تعزيز التعاون بين الصين والدول العربية في صناعة السيارات الكهربائية
بقلم باي يوي إعلامي صيني
في الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي، اقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ بناء “الأطر الخمسة للتعاون” بين الصين والدول العربية. يأتي في مقدمة هذه الأطر “نموذج الابتكار الأكثر حيوية”،
الذي يعكس بشكل مكثف اتجاه التعاون الابتكاري بين الجانبين. في السنوات الأخيرة، أصبحت السيارات الكهربائية الصينية منتجاً عالي الجودة بفضل تجهيزاتها العالية وأسعارها التنافسية، وحظيت بإقبال متزايد من الدول العربية والسوق العالمية.
ريادة صينية عالمية
ووفقًا لبيانات جمعية صناعة السيارات الصينية، فإن الصين قد صدرت 1.091 مليون سيارة عاملة بالطاقة الجديدة في عام 2023، بزيادة تربو على 80٪ مقارنة بالعام الماضي،
مما جعل الصين الرائدة عالميًا في تصدير سيارات الطاقة الجديدة، حيث تنتج وتبيع أكثر من 60٪ من سيارات الطاقة الجديدة في العالم.
لماذا تطورت سيارات الطاقة الجديدة في الصين بسرعة كبيرة وتتصدر على الصعيد العالمي؟
أولاً، حجم السوق العالمية ضخم. وفقًا لتوقعات وكالة الطاقة الدولية، من المتوقع أن تصل الطلبات العالمية على سيارات الطاقة الجديدة إلى 45 مليون سيارة بحلول عام 2030،
أي أكثر بثلاث مرات مما كانت عليه في عام 2023. بمعنى آخر، الإنتاج الحالي لمنتجات الطاقة الجديدة لا يفي بالطلب السوقي بعد.
ثانيًا، الميزة التنافسية لشركات السيارات الصينية في مجال الطاقة الجديدة لا تعتمد على الدعم الحكومي، بل تعود لأسباب تشمل التخطيط الاستراتيجي المسبق والاستثمار المستمر في البحث والتطوير، وسلاسل الصناعة والتوريد المتكاملة، والسوق المحلية والدولية الضخمة، والعمالة المجتهدة والشركات الطموحة.
أخيرًا، المنافسة الشديدة بين شركات سيارات الطاقة الجديدة تدفع الشركات الصينية إلى تحطيم الحواجز التقنية المستمرة، وتقليل التكاليف الإنتاجية،
وزيادة كفاءة الإنتاج. والأسعار المعقولة لسيارات الطاقة الجديدة هي نتيجة تحسين قدرات الإنتاج لدى الشركات، مما يعود بالفائدة في النهاية على المستهلكين العالميين.
في السنوات الأخيرة، أصبحت السيارات الكهربائية الصينية بطاقة جديدة للعلامات التجارية الصينية في الدول العربية، وهي تكتسب تقدير وترحيب السوق المحلية بشكل متزايد.
تطوير السيارات الكهربائية يتماشى مع احتياجات التحول الاقتصادي الشامل في الدول العربية، وهو اتجاه لا مفر منه. و تتميز السيارات الكهربائية الصينية بتقنياتها المتقدمة، وأدائها المستقر،
وتصميمها الجميل وأسعارها المعقولة. وفقًا لتقارير “شبكة الأعمال العربية”، أصبحت السعودية والإمارات ومصر والجزائر من الأسواق الرئيسية للعلامات التجارية الصينية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
خلال كأس العالم 2022 في قطر، عملت أكثر من 800 حافلة كهربائية بالكامل من إنتاج شركة Yutong الصينية في شوارع الدوحة، وكانت القوة الرئيسية للنقل خلال البطولة.
وفي مارس 2023، أطلقت BYD أربعة طرازات من السيارات الكهربائية في الأردن. وفي نهاية سبتمبر، أعلنت شركة جيكريبتون موتورز عن دخولها أسواق الإمارات العربية المتحدة، السعودية، قطر، والبحرين،
ووقعت اتفاقيات وكالة عامة على المستوى الوطني مع مجموعات التوزيع في هذه الدول الأربع. بالإضافة إلى ذلك، دخلت علامات تجارية تابعة لشركة جريت وول مثل هافال وتانك إلى السوق المصرية.
بالإضافة إلى بيع السيارات الكهربائية كمنتج نهائي، يسعى العديد من الموردين الصينيين في سلسلة الصناعة إلى الاستثمار في الدول العربية لدعم التنمية الخضراء المحلية.
استثمارات صينية
أن شركة جوتيون الصينية للتكنولوجيا الفائقة ستبني أول مصنع عملاق لبطاريات السيارات الكهربائية في المغرب بتكلفة إجمالية1.3 مليار دولار.
ومن المتوقع ستبلغ طاقته الأولية للبطاريات 20 غيغاوات في الساعة. في النهاية، ستصل الطاقة الإنتاجية إلى 100 غيغاوات ساعة مما سيضيف دفعة جديدة لصناعة السيارات الكهربائية في المغرب. وتجدر الإشارة إلى أنه يوجد حالياً 8 شركات صينية ذات صلة تستثمر في المغرب .
بالإضافة إلى ذلك، أبدت العديد من صناديق الثروة السيادية في دول الخليج اهتماماً كبيراً بالاستثمار في السيارات الكهربائية الصينية،
وهو ما يعكس بدوره تفاؤل دول الخليج بصناعة السيارات الكهربائية في الصين. من المتوقع أن تصبح مجالات السيارات الكهربائية نقطة نمو جديدة في التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ودول الشرق الأوسط
أن النمو السريع و المتواصل في تصدير السيارات الصينية يعكس الزيادة الكبيرة في القدرة التنافسية العالمية لصناعة السيارات الصينية،
ولا يزال هناك مجال كبير في سوق السيارات إلى الدول العربية. وينبغي على الطرفين اغتنام فرص السوق وتعميق التعاون الاقتصادي في مجال السيارات الكهربائية الجديدة.
بقلم باي يوي إعلامي صيني
اقرأ ايضا الاعلامي الصيني باي يوي يكتب: الالتزام بالمنفعة المتبادلة والشمولية وتوسيع الانفتاح العالي المستوى