أخبار عامة

ذا كلايمت ترايب تختتم عامها الأول مع أكثر من 70 فعالية مجتمعية تدعم البيئة والمناخ

المؤسسة الاجتماعية الإماراتية تواصل رسم ملامح مستقبل أكثر استدامة من خلال سرد القصص بأسلوب مبتكر، وتفعيل المشاركة المجتمعية، وتعزيز التعاون الهادف

في غضون عام واحد فقط منذ انطلاقها، نجحت ذا كلايمت ترايب في توحيد جهود أفراد المجتمع حول العمل المناخي الفعّال، حيث أثمرت جهودها عن زراعة 921 شجرة، وجمع وإعادة تدوير نحو 8,656 كيلوغراماً من النفايات، في تجسيد ملموس لقوة تضافر جهود مختلف الأطراف والعمل الجماعي وتأثيره الإيجابي

برزت منصة ذا كلايمت ترايب كمؤسسة اجتماعية تلهم العمل المناخي من خلال سرد القصص بالتعاون ومشاركة المجتمع المحلي في منطقة شهدت بشكل مباشر الآثار القاسية لتغير المناخ، فضلاً عن بعض الابتكارات الأكثر تحويلاً في مجال التنمية المستدامة.

تأسّست ذا كلايمت ترايب من قبل سمّو الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان في عام 2023 خلال أسبوع المناخ في نيويورك وبدأت عملها كمنصةٍ تهدف إلى تعزيز العمل المناخي الجماعي ونشر الأفكار الإبداعية وتحفيز المشاركة المجتمعية. وقد استلهمت سموّها هذه المبادرة من نشأتها الخاصة، ومن الإرث البيئي الكبير الذي خلّفه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، لتؤسس حركة تعبّر عن قناعتها العميقة بأن الخطوات الفردية قادرة على إلهام التغيير العالمي، وأن الإبداع يعدّ محركاً أساسياً للتحول المجتمعي والبيئي.

انطلقت ذا كلايمت ترايب من رؤية بسيطة في ظاهرها، عميقة في جوهرها، تتمثل في إلهام العمل المناخي المحلي من خلال التعليم وتسليط الضوء على صنّاع التغيير حول العالم. واليوم، وبعد عامٍ على انطلاق هذه المبادرة، تحتفل الحركة بكل إنجاز تحقق مع كل شجرة زرعت، وكل قطعة نفايات أعيد تدويرها، وكل فكرة انضمّت إلى شبكتها المتنامية من العقول الواعية بينما تواصل بثبات اتخاذ خطوات ملموسة نحو مستقبل أكثر خضرة واستدامة لدولة الإمارات.

قصص ملهمة

في قلب ذا كلايمت ترايب تنبض منصّة غنية بالمحتوى التفاعلي، تتيح للناشطين في مجال المناخ وكل من يسعى لفهم أعمق لقضايا البيئة، الوصول إلى قصص حقيقية وملهمة تسلط الضوء على شخصيات بارزة تقود الجهود العالمية لمواجهة تغير المناخ.

يستطيع الزوار الغوص في مقالات معمقة، ومواد مميزة، وبرامج حوارية تغطي 14 محوراً رئيسياً، بدءاً من الاستهلاك الواعي والاقتصاد الدائري، وصولاً إلى التنوع البيولوجي وحماية البيئة الطبيعية. كما تتيح لهم المنصة الاستمتاع بأفلام ومحتوى بصري مبدع يتناول مواضيع غير تقليدية، مثل مزارع الفطر تحت الأرض، وفنانون يحولون النفايات الطبيعية إلى أدوات فنية تعزز الوعي البيئي. وكل قصة تروى هنا ليست مجرد سرد، بل هي دعوة مفتوحة لاكتشاف الحلول، وإعادة التفكير في علاقتنا المتجددة مع كوكب الأرض.

مبادرات توقظ الوعي بأهمية العمل الجماعي

لا تكتفي ذا كلايمت ترايب بنشر الوعي عبر منصتها الرقمية، بل تمتد رسالتها إلى أرض الواقع من خلال تنظيم طيف واسع من الفعاليات وورش العمل التفاعلية التي تعزز الممارسات المستدامة، وتحافظ على التراث البيئي، وتدعم حماية الطبيعة الفريدة لدولة الإمارات.

فهي ليست مجرد منصة رقمية؛ بل حركة حيوية يقودها أفراد المجتمع من مساهمين، وداعمين، ومتطوعين، ومبدعين، وقد نجحت في استقطاب أكثر من 2,200 مشارك عبر مبادرات ملموسة تجسد مفهوم العمل الجماعي من أجل البيئة. ففي عام 2025 وحده، نظّمت ذا كلايمت ترايب 10 فعاليات مجتمعية، وضعت من خلالها الأساس لعام حافل بالتأثير الإيجابي. 

واحتفاءً بـ ساعة الأرض (22 مارس)، اجتمعت العائلات والخبراء ومحبو الفلك في مرصد السديم للفلك لقضاء أمسية تأملية تحت النجوم، تسلّط الضوء على قضية التلوث الضوئي. أما يوم الأرض، فقد شهد فعالية غنية بالتجربة العملية في المزرعة، شملت حصاد الخضروات وورشة طهي منخفضة النفايات.

كما تنوّعت المبادرات الأخرى بين رحلات المشي البيئي في رأس الخيمة للتعرف على النظم البيئية المحلية، وورش تربية النحل، إلى جانب جلسات تصوير الطبيعة جميعها صمّمت لتقوية الارتباط العاطفي والمجتمعي مع البيئة، وتحفيز الأفراد ليكونوا جزءاً من التغيير.

مبادرات ميدانية تعيد التوازن البيئي وتحدّ من النفايات

إلى جانب مبادراتها التعليمية، تقود ذا كلايمت ترايب مجموعة من الأنشطة العملية المؤثرة التي تهدف إلى استعادة النظم البيئية الحيوية والحد من النفايات في مختلف أنحاء دولة الإمارات.

ومن أبرز هذه المبادرات كان حملة تنظيف شاطئ الباهية ومبادرة تنظيف شاطئ السلمية، واللتان شهدتا مشاركة أكثر من 160 متطوعاً وأسفرتا عن جمع وإعادة تدوير ما يزيد عن 8,656 كيلوغراماً من النفايات حتى اليوم، في خطوة تجسّد الأثر الحقيقي للعمل الجماعي.

وفي عام 2025 وحده، ساهمت المبادرة أيضاً في زراعة 200 شتلة من أشجار القرم، تعزيزاً للتنوع البيولوجي وجهود مكافحة تآكل السواحل، تأكيداً على التزامها بترسيخ بيئية مستدامة وطويلة الأمد. وفي أقل من 18 شهراً، تحوّلت ذا كلايمت ترايب من فكرة طموحة إلى حركة نابضة بالحياة تدعو إلى أسلوب حياة واعٍ ومستدام على امتداد الدولة.


ومع استمرار دولة الإمارات في ترسيخ مكانتها كمركز عالمي للتنمية والابتكار، تبرز ذا كلايمت ترايب كمبادرة فريدة توفّق بين سرد القصص الإبداعي والعمل البيئي الفعلي، مساهمةً بذلك في حماية الطبيعة الإماراتية وضمان استدامتها للأجيال القادمة. وبدعم من مجتمع متنامٍ من المبدعين والداعمين والمتطوعين، تواصل ذا كلايمت ترايب إلهام التغيير، وترسيخ قناعة راسخة بأن كل خطوة، مهما كانت صغيرة، تحدث فرقاً حقيقياً في بناء مستقبل أفضل وأكثر خضرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى