أخبار عامةاقتصاد

السعودية تتطلع لجذب الاستثمارات الأجنبية لتحقيق رؤية 2030

أشاد قادة قطاع الاستثمار الإقليمي والدولي بجاذبية السوق السعودية للاستثمارات، مستندين إلى قيم الشفافية والنزاهة، بالإضافة إلى الامتداد الإقليمي للسوق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. هذه العوامل تعزز من حجم السوق على الصعيد العالمي، حيث تُعتبر المملكة واحدة من الاقتصادات الكبرى في العالم وعضواً في “مجموعة الـ20”. كما تبرز المملكة التزامها بدعم الشراكات بين المستثمرين الأجانب والمحليين.

خلال مشاركتهم في مؤتمر النسخة الثامنة من “مبادرة مستقبل الاستثمار”، الذي انطلقت فعالياته يوم الثلاثاء الماضي في الرياض تحت شعار “أفق لا متناهي: الاستثمار اليوم لصياغة الغد”، ناقش قادة قطاع الاستثمار الإقليمي والدولي آفاق النمو والتحديات التي تواجه الاستثمارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وذلك في ظل التحديات العالمية والفرص الاستثمارية الواعدة، رغم الاضطرابات والتوترات التي تعاني منها المنطقة والعالم.

شهدت إحدى جلسات المؤتمر حضور أبرز قادة قطاع الاستثمار على المستويين الإقليمي والدولي. حيث شارك في الجلسة متعب الشثري، رئيس قسم الاستثمار الإقليمي في صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وأنول رانجان، الرئيس التنفيذي لمجموعة “بروكفيلد للاستثمار الخاص”، وإدوارد وينتر، المدير الإداري لصناديق البنية التحتية في “بلاك روك” بمنطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى نيكولاس مورو، الرئيس التنفيذي لإدارة الأصول العالمية في “HSBC”.

الشركات العائلية

في بداية الندوة، استعرض الشثري التحديات التي يواجهها صندوق الاستثمارات السعودي، مشيراً إلى أن الاستثمار في السوق الإقليمية، وخاصة في السعودية، يواجه صعوبات تتعلق بطبيعة الملكيات العائلية للشركات، التي غالباً ما تتردد في بيع أو التخلي عن ممتلكاتها. كما أشار إلى أن صندوق الاستثمارات العامة يدير 13 قطاعاً رئيساً، حيث يعمل كل فريق متخصص على تطوير كل قطاع.

وأكد الشثري أن الصندوق يواصل جهوده لتسهيل دخول الاستثمارات إلى المملكة، وتطوير بيئة استثمارية سلسة بالتعاون مع شركاء من القطاعين العام والخاص في السعودية.

تحدث الشثري عن استثمار الصندوق السيادي الأخير في شركة “أديس” للنفط، حيث استغل الصندوق الفروق السعرية بين بورصة لندن والسوق السعودية لتحويل الشركة إلى ملكية خاصة وإعادة تمويلها بمبلغ 540 مليون دولار. وأوضح أن القيمة السوقية لشركة “أديس” بلغت اليوم ما بين 6 و6.5 مليار دولار، مما يعكس نجاح استراتيجية الصندوق في دعم وتوسيع نطاق الشركات المحلية.

التنافسية الاستثمارية

كما تناول رئيس قسم الاستثمار الإقليمي في صندوق الاستثمارات العامة السعودي موضوع تعزيز التنافسية في المنطقة فيما يتعلق بصفقات الأسهم الخاصة والبنية التحتية. وأوضح أن التنافسية الاستثمارية تساهم في تحسين أداء المديرين والشركات. وقال: “إذا نظرنا إلى منطقة الشرق الأوسط اليوم، سواء في مصر أو الأردن أو دول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام، وحتى العراق، أعتقد أنها تسير نحو النمو”. وأشار إلى أن تعزيز التنافسية في هذه البلدان سيكون له تأثير إيجابي على شعوب المنطقة والمستثمرين على حد سواء.

أشار الشثري إلى أن “فرص الاستثمار كانت محدودة في الماضي، ولكن المستقبل يحمل أمامنا إمكانيات كبيرة، خاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبالأخص في السعودية”. كما أكد على أهمية القوانين الجديدة للإفلاس، التي تمثل خطوة هامة نحو تعزيز بيئة استثمارية مستقرة وجذابة، وتعتبر جزءاً من جهود المملكة لتطوير مناخ اقتصادي مستدام يجذب الاستثمارات المحلية والدولية.

من جانبه، أوضح أنول رانجان أن شركته تتمتع بتاريخ طويل في منطقة الشرق الأوسط، حيث بدأت نشاطاتها في المنطقة منذ التسعينيات، واستثمرت حتى الآن 12 مليار دولار، خصوصاً في السعودية والإمارات. وأكد أن الشراكات المحلية تلعب دوراً أساسياً في تقليل المخاطر وتوفير فهم أعمق للسوق.

أوضح أن الشراكة الأخيرة التي أبرمتها شركة “بروكفيلد” مع صندوق الاستثمارات العامة تعزز من ثقة الشركة في زيادة استثماراتها في السعودية. حيث ستتيح لها هذه الشراكة تجاوز المخاطر المرتبطة بالأسواق الناشئة، وتفتح أمامها آفاقاً جديدة للاستثمار في مجالات الأسهم الخاصة والبنية التحتية.

وأشار رانجان إلى أن أحد التحديات التي تواجه المستثمرين الدوليين هو تصور المخاطر في المنطقة، حيث يعتقد بعضهم أن الأسواق تحمل مخاطر أكبر مما هي عليه في الواقع. ومع ذلك، تعتبر شركته السعودية وجهة استثمارية مستقرة، تتمتع بحوكمة فعالة وشركات ذات جودة عالية.

رؤية السعودية

تحدث إدوارد وينتر عن دور شركة “بلاك روك” في جذب الاستثمارات الدولية، مشيراً إلى أن السوق السعودية تشهد حالياً تقدماً ملحوظاً في فتح مجالات جديدة للاستثمار. وأوضح أن شركتهم تعتمد على نموذج الشراكات المحلية مع شركات مثل “أرامكو” و”أدنوك”، مما ساهم في تعزيز النجاح الاستثماري، وساعد في تسريع تطوير سوق الصكوك والسندات المحلية، بالإضافة إلى تسهيل دخول رؤوس الأموال إلى المملكة.

كما أضاف وينتر أن شركته تمكنت من استثمار أكثر من 30 مليار دولار في منطقة الشرق الأوسط من خلال مجموعة من المشاريع في قطاعات متنوعة، مؤكداً أن “رؤية السعودية 2030” والإصلاحات الاقتصادية قد عززت من مكانة المملكة كوجهة مثالية لجذب الاستثمارات الدولية.

وأوضح أن “بلاك روك” تعمل على تعزيز رأس المال المحلي وتطوير أدوات التمويل مثل سوق الصكوك وسوق الدين المحلي بهدف تيسير عملية الاستثمار وتحقيق أهداف النمو الاقتصادي في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى