جاليري فيريتّي للفن المعاصر في دبي يستضيف معرضي رحلة الهوية وجذور وانعكاسات بمشاركة عشرة فنانين
دبي: متابعة جلف تك نيوز
يسلط معرض رحلة الهوية الذي يستضيفه جاليري فيريتّي للفن المعاصر في دبي في السركال أفنيو، تحت إشراف القيّمة الفنية سيلين عظم، الضوء على أعمال الفنانين بوريس أنجي وكارسون بوكا وكانسايم بريان ليستر وكريستين نياثو وفلورنس نانتيزا وكولن سيكاجوغو، حيث يستكشفون فيها طبيعة الذات البشرية المعقدة والمتراكبة. ويستمد الفنانون إلهامهم من نظريات بيل هوكس المؤثرة بهدف استكشاف أهمية تجزئة الوجود وإدراك الطبيعة المتطورة لمفهوم الفردية، ويستعرض الفنانون رؤيتهم الخاصة عن مفهوم الهوية، كما يدعون المشاهد لاستكشاف إرثهم الأفريقي المتفرد والمتنوع في آن. وتسلط أعمالهم الضوء على التقاطعات المهمة التي تميز مفهوم الوجودية بما يفسر تداخل الجوانب المختلفة للذات وتفاعلها بطرق معقدة ومترابطة.
وتستكشف أعمال بوريس أنجي مفهوم الهوية من خلال التركيز على تمثيل الجسد والثقافة الأفريقية والاحتفاء بهما، حيث يصور أنجي في لوحاته أناقة الشباب والشابات من أصول أفريقية ومواكبتهم أحدث الصيحات العصرية. ويعمل أنجي على تعديل بعض الإطلالات من خلال استخدام رموز أدينكرا، التي تمثل الطريقة العصرية لكتابة اللغة المحكية في غانا وساحل العاج، وتتعمق أعمال كولن سيكاجوغو باستخدام الوسائط المتعددة في الرابط المعقد بين العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية التي ترسم ملامح الهوية الفردية والجماعية. ويستمد سيكاجوغو إلهامه من مصادر ثقافية متعددة لابتكار لوحات تجذب انتباه المشاهد بطبيعتها المألوفة والغريبة في الوقت نفسه. ويسعى سيكاجوغو من خلال لوحات الكولاج إلى كسر الصورة النمطية بأن الفن الأفريقي بعيد عن موضوع الاستدامة من خلال إنتاج أعماله عن طريق إعادة تدوير مواد محلية مثل حقائب البولي بروفيلين وأقمشة الدنيم والورق المستعمل.
وتتميز لوحات كانسايم بريانليستر بالاستخدام الاستثنائي للألوان الزيتية والأكريليك بهدف تصوير الانفعالات الأولية للرجال والسيدات في المجتمع الأفريقي. ويروي ليستر من خلال لوحاته الفنية قصة هؤلاء الرجال والسيدات مع تسليط الضوء على تجاربهم وانفعالاتهم، حيث يستخدم الألوان والرموز لابتكار رابط قوي بين تاريخ أفريقيا وعصرها الحديث، وكما يؤكد ليستر من خلال تصوير الرابط المتين بين نساء أفريقيا ورجالها على العلاقة الخاصة التي تميزهم والمبنية على التفاهم والاحترام وليس على رابط الدم، ويظهر تركيز كريستين نياثو على القمر وما يحمله من رمزية دور الثقافة والمعتقدات في تشكيل هويتنا، حيث يسلط اهتمامها بدورات القمر وتأثيرها على سلوك الإنسان وثقافته الضوء على فكرة أن الهوية لا تتشكل من خلال التربية والمحيط فقط، بل تتأثر بعوامل خارجية، مثل الأجرام السماوية أيضاً، بينما تركز فلورنس نانتيزا على الخواص العلاجية للنباتات والأعشاب وعلاقتها بمفهوم الهوية، خاصةً العلاقة بين الإنسان والطبيعة. وتعكس لوحات الكولاج التي تستخدم فيها ألياف الموز، إحدى المواد التقليدية في أوغندا، هويتها الثقافية وتنشئتها.
