رحلات سفارى ومزار سياحى.. آثار المدينة الرومانية بالبحر الأحمر
جمال علم الدين
جنوب غرب مدينة سفاجا، توجد مدينة رومانية قديمة اصبحت مع مرور الوقت مزارا سياحيا لمحبى رحلات السفارى الجبلى، وكذلك مزارا ثقافيا يصل اليه السياح والزوار المحبين للحضارات القديمة وخاصة الرومانية.
تعتبر تلك المدينة من أهم الاثار الرومانية القديمة التى تركها الرومان فى محافظة البحر الأحمر، حيث استخرج منها أهم الاثار الرومانية حول العالم وكانت بمثابة محجر لاستخراج الاعمدة الرومانية أو كما يقال عنها الأحجار الملكية.
من جانبه قال بشار ابو طالب، نقيب المرشدين السياحية بالبحر الأحمر أن تلك المدينة تعتبر من المناطق الأثرية المهملة حيث انها فى الأصل عبارة عن منازل بدائية، وحمامات عامة وصوامع غلال لعمال أكبر محجر رومانى لاستخراج الحجر الملكى الذى بنيت منه أغلب المعابد الرومانية.
واضاف نقيب المرشدين السياحيين فى البحر الأحمر أن مقرات اقامة العمال التى كانت تعمل وتقيم داخل المحجر الرومانى كانت عبارة عن أزقة ضيقة يبلغ كل منزل قرابة الـ70 مترا مربعا، وكانت خارج تلك المنازل منزل خاص يقيم به مدير المحجر، كما كانت تضم المدينة معبد لم يكتمل بناؤه وإسطبلات لاستيعاب ما يصل إلى 400 رأس من الثيران، كانت تستخدم فى سحب الحجارة”.
واوضح أن المدينة الرومانية تقع تحديدا على طريق الصعيد البحر الأحمر، وكانت نقطة جذب لرحلات السفارى الجبلى وخاصة للسياح المقيمين فى فنادق سفاجا وخليج سوما باى ومكادى
وكشف أن تلك المدينة تسمى ” مونس كلوديانوس”، والتى تعد أهم محجر رومانى لإنتاج الاحجار والأعمدة الضخمة الذى يسمى بالحجر الملكى، والذى شيد منه جميع معابد الرومان العظيمة حول العالم، وكانت هى الأصل فى انتاج الاعمدة الملكية وكان يديرها الجيش الرومانى، وكان يقيم بها الآلاف من العمال الرومانيين لإنتاج الأعمدة البريطانية الضخمة، التى تم اكتشافها بعد أكثر من 190 عاما.
وتعرضت تلك المنطقة للسرقة والنهب من قبل تجار الآثار، حيث كانت تحتوى على كمية كبيرة من الأعمدة الملكية وبقايا آثار العمال الذين كانوا يقيمون فيها، وذلك بسبب إهمالها وعدم وجود حراسة لحمايتها.
من جانبه قال محمود صابر مرشد سياحى، أن المدينة الرومانية جنوب سفاجا كان عمالها من المهرة ويتقاضون أعلى مرتبات فى الدولة الرومانية بكونهم مسئولين عن تشيد المعابد الملكية.
واضاف أن الأعمدة الموجودة بالمدينة الرومانية يبلغ طول الواحد منها 20 مترا وقطره 2.5 متر ويزن نحو 200 طن، ومازالت بها المبانى باقية على حالها حتى الآن، وأن تلك المدينة كانت تحتوى على أبراج مراقبة لحراستها مازالت حتى الآن باقية وكانت المدينة تضم حوالى 1000 شخص من الحرس.
أقرأ ايضا : مصر… موسم سياحى مميز.. الأفواج الأجنبية تستمتع بسحر الأقصر
واوضح أن مازالت المنازل الرومانية التى كانت تسكنها العمال، وأنقاض الكنائس التى بنيت من الجرانيت والآبار الدائرية التى كانت تملؤها المياه المعدنية، موجودة حتى الأن، وكذلك مازالت هناك بقايا من قطع أثرية وأعمدة يصعب سرقتها لثقلها وضخامتها وبعض الأحواض المكتوبة عليها نصوص رومانية