التعشير والمقمع.. تقاليد سعودية مبهجة تتوج بـ”رقصة النار” شاهد الصور
جمال علم الدين
مشهد مثير معلق بالأجواء الحماسية وعلى وقع الأهازيج والأشعار يقوم أحد الأشخاص بحركات ديناميكيّة بين شرارات النيران، وعند رؤية لمحة من الشرارات من بعيد وصدى الخطوات الاستعراضية المتناسقة، فإن ذلك قد يوحي للبعض بأنهم على وشك مصادفة قتال محتدم.
ولكن يشكل المشهد جزءًا من موروث سعودي أصيل يدعى “التعشير”، وهو رقصة حربية قديمة اشتهرت في الماضي، إذ قال المصور السعودي عبدالرحمن الدغيلبي إن من يراها لأول مرة لا يعلم مدى قوة الصوت الخارج من البندقية (المقمع) ما قد يسبب الخوف للبعض.
أقرأ ايضا سيدة الاعمال خبيرة التجميل مالكة مراكز الجمال الالماني للتزيين ناجيه موسى
ووثق “الدغيلبي” وهو مرشد سياحي أيضًا، هذه الرقصة التقليدية على مدى عقد تقريبًا في منطقة الشفا والهدا بمحافظة الطائف.
وشجّعه على ذلك تحدي بعض المصورين لبعضهم في توثيق الشرارة التي تخرج من البندقية أثناء أداء الرقصة، و”تجميد اللحظة” بحسب تعبيره، وأشار المصور إلى تسمية هذا الفن بـ”رقصة النار” أيضًا؛ بسبب النار الذي يخرج من البندقيّة.
وتظهر شرارات النيران بشكل ساطع في المشاهد الساحرة التي وثقها المصور قائلًا إنّه وجب عليه تصويرها من مسافة بعيدة لخطورة النيران.
وكان المحاربون القدامى يمارسون التعشير كطريقة لبث الثقة والحماس قبل خوض المعركة والتعبير عن الفرح بعد الانتصار.
وتنطوي هذه الرقصة على القيام بخطوات مرتبة ومتناسقة والقفز برشاقة، كما يداعب خلالها العارض بندقيته المحشوة بالبارود ليتحول إلى لهب تحت قدميه بعد ضغطه على الزناد، والبارود المستخدم في سلاح فن التعشير من الذخيرة غير الحية التي تصنع من أشجار العُشر، والأراك، والملح.
واليوم، يُعرض هذا الفن الشعبي في الأفراح والمناسبات؛ لبث الفرح والبهجة في النفوس.