وتصور كارسون بوكا الأفراد خلال تفاعلاتهم الحميمة مع مراعاة تجنب التواصل البصري المباشر مع المشاهد، حيث تغير هذه التقنية من ديناميكية القوة التقليدية بين الموضوع الفني والمشاهد الذي يشعر وكأنه يختلس النظر على مشهد خاص بدلاً من كونه مشارك فعال فيه. وتستخدم بوكا قماش البارك التقليدي من ماساكا على القماش الأبيض بحيث تدمج بين العناصر الكلاسيكية والعصرية في وقتٍ واحد. كما يرمز استخدام الشخصيات المستوحاة من فن البوب بألوان ساطعة إلى ميول الأسواق المسيطرة لابتكار صورة مبسطة عن الهوية والاختلاف. وبدلاً من تصوير الأشخاص باستخدام أسلوب السرد الخطي، تحتفي لوحات بوكا بالمجتمعات واللغات المتنوعة لشخصياتها.
وأما معرض جذور وانعكاسات الذي يستضيفه جاليري فيريتّي للفن المعاصر في دبي تحت إشراف مارا فيريتّي المؤسسة والرئيسة التنفيذية لـ جاليري فيريتّي، فيجسد رحلة بين ثنايا الزمن والطبيعة، وهو معرض تفاعلي يصطحب المشاهدين في رحلةٍ آسرة بين أعمال أربعة فنانين معاصرين من خلفيات ثقافية مختلفة. ويستخدم هؤلاء الفنانون وسائط متعددة لابتكار أعمال فنية مستوحاة من تاريخهم الشخصي وتجاربهم الحياتية وجذورهم الثقافية وانطباعاتهم عن الطبيعة، ويتمحور المعرض حول ثلاثة مواضيع أساسية متجذرة في عمق التجربة الإنسانية، بما فيها الذاكرة والهوية والطبيعة والبيئة والابتكار والتجربة. ويستكشف الفنانون من خلال هذه المواضيع أسئلة محورية حول الطبيعة البشرية وعلاقة الإنسان بالعالم المحيط.
ويستوحي الفنان روبرت سانتوري أعماله المتنوعة من مواضيع مثل الذاكرة والهوية بإلهام من تاريخه الشخصي وجذوره الثقافية، حيث ولد سانتوري في كاليفورنيا وهو أحد أفراد الجيل الخامس لعائلة من تكساس. وقضى الفنان الأمريكي سنواته الأولى متنقلاً بين المملكة المتحدة وكاليفورنيا، حيث بدأ مسيرته المهنية في سنٍ صغيرة واستخدم الفن كطريقة لترجمة تجاربه الحياتية. وتعكس أعماله المحملة بالمعاني المختلفة ذكرياته المتداخلة والأحداث التي شكلت شخصيته، بما في ذلك أسفاره الكثيرة في القارة الأوروبية ودول جنوب المحيط الهادئ، وتبرز أيضاً مواضيع الذاكرة والهوية في أعمال الفنان الأفريقي الأمريكي حليم فلاورز، الذي يستمد إلهامه من تجاربه الشخصية وصراعاته مع نظام القضاء الجنائي لاستكشاف مواضيع متعلقة بالعرق والهوية والظروف الإنسانية، حيث تحث أعماله المشاهد على مواجهة أفكاره وتحيزاته حول الهوية والعادات الاجتماعية بهدف تسليط الضوء على أهمية التنوع في الفن ودور السرد البصري في إحداث انعكاسات نقدية تشجع على التغيير المجتمعي.
وتطغى مواضيع الطبيعة والبيئة على منحوتات سيلفستر جوفريت من الرخام والمنحوتات الجدارية المصنوعة من الخشب للفنان جيسون ميدلبروك. وتحفز أعمال جوفري العضوية المشاهد على إعادة التفكير بعلاقته مع العالم الطبيعي، في حين تبدو منحوتات ميدلبروك على شكل جذوع أشجار وكأنها لوحات هندسية مستوحاة من أعمال فنانين مثل إلسورث كيلي وبريجيت رايلي وفرانك ستيلا، حيث تدعونا هذه الأعمال للتفكير بالعلاقة بين الفن والطبيعة والتأمل بالطريقة التي تؤثر فيها الطبيعة على حياتنا ونتاجنا الفني.