أخبار عامة

المنتدى الفرنسي-السعودي للأعمال يعزز العلاقات الثنائية ويدعم خارطة طريق رؤية المملكة 2030

شكّل المنتدى الفرنسي-السعودي للأعمال، الذي عُقد خلال الفترة من 23 إلى 25 نوفمبر محطة مهمة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين. ونسخة هذا العام من المنتدى، التي جاءت بعد الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمملكة في ديسمبر الماضي، والتي انعقدت تحت عنوان”من إكسبو 2030 الرياض إلى كأس العالم 2034″، تهدف إلى تعميق الشراكات وربط الخبرات الفرنسية بصنّاع القرار في المملكة، إضافة إلى تسريع استثمار الفرص الواعدة ضمن مشاريع الرياض الكبرى ومبادرات رؤية المملكة 2030.

حضور قياسي وتموضع استراتيجي

بدعم من “فريق فرنسا” (Team France)، نجح معالي الوزير المنتدب المكلّف بالتجارة الخارجية والاستقطاب في فرنسا السيّد نيكولا فوريسييه، ، في تمكين أكثر من 100 شركة فرنسية من التموضع على خارطة المشاريع الكبرى في الرياض، مما يضعها بقوة ضمن دائرة الاهتمام استعدادا لمعرض إكسبو 2030 الرياض والطريق إلى كأس العالم 2034. وقد جمع المنتدى أكثر من 800 من أصحاب المصلحة البارزين من القطاعات الحكومية، العامة والخاصة، ليشكّل بذلك محطة بارزة في مسار تعزيز التعاون الثنائي.

حفل الافتتاح ومشاركة رفيعة المستوى

شهد حفل افتتاح المنتدى حضور معالي نيكولا فوريسييه، في أول زيارة رسمية له إلى المملكة العربية السعودية، ومعالي ماجد بن عبد الله القصبي، وزير التجارة في المملكة العربية السعودية.

وقد تم تنظيم المنتدى من قبل وكالة بيزنس فرانس، بدعم من السفارة الفرنسية وقسمها الاقتصادي، ومجلس الأعمال السعودي الفرنسي برئاسة الدكتور محمد بن لادن، وبنك الاستثمار الفرنسي العام (بي بي فرانس للتأمين على الصادرات)، وجمعية “ميديف إنترناشيونال “، بالإضافة إلى فريق المستشارين الفرنسيين للتجارة الخارجية في المملكة. وعُقد المنتدى بالتعاون الوثيق مع شركاء سعوديين رئيسيين بينهم وزارة التجارة، وزارة الاستثمار، والهيئة الملكية لمدينة الرياض، وشركة إكسبو 2030 الرياض.

مبادرات استراتيجية ونتائج ملموسة

في إطار رؤية المملكة 2030، تبرز مدينة الرياض كمركز عالمي للأعمال والثقافة والسياحة والفعاليات الكبرى. وتشهد العاصمة تحوّلات غير مسبوقة من خلال مشاريع ضخمة مثل الدرعية، والقدية، ومركز الملك عبد الله المالي، وإكسبو 2030 الرياض، وكأس العالم 2034. وتساهم الشركات الفرنسية بنشاط في هذا التحول من خلال خبرتها في مجالات البنية التحتية، والهندسة، والمياه، والتنقل، والطاقة، والخدمات اللوجستية، وتجارة التجزئة، والتمويل، والأمن، والضيافة، وفن الطهي، والتكنولوجيا. وإلى جانب هذه القطاعات، تستثمر فرنسا أيضًا في تطوير المهارات ودعم طموح المملكة العربية السعودية لبناء اقتصاد قائم على المعرفة.

شكل الحوار الاستراتيجي بين معالي الوزير نيكولا فوريسييه، والشركات الفرنسية، والمهندس طلال المرّي، الرئيس التنفيذي لشركة إكسبو 2030 الرياض، أحد أبرز محاور المنتدى. وأسفر هذا اللقاء عن إطلاق فريق عمل “فريق فرنسا إكسبو” (Team France Expo Task Force)، وهي آلية جديدة مصممة لتنسيق وتعزيز القدرات الفرنسية للمساهمة في إكسبو 2030 الرياض وتطوير الشراكات، وضمان استمرار الحوار والتعاون مع أصحاب المصلحة السعوديين.

