دار طنطورة.. التراث والحداثة بفندق واحد في العلا
استقبل أول ضيوفه الشهر الجاري
افتتح فندق دار طنطورة “ذا هاوس هوتيل” في قلب بلدة العلا القديمة مستقبلاً أول ضيوفه خلال الشهر الجاري، حيث يتميز بأنه صديق للبيئة ويتكون من مبانٍ تقليدية مصنوعة من الطين أعيد بناؤها باستخدام الأدوات التقليدية مع مراعاة دمجها بالتقنيات الهندسية الحديثة.
ويضم الفندق الذي تشرف على إدارته شركة “كيرتن” للضيافة 30 غرفة فندقية جرى تصميمها على الطريقة التراثية التقليدية في بناء منازل العلا قديماً، حيث تم الاعتماد بشكل أساسي على تحقيق عناصر الاستدامة في مختلف تفاصيل البناء والتطوير للمباني التي يضمها ليكون الوحيد من نوعه في العالم والذي تم استخدام هذه التقنية المستدامة في بنائه.
ويشمل الفندق أيضاً مطعماً ومقهى ونادياً صحياً ضمن مختلف المرافق، وتضاء أروقته بالشموع، مع استخدام أنظمة الري والتهوية المصممة خصيصاً لتقليل استهلاك الطاقة والأثر البيئي، كما تتزين جدران الفندق وأبنية بلدة العلا القديمة ككل بجداريات كانت تُرسم تقليدياً كهدية زفاف للمتزوجين حديثاً لتزيين منزلهم الجديد.
وتعكس هذه الجداريات الاحتفالية قصصاً عن النباتات والحيوانات المحلية والأدوات المنزلية والعادات الاحتفالية من خلال خطوطٍ ورموزٍ خاصة، إلى جانب الزخارف المبهجة، مع ضم الفندق مطعم “جونتوز” الذي يحرص على استخدام المكونات المحلية من خلال بناء شبكة موردين من المزارعين في العلا والالتزام بعدم وجود أي هدر في تحضير الطعام.
وتتضمن المنتجات المتوفرة في الواحة المحيطة مجموعة واسعة من الحمضيات والتمور والمانجو والرمان، إضافة إلى تشكيلة الخضراوات، وذلك ضمن إطار برنامج تدريب زراعي يتيح للمزارعين المحليين أن يكونوا جزءاً من سلسلة الإمداد الغذائي مع نمو قطاع الضيافة في العلا.
ويحتفي الفندق بتقاليد وعادات بلدة العلا القديمة، مثل احتفال الطنطورة، وهو الاحتفال الثقافي السنوي المتوارث منذ أجيال، حيث يقام هذا الاحتفال المجتمعي الذي يشمل العديد من الفعاليات والأنشطة التقليدية في 21 ديسمبر من كل عام ويشير إلى بداية فصل الشتاء والطقس المعتدل وبداية مهرجان شتاء طنطورة، المهرجان الثقافي والموسيقي الأشهر في المنطقة.
أقرأ ايضا : سحر العُلا بـ”شتاء طنطورة”
يشار إلى أن مدينة العلا تتميز بموقعها الجغرافي منذ القدم على طريق البخور التجاري الرئيسي الشهير، مع تاريخٍ يمتد 7 آلاف عام من الحضارات المتعاقبة وقد تمّ بناء بلدة العلا القديمة كمركز المدينة الجديد في الفترة الإسلامية، بالقرب من واحةٍ من أشجار النخيل محاطةً بعدد من الآبار، لتكون محطةً هامةً على طريق الحجاج إلى مكة.