حلم النجمة يتحقق بنصيحة مورينيو.. وقميص “أرماني”

كان البرتغالي ماريو سيلفا يحتفل مع بورتو ومدربه الشهير جوزيه مورينيو بكأس الاتحاد الأوروبي في الوقت الذي ودع فيه النجمة دوري الأضواء السعودي قبل 23 عاماً، وفي مطلع الموسم الحالي التقت طرقهما ليصعد النادي المنتمي لمدينة عنيزة إلى دوري “روشن” السعودي للمرة الأولى في تاريخه.
عرف جمهور كرة القدم السعودية نادي النجمة في التسعينات الميلادية، بعدما صدّر عدداً من النجوم يتقدمهم منصور الموسى، محمد الدبيبي، سليمان الحديثي والراحل مشعل التركي. نتائجه في مسابقة الدوري “قبل عصر المحترفين” ووصوله إلى المربع الذهبي في 1997-1998، لكن بعد 5 أعوام من ذلك التاريخ هبط إلى الدرجة الأولى، وبعدها نحو الثانية ووصل إلى الدرجة الثالثة، وظن الجميع أن النادي الذي كان يناطح الكبار يوماً بات ماضياً لن يعود.
في مطلع القرن الحالي كوّن بورتو فريقاً تاريخياً بقيادة المدرب الشاب حينها جوزيه مورينيو، تلك التشكيلة ضمت الحارس الشهير فيتور بايا، نونو إسبريتو سانتو مدرب اتحاد جدة السابق ونوتنغهام فورست الحالي، ديكو المدير الرياضي لبرشلونة، ريكاردو كارفالو لاعب تشيلسي وريال مدريد، بيدرو إيمانويل مدرب الفيحاء الحالي وأخيراً ماريو سيلفا لاعب الظهير الأيسر.
فريق مورينيو واصل مشواره العام اللاحق وحقق بطولة دوري أبطال أوروبا 2003-2004، إنها واحدة من أكبر مفاجآت كرة القدم، لا يمكن تصنيفها بعيداً عن فوز ليستر بالدوري الإنجليزي أو اليونان بكأس أوروبا، ماريو كان أحد تلك العناصر التي احتفلت بالبطولة القارية الأهم.
ترك ماريو “التنانين” ذلك الصيف عقب البطولة وقرر الرحيل إلى إسبانيا ليلعب مع ريكيرياتيفو هويلفا وقادش قبل العودة إلى بلاده مع بوافيشتا ومنه نحو قبرص حيث أنهى مسيرته في العام 2009، وحينها كان النجمة في الدرجة الثانية.
تعلم الرجل الفائز ببطولة الدوري في البرتغال وفرنسا مع نانت الكثير من مدربيه الذين عمل معهم، ولذا كان الخيار المناسب لتدريب فريق تحت 19 عاماً في بوافيشتا وتولى تدريب الفريق الأول عام 2011، لكنه بعد ذلك قرر العودة إلى بورتو ليتولى تدريب فريق تحت 17 عاماً.
يعرف الذين تعاملوا مع سيلفا بأنه رجل ودود، مهذب للغاية، يستمع كثيراً ونبرة صوته هادئة، تهمه أناقته، فاختياره للقمصان من ماركة “إمبوريو أرماني” لا يمكن تجاهله، ولأن بورتو يهتم بمخرجاته من اللاعبين الصغار فإنه لا يوجد أفضل من الظهير الأيسر للإشراف على تكوينهم، حيث سيلتقي هناك مع مديره المباشر لويس كاسترو مدرب النصر السابق والذي كان مسؤولاً عن أكاديمية النادي البرتغالي.
اقرا ايضا: OPPO تجدد شراكتها مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم للمواسم الثلاثة المقبلة
مر الكثير من نجوم كرة القدم البرتغالية من تحته، على سبيل المثال فيتينيا لاعب باريس سان جيرمان الذي يعتبره الكثيرون واحداً من أفضل لاعبي خط الوسط في العالم حالياً، روبن نيفيز الذي ينشط مع الهلال السعودي منذ صيف 2023، فرانشيسكو كونسيساو لاعب يوفنتوس الحالي، ديوغو دالوت ظهير مانشستر يونايتد الإنجليزي وديوغو كوستا حارس بورتو والمنتخب البرتغالي.
كان لماريو دور كبير في صناعة هؤلاء اللاعبين وغيرهم فنياً وذهنياً، فهو أول مدرب يقود فريقاً برتغالياً لتحقيق دوري أبطال أوروبا للشبّان عام 2019 بعد التفوق على تشيلسي في نيون السويسرية، وحينها شعر ماريو بأنه يجب أن يصبح مدرباً لفريق أول، فذهب إلى ريو آفي وسانتا كلارا قبل إقالته في 2023.
نظر بطل دوري أبطال أوروبا السابق إلى مواطنيه الناجحين في الخارج، أعجبه ما حقق ليوناردو جارديم مع موناكو، وما فعله سيرجيو كونسيساو مع نانت الفرنسي وأبيل فيريرا مع بالميراس البرازيلي وغيرهم، وشعر بأن الفرصة خارج البرتغال قد تكون أكثر إثارة، إذ قال في مقابلة صحفية: أنا منفتح على الخروج من البرتغال، أحب خوض التحديات وتجربة الكثير من الأشياء، فعندما أسمع الكل يقول “أبق في البرتغال” أشعر بأن هذا الأمر غير صحيح، لأن حتى الدوريات الأخرى قد تضيف إلينا شيئاً مميزاً كمدربين.
اتصل النجماويون بالمدرب البرتغالي صيف العام الماضي، آمن الطرفان ببعضهما، ومع مضي الأسابيع كان يؤمن ماريو سيلفا بأن ما ينتظره أهالي عنيزة ممكن رغم كل التحديات والصعوبات، وبالفعل كان يوم الاثنين موعد الإعلان عن ظهور النجمة للمرة الأولى في دوري “روشن” للمحترفين بعدما ضمن المركز الثاني برصيد 62 نقطة بانتظار التجربة المثيرة التي سيتواجه فيها ماريو مع عدد من الأشخاص الذين تقاطعت طرقه معهم في مرحلة سابقة.