أخبار عامة

دراسة مسحية تكشف انخفاض معدلات قراءة الصحف الورقية من 47% إلى 25% فقط في خمس سنوات

الإنترنت مصدر الأخبار الرئيس للعرب
Credit: Getty Images/Image Source

أكدت دراسة استطلاعية حديثة تراجُع وسائل الإعلام التقليدية كمصدر لاستهلاك الأخبار في العالم العربي، مقابل تزايُد الاعتماد على الإنترنت مصدرًا رئيسًا للأخبار، وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي.  

اعتمدت الدراسة، التي أجراها فريق بحثي من جامعة “نورث ويسترن” في قطر، على استطلاع رأي شمل 7196 شخصًا من 7 دول عربية هي: مصر والمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة والأردن وتونس ولبنان، وذلك في إطار استطلاع الرأي السنوي السابع الذي تجريه الجامعة حول استخدام وسائل الإعلام في منطقة الشرق الأوسط. ضمت عينة البحث 5411 من مواطني تلك الدول و1785 من المقيمين فيها. وبلغ متوسط أعمار المشاركين في الدراسة 35 عامًا.

وزاد عدد العينة التي شملتها الدراسة، عمن شملتهم دراسة مماثلة أجرتها الجامعة في 2015، الذين بلغ عددهم 6093 شخصًا، في حين كان عدد المشاركين 8777 في استطلاع مماثل أجرته الجامعة عام 2013.

وخلصت الدراسة المسحية إلى أن أكثر من نصف المواطنين العرب يختارون الإنترنت مصدرًا رئيسًا للأخبار، ويعتمد أكثر من ثلثيهم على هواتفهم الذكية للحصول على مستجدات الأخبار عبر الانترنت.

كما كشفت أن المواطنين في دول الخليج (قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة) يعتمدون على الإنترنت للحصول على الأخبار بشكل أكبر من مواطني الأردن ولبنان وتونس، الذين لا يزالون يعتمدون على القنوات التليفزيونية مصدرًا رئيسًا للأخبار.

وكشفت نتائج الدراسة وجود زيادة كبيرة في اتجاه المستطلَعة آراؤهم إلى استخدام اللغة العربية للوصول إلى المحتوى عبر الإنترنت، بـ20%، إذ بلغت نحو 78% وفقًا لاستطلاع العام 2017، في حين كانت نحو 58% في عام 2013. وربما يرجع ذلك في مجمله إلى الزيادة التي شهدتها السنوات الماضية في أعداد المنصات الإخبارية الناطقة باللغة العربية، المحلية والإقليمية والدولية، خصوصًا مع تزايُد الاهتمام بمنطقة الشرق الأوسط التي أضحت في بؤرة الأحداث العالمية بعد اندلاع موجة “ثورات الربيع العربي” عام 2011.

 خبرة استخدام الإنترنت

انتهت الدراسة إلى أن استهلاك الأخبار الرقمية مرتفعٌ ومتنامٍ في منطقة الشرق الأوسط، مشيرةً إلى أن الوقت الذي يقضيه الشخص في تتبُّع الفضاء الرقمي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بخبرته في استخدام الإنترنت، فالمستخدمون الجدد للإنترنت، الذين وصفتهم الدراسة بأنهم قضوا عامًا على الأكثر في التعامل مع الإنترنت، يقضون حوالي ثماني ساعات أسبوعيًّا على الإنترنت.

في حين يقفز هذا الرقم إلى 14 ساعة أسبوعيًّا لأولئك الذين قضوا عامين في استخدام الإنترنت، وهكذا إلى أن يصل إلى أولئك الذين لديهم 10 سنوات أو أكثر من الخبرة في استخدام الإنترنت، إذ يقضون حوالي 29 ساعة أسبوعيًّا على الإنترنت.

يقول إيفريت إ. دينيس -المدير التنفيذي لجامعة نورث ويسترن بقطر، ورئيس الفريق البحثي القائم على الدراسة- وفق بيان صحفي تعقيبًا على نتائج الدراسة: “إن من بين النتائج الأكثر وضوحًا على مدى السنوات الخمس الماضية أنه منذ عام 2015، ارتفعت نسبة المواطنين العرب الذين يستخدمون هواتفهم الذكية للاتصال بالإنترنت بنسبة 13%، في حين انخفضت نسبة مستخدمي الكمبيوتر المكتبي والكمبيوتر المحمول بمقدار 11%، ولعل هذا ما يفسر ارتفاع استهلاك الأخبار الرقمية عبر الهواتف الذكية”.