بالإضافة إلى ذلك، تم الإعلان عن مذكرة تفاهم ثلاثية بين بنك الاستثمارات العامة الفرنس (بي بي فرانس للتأمين على الصادرات)، والشركة السعودية للكهرباء، وشركة جنرال إلكتريك، لتقديم حلول تمويل سريعة وفعالة مصممة خصيصاً لدعم العقود الممنوحة من قبل الشركة السعودية للكهرباء لشركة جنرال إلكتريك، مما يضمن التنفيذ السريع لمشاريع البنية التحتية الرئيسية بما يتماشى مع طموحات المملكة في قطاعي الطاقة والصناعة.

برنامج يركز على المشاركة رفيعة المستوى

  • اليوم الأول: بالشراكة مع الهيئة الملكية لمدينة الرياض، جمعت ورش العمل قادة المشاريع الكبرى في الرياض، مما سمح للشركات الفرنسية باكتساب رؤى أعمق حول الأولويات المحلية وإظهار خبراتها. وسلطت الشركات الفرنسية الضوء على تجربتها في إنجاز الألعاب الأولمبية والفعاليات الرياضية الدولية الكبرى الأخرى، بينما استعرض كبار المقاولين السعوديين، بما في ذلك شركة السيف للمقاولات الهندسية، وشركة المباني العامة للمقاولات، وشركة الجهاز القابضة، المشاريع العملاقة في المملكة وناقشوا سُبل التعاون بين فرنسا والمملكة العربية السعودية.
  • اليوم الثاني: أتاحت ورش العمل التي عقدت مع جهات من صندوق الاستثمارات العامة وكبار المقاولين السعوديين للشركات الفرنسية فرصة التواصل المباشر مع الجهات المسؤولة عن أكبر المشاريع البنية التحتية والصناعية في الرياض، مما سهّل فهماً أعمق لاحتياجات المشاريع وتحديد المجالات المحتملة للشراكة.
  • اليوم الثالث: تضمن اليوم الأخير جلسات “فريق فرنسا للتصدير” (Team France Export) في المجلس السعودي الفرنسي، تلاها زيارة ميدانية إلى القدية، مما عمّق التعاون وفتح آفاقاً جديدة للشراكة.

طوال الأيام الثلاثة، تناولت حلقات النقاش مواضيع الابتكار، والاستدامة، والتقنيات الذكية، والتبادل الثقافي، وعرضت رؤى من القادة الفرنسيين والسعوديين على حد سواء.

كما شهد المنتدى إنجازاً بارزاً بإطلاق الدفعة الرابعة من برنامج “بوستر غرو جلوبال، وتم تدشين مرحلة الانغماس في “القرية الفرنسية”، حيث بدأت 22 شركة فرنسية صغيرة ومتوسطة وناشئة ذات نمو عالٍ مسار تسريع مدته تسعة أشهر. شاركت هذه الشركات في أكثر من 300 اجتماع ثنائي(بي 2 بي)، مما أسفر عن توقيع أكثر من 10 مذكرات تفاهم وفتح آفاقٍ جديدة في مجالات توطين الصناعة وتأهيل الموردين وتوسّع الشركات ضمن القطاعات السعودية ذات الأولوية. وقد دخلت الدفعة الآن مرحلة الانغماس، التي تشمل الرياض وجدة والدمام.

إشادة بالشركاء الاستراتيجيين

حقق المنتدى نجاحا باهرا بفضل الدعم القيم والإسهامات المتميزة لرعاته الذين نُشيد بمساهماتهم البارزة: سيدروس إنترناشيونال، شركة أر أي تي بي للتطوير الفرنسية، الخطوط الجوية الفرنسية، ديفوتيم، بي إن بي باريبا، ألستوم، مجموعة المهيدب، المجدوعي القابضة، السيف للمقاولات الهندسية، المباني العامة للمقاولات، قادة البناء الحديث، الجهاز القابضة، ناسكو.

ومع هذا الزخم المتجدد وتعزيز العلاقات الثنائية، يؤسس المنتدى الفرنسي-السعودي للأعمال قاعدة متينة للتعاون المستمر، مساهماً في دعم البلدين بثقة نحو إكسبو 2030 الرياض، وكأس العالم 2034، وتحقيق الأهداف الطموحة لرؤية المملكة 2030.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى