مقيم في الإمارات يبلغ من العمر 52 عاماً ينجو من إصابة قلبية نادرة تسببت في تجمع سوائل وضغط خطير على القلب في مستشفى أستر، القصيص.

نتج الالتهاب عن بكتيريا المكورات السحائية، التي تؤثر عادةً على الدماغ، مما أدّى إلى تراكم خطير للسوائل حول القلب، وتسبب في ضغط خطير على القلب تطلّب جراحة طارئة.
في حالة طبية نادرة واستثنائية، نجح الأطباء في مستشفى أستر – القصيص، في إجراء جراحة أنقذت حياة السيد سانتياغو دياس روج، المقيم الهندي البالغ من العمر 52 عاماً، حيث أصيب السيد روج بالتهاب بكتيري يُعرف عادةً بأنه يسبب التهاب السحايا في الدماغ، إلا أنه تسبب في هذه الحالة غير المألوفة بالتهاب في الغشاء المحيط بالقلب (التهاب التامور)، ما أدى إلى تراكم خطير للسوائل حول القلب، وهي حالة تهدد الحياة تُعرف باسم اندحاس القلب (Cardiac Tamponade)
عادةً ما يؤثر التهاب المكورات السحائية على الدماغ والأغشية التي تحيط به، ونادراً ما يصيب القلب. وفي هذه الحالة النادرة للغاية، لم يُصب السيد روج بأي التهاب في الدماغ أو أغشيته، بل ظهرت عليه أعراض التهاب معزول في الكيس المحيط بالقلب، والذي تعقّد بتراكم شديد للسوائل والصديد، مما أدى إلى الضغط على القلب. يُعتبر هذا النوع من الحالات نادراً للغاية، ونجاة المريض تُعد دليلاً على سرعة التدخل، وكفاءة الفريق الطبي، وتميّز الرعاية القلبية المقدّمة في مستشفى أستر – القصيص.
يُذكر أن مستشفى أستر – القصيص كان قد تم تصنيفه ضمن قائمة “أفضل المستشفيات الذكية في العالم لعام 2025” التي تنشرها مجلة نيوزويك، حيث جاء من بين 350 مستشفى على مستوى العالم، واحتل المرتبة رقم 14 ضمن “أفضل المستشفيات في دولة الإمارات” وفق تصنيف المجلة نفسها.
توجّه السيد روج، وهو رجل متزوج وموظف مقيم منذ فترة طويلة في دولة الإمارات العربية المتحدة، توجّه إلى قسم الطوارئ في مستشفى أستر – القصيص بعد معاناته من ألم في أعلى البطن والصدر استمر لمدة يومين. وقد أشارت الفحوصات الأولية إلى وجود مضاعفات خطيرة مرتبطة بمرض السكري واحتمالية وجود التهاب فيروسي حول القلب.
ساهمت إصابته الطويلة الأمد بداء السكري غير المُتحكَّم فيه في تعقيد حالته بشكل أكبر. كما أبلغ عن تورم مؤلم في مفصل الرسغ، والذي تبيّن لاحقاً أنه التهاب مفصل تفاعلي (Reactive Arthritis) مرتبط بالالتهاب الحالي.
هذا وسرعان ما تدهورت حالة المريض وأصبحت غير مستقرة. وقد كشفت فحوصات الإيكو العاجلة عن وجود ضغط شديد على القلب من جميع الجهات بسبب تجمع شديد للسوائل في الكيس المحيط به، وهي حالة تُعرف باسم “اندحاس القلب، وتُعدّ أمراً طارئاً جراحياً يتطلب التدخل الفوري.
وقد أُجري هذا الإجراء المعقّد على يد فريق طبي بقيادة د. سانديب شريفاستافا ود. شيبرا شريفاستافا، استشاريا جراحة القلب والصدر، وذلك بدعم من تشخيص سريع وفي الوقت المناسب وإدارة طبية فعالة.
وكان التشخيص الفوري والدقيق للدكتور كريشنا سارين إم إس ناير، أخصائي أمراض القلب التداخلية في مستشفى أستر – القصيص، هو ما دق ناقوس الخطر وأدى إلى نقل المريض بشكل عاجل إلى غرفة العمليات.
وفي تعليقه على تعقيد وحساسية حالة السيد روج، قال د. سانديب شريفاستافا، استشاري جراحة القلب والصدر في مستشفى أستر – القصيص: “كانت هذه حالة نادرة ومعقدة للغاية، حيث أثّر التهاب بكتيري خطير على الغشاء الخارجي المحيط بقلب المريض.
وقد ساهم داء السكري غير المُتحكَّم فيه، إلى جانب التراكم المفاجئ للسوائل حول القلب، في جعل الحالة أكثر خطورة وتعقيداً. لقد كان التشخيص المبكر، وسرعة التدخل، والعمل الجماعي من العوامل الأساسية التي ساعدت في إنقاذ حياته.
قمنا بإجراء جراحة طارئة لفتح الصدر، وتصريف السوائل في المنطقة المصابة، وإزالة الأنسجة المتأثرة بالالتهاب، وبالتالي تخفيف الضغط عن القلب حتى يتمكن من العودة إلى أداء وظائفه بشكل طبيعي.”
وقال د. كريشنا سارين إم إس ناير، أخصائي أمراض القلب التداخلية في مستشفى أستر – القصيص: “يُعد التشخيص المبكر أمراً بالغ الأهمية في التعامل مع التهاب بكتيري نادر وخطير كهذا. لم ننجح فقط في تجنّب الانهيار الحاد من خلال التشخيص والتدخل الجراحي في الوقت المناسب، بل تمكّنا أيضاً من تفادي التليّف الشديد الذي غالباً ما يحدث حول القلب بعد شفاء مثل هذا النوع من الالتهابات.” وأضافت د. شيبرا شريفاستافا، استشارية جراحة القلب والصدر في مستشفى أستر – القصيص: “استقرت وظيفة القلب بعد الجراحة، واستجاب المريض للعلاج بشكل مذهل.
ونظراً لطبيعة الالتهاب الشديدة ونقله لبكتيريا المكورات السحائية عبر الهواء، فقد تم تطبيق بروتوكولات عزل صارمة لضمان سلامة الفريق الطبي وكل من تواصل مع الحالة وكان عرضة للإصابة بهذا الالتهاب القاتل.”
كما شددت على أن ضمان سلامة باقي المرضى في المستشفى كان أولوية قصوى، وقد تم التعامل مع هذا الجانب بكفاءة عالية.
شملت العملية التي استغرقت ساعتين والمصنفة عالية الخطورة مواجهة عدة تحديات طبية، منها حالة المريض غير المستقرة، ومخاطر انتقال الالتهاب إلى فريق الجراحة، بالإضافة إلى الحاجة السريعة لتخفيف الضغط الناتج عن تراكم السوائل حول القلب لإنقاذ حياة المريض.
وبعد قضائه ثلاثة أيام في وحدة العناية المركزة، نُقل السيد روج إلى القسم الداخلي حيث أكمل دورة كاملة من العلاج بالمضادات الحيوية الوريدية لمدة أسبوعين، وذلك وفقاً لتقرير الحساسية وبروتوكولات العلاج المعتمدة. وتمّ إخراجه من المستشفى وهو في حالة صحية ممتازة.
و قال السيد سانتياغو دياس روج معبّرً عن امتنانه العميق ودهشته من شدة حالته: “أعجز عن شكر الأطباء وطاقم مستشفى أستر بما يكفي. لم أتخيل قط أنني أعاني من التهاب يهدد حياتي. لقد أنقذتني تصرفاتهم السريعة في الوقت المناسب. أنا ممتن بشكل خاص للدكتور سانديب، والدكتورة شيبرا، والدكتور كريشنا على مهاراتهم وتعاطفهم.”
مرض المكورات السحائية هو التهاب بكتيري نادر ولكنه خطير، يسبب عادةً التهاب السحايا. ومع ذلك، في هذه الحالة، شمل الالتهاب التامور (الغشاء الخارجي للقلب)، وهو أحد أندر أشكال مرض المكورات السحائية المعروف باسم التهاب التامور المكور السحائي الأولي (Primary Meningococcal Pericarditis – PMP).
وبناءً على الأدبيات الطبية، يبدو أن هذه واحدة من أندر وأقل الحالات الموثقة لالتهاب المكورات السحائية التي تؤثر بشكل أساسي على القلب وتؤدي إلى اندحاس القلب، ولم تُسجّل سوى ست حالات أخرى فقط في العالم[1].
وعلى الرغم من أن حوالي 2 من كل 10,000 شخص قد يصابون باندحاس القلب نتيجة لأمراض أخرى، إلا أن احتمالية حدوثه تحديداً بسبب التهاب المكورات السحائية نادراً ما يُذكر، مما يبرز الاستثنائية النادرة لحالة السيد روج وأهمية الوعي الطبي، والتشخيص المبكر، والتدخل الطبي والجراحي السريع متعدد التخصصات[2].
في حالة السيد روج، أجرى الأطباء إجراءً طارئاً لإنشاء فتحتين واسعتين في الغشاء المحيط بالقلب (التامور)، لتصريف السوائل بحرّية ومنع تراكمها مرة أخرى. وقد ساعدت هذه الخطوة الحيوية في تخفيف الضغط عن قلبه، مما أعاد له وظيفته الطبيعية وأنقذ حياته في النهاية.
يُبرز مركز التميّز لطب القلب في مستشفى أستر – القصيص الخبرة الاستثنائية المطلوبة لعلاج هذا الشكل النادر جداً من التهاب التامور الذي يؤدي إلى اندحاس القلب، مما يعكس تميز فريقنا في رعاية القلب وإنقاذ حياة السيد روج.