ووفقًا للدراسة، فقد زاد انتشار الهواتف الذكية بشكل كبير في جميع بلدان العالم العربي منذ عام 2013، إذ تتصدر الإمارات العربية المتحدة القائمة بنسبة 99% من مواطنيها، تليها قطر بنسبة 95%، ثم المملكة العربية السعودية 93%، فلبنان 91%، ثم الأردن فتونس، بنسبة 83% و65% على الترتيب.

المثير في الدراسة، أنه على الرغم من أن دول الخليج تتصدر القائمة عربيًّا من حيث انتشار الهواتف الذكية، فقد شهدت دول عربية “غير خليجية” زيادةً كبيرة في نسبة انتشار الهواتف الذكية خلال العامين الماضيين مقارنة بالعام 2013، على رأسها الأردن بزيادة بلغت 50%، وتونس ولبنان بنسبة 40%.

يرى دينيس أن “زيادة الاستخدام الرقمي في الشرق الأوسط أسفر عن عواقب وخيمة على وسائل الإعلام التقليدية، كما هو الحال في أجزاء أخرى من العالم؛ إذ انخفضت معدلات قراءة الصحف الورقية انخفاضًا حادًّا من 47% في عام 2013 إلى نحو 25% فقط في عام 2017”.

فيسبوك منصة إخبارية

تتشابه نتائج هذه الدراسة كثيرًا مع نتائج الدراسة الاستقصائية السنوية التاسعة، لعام 2017، التي أجرتها شبكة “أصداء بيرسون– ماستيلر”، وهي شركة استشارات علاقات عامة، مقرها دبي، والتي تضمنت إجراء 3500 مقابلة مباشرة مع شباب من 16 دولة عربية.

كشفت النتائج التي توصلت إليها الشبكة عن ثلاثة اتجاهات رئيسة، يتمثل أولها في تحوُّل فيسبوك من موقع للتواصل الاجتماعي إلى مصدر رئيس للأخبار، إذ أوضح 35% ممن شملهم الاستطلاع أنهم يحصلون على الأخبار على موقع فيسبوك، مقابل 31% يقرأونها في أماكن أخرى على الإنترنت، ما يعني أن الإعلام الرقمي يمثل المصدر الإخباري الأول لـ66% من الشباب العربي، ويتمثل الثاني في الارتفاع السريع في إقبال الشباب العربي على برنامج “واتسآب” كمنصة اتصالات يومية رئيسة، إذ يزوره 68% من الشباب يوميًّا.

ثالث الاتجاهات، تستقيه دراسة “أصداء بيرسون– ماستيلر”، من تقديرات الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول (GSMA)، التي توفر تحليلاً للبيانات العالمية لمشغلي الاتصالات المتنقلة حول مستقبل انتشار الهواتف الذكية في العالم، إذ تؤكد الجمعية أن 65% من السكان الذين يعيشون في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سيكون لديهم هاتف ذكي بحلول العام 2020.

الصحافة التقليدية.. مستقبل مظلم

في تعقيبه على نتائج الاستطلاع، يعتقد أبو بكر الدسوقي -المستشار التحريري بمجلة السياسة الدولية- أن “التوجه العام في المنطقة العربية يشير إلى أن الإعلام التقليدي في طريقه للزوال”.

يضيف الدسوقي، في تصريحات لـ”للعلم”، أن “المقصود بالإعلام التقليدي هو الصحافة والتليفزيون، والزوال هنا لا يكون للمهنة في حد ذاتها، لكن للشكل والمخرَجات، فعلى الصعيد الصحفي، نجد أن الصحف الورقية ستنتهي في المدى القريب، أما التليفزيون فسيبقى منه جهاز الاستقبال فقط، فيما سيكون المحتوى متوفرًا عبر الإنترنت”.

وعلى صعيد صناعة الإعلام، يرى الدسوقي أن “التوجه نحو الإعلام الرقمي من شأنه المساس بمهن إعلامية مساعدة يعمل بها آلاف الأشخاص، مثل مهنة الطباعة، لكنه في المقابل سيوفر للمؤسسات الصحفية التقليدية كثيرًا من التكاليف التي يمكن توظيفها لخدمة منتجاتها الرقمية”.

الرفاه والثقافة.. عوامل حاسمة

يحلل السيد أبو فرحة -الأستاذ بكلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية بجامعة بني سويف- نتائج الاستطلاع من منظوري “الرفاه والثقافة”.

يقول “أبو فرحة” لـ”للعلم”: يمكن تفسير تبايُن نسبة الاعتماد على الإنترنت مصدرًا للأخبار بين دول الخليج من ناحية وبقية الدول التي شملها الاستطلاع من ناحية أخرى، وفقًا لمتغيري الرفاه الاجتماعي والمستوى الثقافي، فعلى صعيد المتغير الأول، نجد أن الرفاه الاجتماعي والاقتصادي لدول الخليج مكَّنها من تدشين بنية تحتية متقدمة وأقل تكلفة للإنترنت، مما ييسر الاعتماد عليها لدى مستهلكي الأخبار الخليجيين، الذين يمتلكون بدورهم أحدث الهواتف الذكية في العالم العربي.

وعلى صعيد المتغير الثقافي، يرى “أبو فرحة” أنه “وفقًا لبعض مؤشرات التنمية البشرية، وخاصةً تلك المتصلة بالتعليم العالي، والتي تميل لصالح دول عربية كتونس ولبنان، مقارنةً بدول الخليج، فإن هذا جعل مواطنيها أكثر قدرة على الفرز والانتقاء وتشكيل الرأي العام، بما يفسر بقاء القنوات التليفزيونية في تلك الدول مصدرًا رئيسًا للأخبار”، وفق قوله.

الشأن المصري

فيما يتعلق بالشأن المصري، كشفت الدراسة تضاعُف عدد مستخدمي الإنترنت في مصر من 22% في 2013 و45% في 2015 إلى 50% في 2017، فيما ذكرت انخفاض عدد الساعات التي يقضيها المصريون في استخدام الإنترنت؛ إذ بلغ 26 ساعة أسبوعيًّا، مقارنة بـ29 ساعة بالنسبة للدول الست الأخرى التي شملها الاستطلاع، في حين ارتفع عدد مستخدمي “الهواتف الذكية” في مصر ليبلغ حوالي 57%.

وأظهرت تزايُد إقبال المصريين على استخدام منصات التواصل الاجتماعي لترتفع إلى 47% بالنسبة لموقع “فيسبوك”، و”واتساب” 38%، و”يوتيوب” 35%، و”إنستجرام” 21%، فيما بقي استخدامهم لـ”تويتر” عند نفس حاجز استخدامه في 2015 وهو 11%.وكشفت انخفاض متابعة المصريين لوسائل الإعلام “غير الإلكترونية” مقارنة بباقي الدول، إذ بلغت نسبة الاستماع إلى الراديو 33% مقابل 49%، وقراءة الصحف 16% مقارنة بـ25% للآخرين، وقراءة الكتب 16% مقارنة بـ29% للدول الأخرى، والمجلات 11% مقابل 19% لباقي الدول التي شملها الاستطلاع.وذكرت أن المواد الكوميدية تحتل مكان الصدارة في اهتمامات المصريين بنسبة 77%، ثم الأخبار بـ61%، مشيرةً إلى أن “اهتمام المصريين بالأخبار تراجع من 85% عام 2013 إلى 68% في 2015، ثم 61% في 2017”.وعلى صعيد مصادر الحصول على الأخبار من القنوات الفضائية، اعتبر 74% من المصريين أن التلفاز هو أكثر المصادر أهميةً للحصول على الأخبار، إذ احتلت قناة النهار الصدارة بنسبة متابعة بلغت 76%، ثم الحياة “74%”، و”سي بي سي” بنسبة متابعة بلغت 66%، والمحور “51%”، في حين قال 25% إنهم يتابعون قناة “العربية”، وأكد 17% متابعتهم لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” للحصول على الأخبار، و11% ذكروا أنهم يتابعون شبكة “سي إن إن” الأمريكية الإخباريةأكدت دراسة استطلاعية حديثة تراجُع وسائل الإعلام التقليدية كمصدر لاستهلاك الأخبار في العالم العربي، مقابل تزايُد الاعتماد على الإنترنت مصدرًا رئيسًا للأخبار، وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي.  

اعتمدت الدراسة، التي أجراها فريق بحثي من جامعة “نورث ويسترن” في قطر، على استطلاع رأي شمل 7196 شخصًا من 7 دول عربية هي: مصر والمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة والأردن وتونس ولبنان، وذلك في إطار استطلاع الرأي السنوي السابع الذي تجريه الجامعة حول استخدام وسائل الإعلام في منطقة الشرق الأوسط. ضمت عينة البحث 5411 من مواطني تلك الدول و1785 من المقيمين فيها. وبلغ متوسط أعمار المشاركين في الدراسة 35 عامًا.

وزاد عدد العينة التي شملتها الدراسة، عمن شملتهم دراسة مماثلة أجرتها الجامعة في 2015، الذين بلغ عددهم 6093 شخصًا، في حين كان عدد المشاركين 8777 في استطلاع مماثل أجرته الجامعة عام 2013.

وخلصت الدراسة المسحية إلى أن أكثر من نصف المواطنين العرب يختارون الإنترنت مصدرًا رئيسًا للأخبار، ويعتمد أكثر من ثلثيهم على هواتفهم الذكية للحصول على مستجدات الأخبار عبر الانترنت.

كما كشفت أن المواطنين في دول الخليج (قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة) يعتمدون على الإنترنت للحصول على الأخبار بشكل أكبر من مواطني الأردن ولبنان وتونس، الذين لا يزالون يعتمدون على القنوات التليفزيونية مصدرًا رئيسًا للأخبار.

وكشفت نتائج الدراسة وجود زيادة كبيرة في اتجاه المستطلَعة آراؤهم إلى استخدام اللغة العربية للوصول إلى المحتوى عبر الإنترنت، بـ20%، إذ بلغت نحو 78% وفقًا لاستطلاع العام 2017، في حين كانت نحو 58% في عام 2013. وربما يرجع ذلك في مجمله إلى الزيادة التي شهدتها السنوات الماضية في أعداد المنصات الإخبارية الناطقة باللغة العربية، المحلية والإقليمية والدولية، خصوصًا مع تزايُد الاهتمام بمنطقة الشرق الأوسط التي أضحت في بؤرة الأحداث العالمية بعد اندلاع موجة “ثورات الربيع العربي” عام 2011.

 خبرة استخدام الإنترنت

انتهت الدراسة إلى أن استهلاك الأخبار الرقمية مرتفعٌ ومتنامٍ في منطقة الشرق الأوسط، مشيرةً إلى أن الوقت الذي يقضيه الشخص في تتبُّع الفضاء الرقمي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بخبرته في استخدام الإنترنت، فالمستخدمون الجدد للإنترنت، الذين وصفتهم الدراسة بأنهم قضوا عامًا على الأكثر في التعامل مع الإنترنت، يقضون حوالي ثماني ساعات أسبوعيًّا على الإنترنت.

في حين يقفز هذا الرقم إلى 14 ساعة أسبوعيًّا لأولئك الذين قضوا عامين في استخدام الإنترنت، وهكذا إلى أن يصل إلى أولئك الذين لديهم 10 سنوات أو أكثر من الخبرة في استخدام الإنترنت، إذ يقضون حوالي 29 ساعة أسبوعيًّا على الإنترنت.

يقول إيفريت إ. دينيس -المدير التنفيذي لجامعة نورث ويسترن بقطر، ورئيس الفريق البحثي القائم على الدراسة- وفق بيان صحفي تعقيبًا على نتائج الدراسة: “إن من بين النتائج الأكثر وضوحًا على مدى السنوات الخمس الماضية أنه منذ عام 2015، ارتفعت نسبة المواطنين العرب الذين يستخدمون هواتفهم الذكية للاتصال بالإنترنت بنسبة 13%، في حين انخفضت نسبة مستخدمي الكمبيوتر المكتبي والكمبيوتر المحمول بمقدار 11%، ولعل هذا ما يفسر ارتفاع استهلاك الأخبار الرقمية عبر الهواتف الذكية”.

