صحف السعودية.. بمشاركة القادة وصناع القرار.. المؤتمر الاقتصادي السعودي العربي الأفريقي بالرياض.. ميزة تنافسية كبيرة للمملكة في السوق العالمية
جمال علم الدين
ركزت الصحف السعودية الصادرة اليوم الثلاثاء على رؤية “2030” للمملكة والتي تسعى من خلالها إلى تعزيز علاقاتها مع دول العالم، لما لهذه العلاقات من دور رئيسي ومباشر في تنفيذ برامج الرؤية، وتحقيق أهدافها العامة، وإعادة توظيف مقدرات الوطن وإمكاناته، كما ركزت على المحرك الجديد للاقتصاد وهي المعادن التي لها دور أساسي في الصناعات.
وأوضحت صحيفة “الرياض” في افتتاحيتها بعنوان ( العلاقات الراسخة ) : منذ العمل برؤية “2030” والمملكة تسعى إلى تعزيز علاقاتها مع دول العالم، وترى أن لهذه العلاقات دوراً رئيساً ومباشراً في تنفيذ برامج الرؤية، وتحقيق أهدافها العامة، بغية إعادة توظيف مقدرات الوطن وإمكاناته، بما يضمن أقصى استفادة من مشاريع الرؤية، والارتقاء بحياة المواطن، وباقتصاد الوطن. وتتخذ العلاقات السعودية – الأفريقية مساراً صاعداً يبشر بالخير، يعكس رغبة الطرفين الجادة والصادقة في تنمية هذه العلاقات في جميع المجالات، وبخاصة الاقتصاد، إلى أن تتحقق الأهداف المرجوة مجتمعة.
وتابعت : حرص المملكة على تعزيز علاقاتها مع القارة الأفريقية دفعها إلى استضافة أعمال المؤتمر الاقتصادي السعودي العربي الأفريقي في الرياض، بمشاركة القادة وصنّاع القرار ونخبة من المسؤولين السعوديين والدول العربية والأفريقية، وقادة المال والأعمال والاستثمار من القطاعين الحكومي والخاص، بجانب الاتحادات التجارية، والمنظمات الدولية، والشخصيات البارزة في الأوساط الأكاديمية ومراكز الفكر.
ولم يكن لهذه العلاقات أن تترسخ بهذا الشكل لولا أن المملكة تدرك جيداً أهمية القارة السمراء، وما تتمتع به من موقع استراتيجي على خريطة العالم، فضلاً عن المزايا النسبية والخيرات الوفيرة التي تساعد وتحفز على تأسيس مشاريع مشتركة، في المقابل ترى الدول الأفريقية في المملكة دولة واعدة، لديها الكثير والكثير من الفرص الاستثمارية العملاقة، التي أوجدتها رؤية “2030”.
وقالت صحيفة “الاقتصادية” في افتتاحيتها بعنوان ( هناك محرك جديد للاقتصاد ) : تلعب المعادن دورا أساسيا في تحريك الاقتصادات الوطنية، حيث تستخدم في صناعات مختلفة مثل البناء والصناعات الكيماوية والإلكترونيات والطاقة والنقل وغيرها. وتعد الدول الغنية بالمعادن من أهم الدول في الاقتصاد العالمي، ما يجعل الاستكشاف والاستخراج وتصنيع المعادن أحد النشاطات الصناعية الرئيسة على مستوى العالم. وتتفاوت أهمية المعادن من دولة إلى أخرى، فمثلا تتمتع بعض الدول بموارد طبيعية غنية في المعادن مثل الذهب والفحم والزنك والحديد والخامات المعدنية الأخرى، ويمثل تصدير هذه الموارد نسبة كبيرة من الناتج المحلي للدولة. وبالتالي، يمكن القول إن توفير المعادن يحقق ميزة تنافسية كبيرة للدولة في السوق العالمية ويساعد على تحقيق التنمية الاقتصادية.
وواصلت : وعلى هذا الصعيد، مر زمن طويل كانت فيه الأراضي الأمريكية مصدرا للثراء، فالمناجم -التي تم اكتشافها في القرنين الـ17 والـ18 وسميت تلك الحقبة “حمى الذهب” مع كثرة المناجم في كاليفورنيا وفي جورجيا ونورث كارولينا- استطاعت وضع الدول التي كانت تهيمن عليها تلك المناجم على سقف العالم، واستمرت الحالة على ذلك حتى مطلع القرن الـ20 عندما تم اكتشاف النفط، لقد لعبت الصناعة النفطية دورا كبيرا في تحولات الطاقة والاقتصاد، والحضارة، والقوى الدولية أيضا، وكان جل الصراع في أوروبا طيلة الحربين الأولى والثانية لتحقيق تفوق نوعي في مجال السيطرة على منابع النفط المكتشفة في ذلك الحين، لم تدخل الولايات المتحدة الصراع إلا متأخرة ذلك أنها كانت تقف على بحار من النفط، ثم توالت اكتشافات النفط بعد ذلك بكميات كبيرة في أنحاء متفرقة، وهذا منح العالم فترة من السلام، فلم تكن دولة واحدة قادرة على السيطرة على هذه الينابيع فاكتفى العالم بصراع محدود على سلامة الإمدادات، وممرات الناقلات النفطية الكبرى، ولا يزال هذا المشهد سيد الموقف، لكن الصورة بدأت تهتز قليلا مع ظهور الطلب على المعادن النادرة، التي تعد أساسية في الصناعات التكنولوجية المتقدمة، كما أنها ترتبط بالطاقة النظيفة ارتباطا وثيقا.
ويعتمد إنتاج واستخدام تكنولوجيات متقدمة وكذلك الطاقة النظيفة على هذه المعادن التي تشمل العناصر الأرضية النادرة بما في ذلك النيوديميوم والديسبروسيوم والسيريوم، التي تعد أساسية لإنتاج تقنيات توربينات الرياح والألواح الشمسية والمركبات الكهربائية وفي تصنيع المغناطيس الدائم، ويعد معدن الليثيوم المكون الأساسي في صناعة بطاريات تخزين الطاقة في السيارات الكهربائية وأنظمة الطاقة المتجددة والإلكترونيات المحمولة