اقتصاد

فجوة البيانات: القوى العاملة في منطقة الخليج تُعدّ الأكثر مهارة في مجال استخدام البيانات ولكن الأدنى استخدامًا من قِبل أصحاب الشركات

الرياض –  فريق التحرير

سلّطت شركة أتمتة التحليلات ألتيريكس (المدرجة في بورصة نيويورك تحت الرمز AYX) الضوء اليوم على خطورة عدم التوازن الحالي بين مستويات المهارات المتقدمة التي يمتلكها موظفو البيانات والخطوات التي تتبناها الشركات للاستفادة من هذه المواهب. بينما توظف الشركات في منطقة الخليج مهارات متمكّنة تتحلّى بالرغبة والمعرفة والخبرة التحليلية التي تمكّنها من النجاح، يكشف الاستبيان الذي أجراه معهد أبحاث الرأي “يوجوف” بتكليف من ألتيريكس أن تلك الشركات لا تستفيد من كافة القدرات الكامنة لتلك المواهب في مجال البيانات.

وجد الاستبيان، الذي ركّز على العاملين في مجال البيانات في الشركات الكبيرة في الإمارات والسعودية، أن ما يقرب من ثلثي العاملين في مجال البيانات يمتلكون المهارات التحليلية المتقدمة اللازمة للوصول إلى وتقديم رؤى تجارية صائبة باستخدام تحليلات وصفية (57٪)، توجيهية (61٪) وتنبؤية (60٪). ومع ذلك، وعلى الرغم من مجموعة المهارات القيّمة التي تتمتّع بها، يستخدم 28٪ فقط من العمال هذه المواهب لتعزيز مزايا الشركات التي تعمل بها، مثل زيادة الكفاءة، أو تنمية الإيرادات من خلال إنشاء نماذج بيانية.

وفي حين أن العديد من الشركات لا تتمكّن من تسخير الرؤى القائمة على البيانات بسبب نقص المهارات العاملة في مجال البيانات لديها، إلا أن الشركات في منطقة الخليج بصورة عامة تخلّفت عن الركب بسبب تأخرها في تسخير قدرات القوى العاملة لديها. وعلى الرغم من الصلة الواضحة بين وجود رؤى مستندة إلى البيانات وكفاءة الشركات التي تستغلّها، نشأت ظاهرة جديدة لا يمكن تجاهلها: نقص استخدام المواهب يعيق جهود الشركات لتحقيق التحوّل.

في إطار حديثه عن هذه الظاهرة، علّق السيد آلان جاكوبسون، مسؤول قسم البيانات والتحليلات الرئيسي في ألتيريكس، قائلاً: “يُعتبر الموظفون الذين يتمتعون بمهارات قوية في مجال البيانات ضروريين ومهمّين بصورة كبيرة لتطوير مرونة الشركات وقدرتها على التحوّل بسرعة. ولكن هناك حلقة مفقودة وضرورية لزيادة إمكانات هؤلاء العمال، ألا وهي إضفاء الطابع الديمقراطي على عملية الوصول إلى البيانات وتسهيل قدرتهم على تقديم الرؤى. لقد تجاوز التحول الرقمي إطار المناقشات المحدودة على أعضاء مجلس الإدارة ليصبح الآن مهمة بالغة الأهمية للشركات كي تستفيد بصورة جوهرية من التحليلات وعلوم البيانات لفهم كمّ البيانات الهائل المتدفّق فيها.”

وتابع: “على الرغم من القيمة المتأصلة في عملية اتخاذ القرارات القائمة على البيانات، هناك فجوة هائلة بين الخبرات المتوفرة في منطقة الخليج والقيمة التي يمكن أن يضيفها هؤلاء الموظفون للاستراتيجيات الجديدة وتحسين أداء الشركات لتعمل بصورة أكثر ذكاءً.”

ومن جهة أخرى، تُعتبر الاستفادة الكاملة من الخبرات التحليلية المتاحة مطلبًا أساسيًا لتتمكّن الشركات في منطقة الخليج من المنافسة على المسرح العالمي. ولكن، على الرغم من قدرة غالبية الخبراء في مجال البيانات (72٪) على تحقيق إيرادات إضافية من خلال البيانات، إلا أنّهم غالبًا ما يقتصرون على إصدار تقارير ثابتة (61٪)، بينما يستخدم 35٪ منهم فقط مهاراتهم لإنشاء تحليلات استكشافية، ويحدّد 37٪ فقط النتائج المستقبلية بناءً على البيانات القائمة من خلال التحليلات التنبؤية.