ووفقًا للدراسة، فقد زاد انتشار الهواتف الذكية بشكل كبير في جميع بلدان العالم العربي منذ عام 2013، إذ تتصدر الإمارات العربية المتحدة القائمة بنسبة 99% من مواطنيها، تليها قطر بنسبة 95%، ثم المملكة العربية السعودية 93%، فلبنان 91%، ثم الأردن فتونس، بنسبة 83% و65% على الترتيب.

المثير في الدراسة، أنه على الرغم من أن دول الخليج تتصدر القائمة عربيًّا من حيث انتشار الهواتف الذكية، فقد شهدت دول عربية “غير خليجية” زيادةً كبيرة في نسبة انتشار الهواتف الذكية خلال العامين الماضيين مقارنة بالعام 2013، على رأسها الأردن بزيادة بلغت 50%، وتونس ولبنان بنسبة 40%.

يرى دينيس أن “زيادة الاستخدام الرقمي في الشرق الأوسط أسفر عن عواقب وخيمة على وسائل الإعلام التقليدية، كما هو الحال في أجزاء أخرى من العالم؛ إذ انخفضت معدلات قراءة الصحف الورقية انخفاضًا حادًّا من 47% في عام 2013 إلى نحو 25% فقط في عام 2017”.

فيسبوك منصة إخبارية

تتشابه نتائج هذه الدراسة كثيرًا مع نتائج الدراسة الاستقصائية السنوية التاسعة، لعام 2017، التي أجرتها شبكة “أصداء بيرسون– ماستيلر”، وهي شركة استشارات علاقات عامة، مقرها دبي، والتي تضمنت إجراء 3500 مقابلة مباشرة مع شباب من 16 دولة عربية.

كشفت النتائج التي توصلت إليها الشبكة عن ثلاثة اتجاهات رئيسة، يتمثل أولها في تحوُّل فيسبوك من موقع للتواصل الاجتماعي إلى مصدر رئيس للأخبار، إذ أوضح 35% ممن شملهم الاستطلاع أنهم يحصلون على الأخبار على موقع فيسبوك، مقابل 31% يقرأونها في أماكن أخرى على الإنترنت، ما يعني أن الإعلام الرقمي يمثل المصدر الإخباري الأول لـ66% من الشباب العربي، ويتمثل الثاني في الارتفاع السريع في إقبال الشباب العربي على برنامج “واتسآب” كمنصة اتصالات يومية رئيسة، إذ يزوره 68% من الشباب يوميًّا.

ثالث الاتجاهات، تستقيه دراسة “أصداء بيرسون– ماستيلر”، من تقديرات الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول (GSMA)، التي توفر تحليلاً للبيانات العالمية لمشغلي الاتصالات المتنقلة حول مستقبل انتشار الهواتف الذكية في العالم، إذ تؤكد الجمعية أن 65% من السكان الذين يعيشون في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سيكون لديهم هاتف ذكي بحلول العام 2020.

الصحافة التقليدية.. مستقبل مظلم

في تعقيبه على نتائج الاستطلاع، يعتقد أبو بكر الدسوقي -المستشار التحريري بمجلة السياسة الدولية- أن “التوجه العام في المنطقة العربية يشير إلى أن الإعلام التقليدي في طريقه للزوال”.

يضيف الدسوقي، في تصريحات لـ”للعلم”، أن “المقصود بالإعلام التقليدي هو الصحافة والتليفزيون، والزوال هنا لا يكون للمهنة في حد ذاتها، لكن للشكل والمخرَجات، فعلى الصعيد الصحفي، نجد أن الصحف الورقية ستنتهي في المدى القريب، أما التليفزيون فسيبقى منه جهاز الاستقبال فقط، فيما سيكون المحتوى متوفرًا عبر الإنترنت”.

