موزعو تقنية المعلومات في الشرق الأوسط وإفريقيا يستعدون للمرحلة التالية من التحول الرقمي: ريدينغتون
دبي: متابعة جلف تك نيوز
أظهرت دراسة استطلاعية أجريت حديثًا استعداد الشركات العاملة في توزيع الحلول والخدمات التقنية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، للمرحلة التالية من التحوّل الرقمي. وتناولت الدراسة التي أجرتها شركة “ريدينغتون”، رائدة تكامل التقنيات الرقمية والابتكار، بالتعاون مع شركة أبحاث السوق “كونتكست”، معطيات من شأنها تمكين الموزعين من اقتناص فرص الأعمال المتاحة في الأسواق.
وجاء إعلان “ريدينغتون” عن نتائج الدراسة بالتزامن مع مؤتمرها الذي أقامته في دبي تحت عنوان “ردينغتون ري-إماجن 2023”، والذي جمع ممثلين من مختلف القطاعات التقنية.
وركّزت الدراسة الاستطلاعية على تناول ثلاثة معطيات قالت إن من شأنها تمكن الموزعين من الاستجابة بطريقة إيجابية للفرص التي عرض لها المؤتمر. ويتمثل أول المعطيات الثلاثة في حالة الجاهزية، التي تقاس بالتوقعات الإيجابية وحجم الاستثمارات المسبقة ومدى التركيز على المستقبل، أما ثاني المعطيات فيتضمن تنمية المهارات وتطوير أصحاب المواهب المحلية، ويُقاس بمستوى الاستثمار في التدريب وتطوير الحلول المملوكة، في حين يتمثل ثالث المعطيات التي تناولتها الدراسة في العقلية الاستراتيجية التي تقاس بنطاق التركيز على القضايا ذات الأمدين القريب والبعيد.
الجاهزية
تضع المؤشرات الرئيسة التي أسفرت عنها الدراسة موزعي الخدمات والمنتجات التقنية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا عند مستوى نظرائهم في أوروبا، إذ نجح 80% منهم في بيع الخدمات السحابية، 65% منهم نجحوا في ذلك لمدة تزيد على عامين، في حين استطاع الموزّعون الذين باعوا الخدمات السحابية لمدة تزيد على ثلاث سنوات، والبالغة نسبتهم 47%، تنفيذ أكثر من 10 خدمات سحابية.
في المقابل، فإن نسبة الموزعين الذين باعوا الخدمات السحابية لمدة تقلّ عن ثلاث سنوات ونجحوا في تنفيذ أكثر من 10 خدمات سحابية، لم تتجاوز 13%. ويرى الخبراء أن من الضروري زيادة عدد الحلول السحابية المقدمة من أجل تقديم حلول سحابية متطورة تتضمّن مكونات من منتجين متعددين.
وفي هذا السياق، أكّد راجيف سريفاستافا المدير التنفيذي لشركة ” ريدينغتون”، أن المؤتمر لفت الانتباه بقوّة إلى مجالات التقنيات الناشئة كالذكاء الاصطناعي والجيل الخامس والروبوتات والحوسبة الكمية وغيرها، قائلًا إن الدراسة الاستطلاعية أظهرت أن المنطقة على وشك أن تتبنّى التقنيات المتقدمة على أرض الواقع، بالنظر إلى أن 53% من الشركات تستثمر حاليًا في تقنيات الذكاء الاصطناعي في المرتبة الثانية بعد الأمن السيبراني (56%)، مؤشرًا على الاستجابة السريعة للتغييرات الحاصلة في مشهد تقنية المعلومات. وأضاف: “ينصب تركيزنا على وضع تصوّرات مبتكرة ومتجددة للتقنية، تمتدّ من الإمكانات إلى الفرص، وبطريقة مستدامة”.
تنمية المهارات وتطوير أصحاب المواهب
يواصل الموزعون العاملون في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا الاستثمار في التدريب ومنح شهادات الاعتماد. ويمثل المعيار الذي اعتمدته الدراسة لهذ الجانب أكثر من 2% من إجمالي الإيرادات (مثّله 20% من المشاركين في الدراسة). وقال 17% من المستطلعة آراؤهم في الدراسة إنهم ينفقون 0.25% من الإيرادات على التدريب، فيما ينفق 16% منهم 0.5%، وينفق 13% نسبة 2% من إجمالي إيراداتهم على التدريب. أما من ينفقون واحدًا في المئة على هذا المجال فهم الشريحة الأكبر، بواقع 25% من المشاركين في الدراسة.
وأقرّ 10% من الموزعين المستطلعة آراؤهم في دراسة “كونتكست” التي أجرتها لصالح “ريدينغتون”، بأنهم لا ينفقون شيئًا من إيرادات مبيعاتهم على التدريب، فيما ذكر 33% ممن يقلّ إنفاقهم على التدريب عن واحد في المئة، أنهم سيجدون صعوبة في تلبية متطلبات المنتجين اللازمة لدعم الموجة التالية من التحوّل الرقمي.
ويبقى التحدي الذي يواجه هؤلاء الموزعين من مقدمي الخدمات والمنتجات متمثلًا في إعادة تقييم أولوياتهم الاستثمارية وترتيبها، والعمل مع المنتجين وشركاء التوزيع على رفع مستوى التدريب.
العقلية الاستراتيجية
وذكر في الدراسة 64% من الموزعين أنه يُطلب منهم في بعض الأحيان، أو في كثير من الأحيان، تقديم خيارات مستدامة للعملاء. ورأى 71% من الموزعين أن مسألة تتبع الكربون ستصبح أساسية في غضون ثلاث سنوات. وتشير توقعات “كونتكست” لمنظومة قنوات التوزيع في الشرق الأوسط إلى أن العملاء من المؤسسات التجارية والاستهلاكية سيشكّلون محركات دافعة نحو اعتماد المعايير الخضراء، وأن موظفي شركات تقنية المعلومات سوف يدفعون باتجاه تحقيق الامتثال. هذا وسيُطلق المنتجون مبادرات جديدة لتدوير المنتجات وإعادة استخدامها، فيما يُنتظر أن يركب أبرز الموزعين موجة التحوّل المهمة هذه.
وأكّد المدير التنفيذي العالمي لشركة “كونتكست” آدم سيمون، أن نتائج استجابة الموزعين في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا “تُقارن مقارنة إيجابية بنتائج استطلاعات مماثلة أجريناها في أوروبا”، مشيرًا إلى وجود “درجة عالية من الاستعداد للموجة التالية من التحوّل الرقمي”.