأخطار؛ فأطلقنا نتائج مؤشر المعرفة العالمي للعامين 2020 و2021، وها نحن هنا اليوم في حدث معرفي عالمي ألا وهو قمة المعرفة في نسختها السابعة، نطلق تقرير استشراف مستقبل المعرفة في نسخته الثالثة. ويركّز التقرير على دراسة القدرات التحوّلية التي تُمكِّن البلدان من الاستمرار في النمو في مواجهة الصدمات، والحفاظ على مكتسبات التنمية”.
وتهدف النسخة الجديدة لتقرير “استشراف مستقبل المعرفة”، إلى دعم القيادات الوطنية في ضمان الجاهزية لمواجهة المخاطر العالمية في المستقبل، حيث يبني على الإصدارين السابقين من تقارير استشراف مستقبل المعرفة 2018 و2019، لاستكشاف المنهجيات والممارسات الأفضل للبلدان لتعزيز قدراتها التحوليَّة (القائمة على التعاون والابتكار) في سياق عالمي مليء بالمخاطر والاضطرابات والتحديات، لا سيما المخاطر التكنولوجية والصحية والبيئية.
ويتكوّن الإصدار الثالث من أربعة فصول، يعرض الفصل الأول المخاطر العالمية والتكنولوجية والصحية والبيئية وما تمثّله من تحديات، ويؤكّد أهمية القدرة التحولية كأحد المقومات الرئيسة في مواجهة هذه المخاطر، وعلى مجالات المعرفة والمهارات التي تشكّل أساسًا ضروريًّا لحدوث هذا التحوُّل. ويبيّن الفصل الثاني المنهجية المتبعة في التحليل، مفصلًا أدوات جمع البيانات وأطر العمل التحليلية والمنهجية. فيما يركّز الفصل الثالث على النتائج الرئيسة للتحليل على المستوى العالمي فيما يتعلّق بقدرات التعاون والابتكار. ويقدّم الفصل الرابع مجموعة من التوصيات والملاحظات الختامية.
وتعتمد منهجية الدراسة على البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي باستخدام منصة معلومات رقمية تتيح رصد المحتوى في 150 مليون مصدر مفتوح من حول العالم وبأكثر من 180 لغة. ويعرض التحليل نتائج مجموع بلدان العينة التي شملت أكثر من 47 مليون وحدة بيانات بأكثر من 20 لغة لما مجموعه 40 بلدًا تشكّل عينة الدراسة، بينها 7 بلدان عربية. واعتمد اختيار البلدان على أدائها في مؤشِّر المعرفة العالمي، باستخدام طريقة تعلُّم آلي من دون إشراف، تُسمَّى “التجميع”، وهي نفس العملية المتّبعة للاختيار في تقرير استشراف مستقبل المعرفة لعام 2019 لضمان التناغم والاتساق بين كافة إصدارات السلسلة.