ميزة التحليلات لنجاح الشركات
يصنف 89٪ من العاملين في مجال البيانات في منطقة الخليج حاليًا مهاراتهم على أنها “أعلى من المتوسط”، ويذكرون أنهم حصلوا على الوقت (61٪) من التدريب (60٪) والأدوات (59٪) لتحقيق النجاح. والسؤال إذن: في بيئة يتمتع بها العمال بالجاهزية والقدرة لمساعدة الشركات على تحصيل قيمة كبيرة من البيانات والتحليلات، لماذا يظل عدد العمال المتمكّنين من تسخير مهاراتهم قليلاً جداً؟

على الرغم من أن كل متخصص بالبيانات ليس بحاجة إلى أن يصبح عالم بيانات بمعنى الكلمة، إلا أن تمكينهم من تقديم رؤى مستنيرة حول عمليات الشركة يمكّن الشركة من دفع عجلة تحوّلها وتعزيز نموّها باستخدام مواردها الحالية للازدهار في عالم أصبحت البيانات مهمة للغاية فيه.

استراتيجيات لإنشاء شركات مستقبلية تركز على البيانات:
تطوير ثقافة البيانات: يعتقد 80٪ من العاملين أن زيادة الوعي بأهمية البيانات مهم جدًا، بل يعتبرونه مفتاح النجاح. وفي حين أن البيانات مهمة، إلا أن استخدامها يظل محدوداً إن لم تتمكّن القوى العاملة من تحقيق التغيير من خلال التحليلات الدقيقية. وللاستفادة من هذه المستويات العالية من البيانات، تحتاج الشركات إلى دمج القدرات المعرفية والأفكار فيها من الأعلى إلى الأسفل لتمكين نجاح ثقافة التحليلات.

تقليل الوقت الذي تستغرقه المهام الأساسية من خلال الأتمتة: موظفو البيانات غارقون في التركيز على المهام الأساسية، إذ يقضي 27٪ منهم أكثر من 6 ساعات أسبوعيًا في الحكم على ما إذا كانت مصادر البيانات جديرة بالثقة أم لا، بينما يمضي 28٪ منهم أكثر من 6 ساعات في البحث عن البيانات القيمة، ويقضي 27٪ منهم أكثر من 6 ساعات في تنظيف البيانات. يجب تمكين عمال البيانات القادرين والجاهزين من أداء عملهم بصورة متقدّمة من خلال أتمتة المهام الأساسية واليدوية والمتكررة، مما يوفر وقتهم للتركيز على إجراء التحليلات الأكثر تقدمًا وتعقيدًا.

تحسين مهارات الفرق لتعزيز قيمة الشركات من خلال البيانات: يعتقد 83٪ من القوى العاملة أن انتشار الوباء قد زاد من أهمية مهارات المتخصصة بالبيانات لاتخاذ القرارات. ونظرًا لأن الموظفين المهرة يقدمون عائدًا عاليًا للشركات، فهناك ارتباط كبير بين زيادة الرواتب واستخدام المهارات المتقدمة لتحليل البيانات، مثل تحديد المخاطر وتطوير خطط العمل (56٪)، وتحسين عملية اتخاذ القرار (49٪). وبالنسبة لذوي الدخل المنخفض، تبلغ هذه الأرقام 38٪ و 39٪ على التوالي. باختصار، يُعد تمكين العمال من الاستفادة من أصول البيانات وتقديم رؤى مؤثرة لتحقيق قيمة عالية أمرًا ذا قيمة كبيرة للشركات.

ومن جهته، صرّح السيد ريتشارد تيمبرليك، نائب الرئيس، ألتيريكس، أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، قائلاً: “في هذه المنطقة التي تُعتبر مدفوعة بالبيانات، لا يزال هناك مجال كبير لتطوير استراتيجيات البيانات، مما يضمن قدرة العمال المهرة على توصيل الرؤى المستندة إلى البيانات اللازمة لنجاح الشركات بشكل فعال. وعلى الرغم من المستويات العالية من المهارات في مجال البيانات المتقدمة، فإن الشركات في جميع أنحاء الخليج تخاطر بالتخلف عن الركب من جرّاء عدم استفادتها من هذه المواهب.”

وأضاف: “رغم أن البشر هم أكبر عامل نجاح لأي مشروع رقمي أو تحليلي، إلا أنهم غالبًا آخر عنصر يؤخذ بعين الاعتبار. وفي حين يمكن تسخير أكثر من إنجاز تكنولوجي لتمكين التحول، تظل الفعالية الحقيقية في تطوير ثقافات قائمة على البيانات تجمع بين التكنولوجيا المتقدمة للبيانات مع براعة العقل البشري. ومن خلال الاستثمار في فرق البيانات فقط، بما في ذلك الاستفادة من مهاراتهم في البيانات لدفع علم البيانات وأتمتة التحليلات، سيتمكن العمال من تقديم رؤى قيّمة للشركات تغيّرها للأفضل.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى