ستستضيف المملكة العربية السعودية من 29 إلى 31 أكتوبر 2024 أبرز الشخصيات في مجالي التمويل والتكنولوجيا في فعالية تُعرف باسم “دافوس الصحراء”، وذلك لاختبار مدى اهتمام المستثمرين بطموحات المملكة في تحويل نفسها إلى مركز عالمي في ظل تصاعد التوترات الإقليمية.
شخصيات بارزة في “دافوس الصحراء”
على الرغم من ذلك، يبدو أن المشاركين في مبادرة مستقبل الاستثمار، التي تُعرف أحيانًا بـ “دافوس الصحراء“، يرون فرصة للانضمام إلى رؤية ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الاقتصادية لعام 2030، والتي تُقدّر قيمتها بأكثر من تريليون دولار، وفقًا لتقرير بلومبرغ
ومن المتوقع حضور شخصيات بارزة مثل ديفيد سولومون من “غولدمان ساكس”، وجين فريزر من “سيتي غروب”، ولاري فينك من “بلاك روك”، بالإضافة إلى حضور شخصيات تقنية للمرة الأولى مثل رئيسة “ألفابت” روث بورات، والرئيس التنفيذي لـ”تيك توك” شو زي تشيو، ورائد الأعمال بنيامين هورويتز من “أندريسن هورويتز”.
تتجه أنظار وول ستريت ووادي السيليكون بشكل متزايد نحو الشرق الأوسط الغني بالنفط، خاصة في ظل تراجع السيولة على مستوى العالم، بينما تسعى السعودية لتعزيز استثماراتها المحلية بدلاً من توجيهها نحو الخارج.
تسعى السياسة الخارجية للمملكة إلى تهدئة التوترات الإقليمية بهدف جذب رؤوس الأموال الأجنبية والتكنولوجيا، رغم التقلبات الإقليمية التي تعكس عدم الاستقرار المحتمل.
وأشار جريجوري جوس، أستاذ الشؤون الدولية في جامعة تكساس، إلى أن “عدم الاستقرار الإقليمي يؤثر سلباً على فرص الاستثمار الأجنبي، باستثناء قطاع الدفاع”.
تستمر السعودية في جهودها التنموية، ومن المتوقع أن تُعلن عن صفقات تتجاوز قيمتها 28 مليار دولار خلال القمة، وفقاً لريتشارد أتياس، الرئيس التنفيذي لمعهد مستقبل الاستثمار.
الذكاء الاصطناعي والهيدروجين
ستركز بعض المشاريع على الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك صندوق جديد محتمل بالتعاون مع أندريسن هورويتز، والذي قد يصل حجمه إلى 40 مليار دولار. كما يُتوقع أن تعلن المملكة عن إنشاء شركة جديدة ستستثمر ما لا يقل عن 10 مليارات دولار بهدف جعل المملكة العربية السعودية أكبر منتج عالمي للهيدروجين، وهو وقود منخفض الكربون يُعتبر مفتاحًا لتحول العالم بعيدًا عن الاعتماد على الوقود الأحفوري.
سيتم إطلاق صندوقين متداولين في البورصة لأول مرة في الرياض، مما سيمكن المستثمرين السعوديين من الوصول إلى أسهم هونغ كونغ، وهو ما يعكس العلاقات المتنامية بين المملكة والصين في إطار سعيها لتعزيز تدفقات الاستثمار مع أكبر شريك تجاري لها. وسيتحدث وزير المالية في هونغ كونغ، بول تشان، ومفوض الحزام والطريق، نيكولاس هو، في قسم الصناعات السمكية كأبرز المتحدثين من آسيا.
ومع ذلك، فإن الصراع الإقليمي يؤثر على معنويات المستثمرين، حيث تشير البيانات إلى أن الاستثمار في الأسهم السعودية قد شهد انخفاضًا طفيفًا، وتُصنّف السعودية كثالث أكبر سوق تعاني من نقص الوزن بعد تايوان والهند.
صندوق الاستثمارات العامة
يواجه صندوق الاستثمارات العامة تحديات متزايدة في ما يتعلق بالإنفاق على المشاريع الخارجية، في ظل التركيز المتزايد على المشاريع المحلية الكبرى مثل مشروع “نيوم” الذي تصل قيمته إلى 1.5 تريليون دولار.
مبادرة مستقبل الاستثمار
أوضح زيد بلباقي، الشريك الإداري في شركة هاردكاسل للاستشارات المتعلقة بالمخاطر السياسية، أن “مبادرة مستقبل الاستثمار تم تصميمها دائمًا كوسيلة لجذب الاستثمارات إلى السعودية، لكنها في الواقع كانت فرصة للمديرين التنفيذيين الأجانب للحصول على التمويل من المملكة”. وأضاف أيضًا أن “أسعار حجز الفنادق في المملكة، التي تتراوح بين 500 إلى 1000 دولار في الليلة، تعكس الاهتمام الدولي المستمر بالمملكة.”
70 ألف مشارك متوقع
ولا يزال منظمو مهرجان الرياض واثقين من أنفسهم، وقد سجل حوالي 7000 شخص لحضور حدث هذا العام. وهذا أعلى من أرقام قمة العام الماضي، التي انعقدت بعد أيام من بدء الصراع الحالي في المنطقة.
وقال أتياس من معهد مستقبل الاستثمار إن المستثمرين يأتون “على الرغم مما يحدث في العالم”، مضيفا “العرض يجب أن يستمر.”