وعلى صعيد صناعة الإعلام، يرى الدسوقي أن “التوجه نحو الإعلام الرقمي من شأنه المساس بمهن إعلامية مساعدة يعمل بها آلاف الأشخاص، مثل مهنة الطباعة، لكنه في المقابل سيوفر للمؤسسات الصحفية التقليدية كثيرًا من التكاليف التي يمكن توظيفها لخدمة منتجاتها الرقمية”.

الرفاه والثقافة.. عوامل حاسمة

يحلل السيد أبو فرحة -الأستاذ بكلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية بجامعة بني سويف- نتائج الاستطلاع من منظوري “الرفاه والثقافة”.

يقول “أبو فرحة” لـ”للعلم”: يمكن تفسير تبايُن نسبة الاعتماد على الإنترنت مصدرًا للأخبار بين دول الخليج من ناحية وبقية الدول التي شملها الاستطلاع من ناحية أخرى، وفقًا لمتغيري الرفاه الاجتماعي والمستوى الثقافي، فعلى صعيد المتغير الأول، نجد أن الرفاه الاجتماعي والاقتصادي لدول الخليج مكَّنها من تدشين بنية تحتية متقدمة وأقل تكلفة للإنترنت، مما ييسر الاعتماد عليها لدى مستهلكي الأخبار الخليجيين، الذين يمتلكون بدورهم أحدث الهواتف الذكية في العالم العربي.

وعلى صعيد المتغير الثقافي، يرى “أبو فرحة” أنه “وفقًا لبعض مؤشرات التنمية البشرية، وخاصةً تلك المتصلة بالتعليم العالي، والتي تميل لصالح دول عربية كتونس ولبنان، مقارنةً بدول الخليج، فإن هذا جعل مواطنيها أكثر قدرة على الفرز والانتقاء وتشكيل الرأي العام، بما يفسر بقاء القنوات التليفزيونية في تلك الدول مصدرًا رئيسًا للأخبار”، وفق قوله.

الشأن المصري

فيما يتعلق بالشأن المصري، كشفت الدراسة تضاعُف عدد مستخدمي الإنترنت في مصر من 22% في 2013 و45% في 2015 إلى 50% في 2017، فيما ذكرت انخفاض عدد الساعات التي يقضيها المصريون في استخدام الإنترنت؛ إذ بلغ 26 ساعة أسبوعيًّا، مقارنة بـ29 ساعة بالنسبة للدول الست الأخرى التي شملها الاستطلاع، في حين ارتفع عدد مستخدمي “الهواتف الذكية” في مصر ليبلغ حوالي 57%.

وأظهرت تزايُد إقبال المصريين على استخدام منصات التواصل الاجتماعي لترتفع إلى 47% بالنسبة لموقع “فيسبوك”، و”واتساب” 38%، و”يوتيوب” 35%، و”إنستجرام” 21%، فيما بقي استخدامهم لـ”تويتر” عند نفس حاجز استخدامه في 2015 وهو 11%.

وكشفت انخفاض متابعة المصريين لوسائل الإعلام “غير الإلكترونية” مقارنة بباقي الدول، إذ بلغت نسبة الاستماع إلى الراديو 33% مقابل 49%، وقراءة الصحف 16% مقارنة بـ25% للآخرين، وقراءة الكتب 16% مقارنة بـ29% للدول الأخرى، والمجلات 11% مقابل 19% لباقي الدول التي شملها الاستطلاع.

وذكرت أن المواد الكوميدية تحتل مكان الصدارة في اهتمامات المصريين بنسبة 77%، ثم الأخبار بـ61%، مشيرةً إلى أن “اهتمام المصريين بالأخبار تراجع من 85% عام 2013 إلى 68% في 2015، ثم 61% في 2017”.

وعلى صعيد مصادر الحصول على الأخبار من القنوات الفضائية، اعتبر 74% من المصريين أن التلفاز هو أكثر المصادر أهميةً للحصول على الأخبار، إذ احتلت قناة النهار الصدارة بنسبة متابعة بلغت 76%، ثم الحياة “74%”، و”سي بي سي” بنسبة متابعة بلغت 66%، والمحور “51%”، في حين قال 25% إنهم يتابعون قناة “العربية”، وأكد 17% متابعتهم لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” للحصول على الأخبار، و11% ذكروا أنهم يتابعون شبكة “سي إن إن” الأمريكية الإخبارية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى