أخبار عامةألعاباتصالات وتكنولوجيا

الخيال والواقع ….مخاطر الألعاب الإلكترونية على سلوك الأطفال

لا شك أن للألعاب الإلكترونية فوائد تربوية وتعليمية جمة إذا تم توجيهها واستخدامها بالطريقة الصحيحة، ولكن مخاطرها كبيرة أيضاً، وقد ينتج عنها الكثير من الأضرار الكبيرة.

تعددت الدراسات والإحصائيات التي تناولت الألعاب الإلكترونية وتأثيراتها المباشرة على سلوك مستخدميها، مع التركيز على آثارها المختلفة على الشباب والأطفال والمراهقين. يأتي ذلك في ظل الإقبال الكبير على هذه الألعاب، بفضل نظامها التفاعلي والتقنيات المتطورة المستخدمة في تطويرها.

يميل معظم أفراد هذه الفئات إلى قضاء وقت طويل في ممارسة الألعاب، حيث أصبح التفاعل معها ومراحلها المختلفة من الأسباب الرئيسية لاستمرارهم في اللعب لفترات طويلة، سعياً لتحقيق الأهداف المطلوبة في كل مستوى. وتتنوع طرق ممارسة هذه الألعاب بين المنازل وأجهزة الهواتف المحمولة، بالإضافة إلى المواقع والمنصات الإلكترونية المخصصة لها، بهدف التسلية والترفيه، والتواصل مع الآخرين، والتنافس عبر الإنترنت. ومع ذلك، فإن هذا التوجه يحمل مخاطر كبيرة، خاصة على صغار السن، حيث يمكن أن يتعرضوا للاستغلال.

تشير العديد من الدراسات والإحصائيات إلى أن الإقبال على الألعاب الإلكترونية قد تضاعف بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، حيث زادت نسبة الاشتراكات والحسابات المستخدمة في هذه الألعاب بشكل شهري. يأتي ذلك في ظل دعوات ملحة لمراقبة صناعة الألعاب الإلكترونية، ومدى توافقها مع هوية الأطفال والمراهقين، بالإضافة إلى ضرورة إصدار أدوات وتشريعات لحماية ورقابة هذه الألعاب. كما يُبرز الدور الإعلامي أهمية مواجهة المخاطر المرتبطة بها وتنظيم استخدامها.

ويحذر العديد من الخبراء في هذا المجال من التأثيرات السلبية لاستخدام الألعاب الإلكترونية بشكل مفرط بين الأطفال والشباب، حيث يقضون فترات طويلة يومياً دون وعي أو إدراك من جانبهم أو من قبل أسرهم. وقد تكون لهذه الاستخدامات آثار سلبية على صحتهم، مما يشكل خطراً على المدى البعيد.

اضرار الالعاب الالكترونية النفسية


تؤثر الألعاب الإلكترونية بشكل كبير على نفسية الطفل، فيمكن أن تجعله ينعزل عن عالمه المحيط، ويكتسب سلوكيات عدوانية، ويكتسب بعض الصفات السيئة من الإفراط في استخدام تلك الألعاب. 

فتشمل اضرار الالعاب الالكترونية على الاطفال من الناحية النفسية ما يلي:

اكتساب بعض القيم غير الصحيحة

تحتوي العديد من ألعاب الفيديو الشائعة على مستويات عالية من العنف، وممارسات جنسية، وألفاظ تحث على العنف، وتصرفات عنصرية، وغيرها من المحتويات التي قد لا يتمكن الأطفال من فهمها بشكل صحيح.

نتيجة لذلك، قد يحاول الأطفال تقليد السلوكيات التي يشاهدونها في هذه الألعاب، حيث أن عقولهم لا تزال في مرحلة نمو غير ناضجة بما يكفي لتمييز الصواب من الخطأ، مما يدفعهم لتقليد ما يرونه في الألعاب الإلكترونية.

الانعزال عن المجتمع

تُعتبر مشكلة الانعزال عن المجتمع من أبرز الأضرار التي تسببها الألعاب الإلكترونية للأطفال. فعلى الرغم من وجود ألعاب جماعية تتيح للأطفال اللعب مع أقرانهم، إلا أن العديد منهم ينتهي بهم الأمر إلى اللعب بمفردهم في غرفهم الخاصة.

هذا الأمر يؤثر سلبًا على مهاراتهم الاجتماعية في الحياة الواقعية، حيث قد يفضلون العزلة ويتفاعلون فقط من خلال هذه الألعاب. وقد يواجه هؤلاء الأطفال صعوبة في بدء المحادثات، ويشعرون بالملل عندما يكونون بعيدين عن غرفهم أو في التجمعات الاجتماعية.

نتيجة لذلك، قد تزداد فرص تعرضهم لاضطرابات نفسية مثل انعدام التكيف، والاكتئاب، والقلق، والتوتر في حياتهم اليومية والشخصية.

السلوك العدواني

يُعتبر السلوك العدواني من أبرز الأضرار الناتجة عن الألعاب الإلكترونية على الأطفال. فقد يؤدي المحتوى العنيف في ألعاب الفيديو إلى زيادة عدم صبر الأطفال وسلوكهم العدواني. وبالتالي، قد يظهر الأطفال سلوكًا عنيفًا تجاه أسرهم أو زملائهم في المدرسة أو أصدقائهم، مما يؤثر سلبًا على حياتهم الاجتماعية والمهنية.

أظهرت الدراسات أن المناطق الدماغية المسؤولة عن الانتباه تكون أكثر نشاطاً لدى لاعبي الألعاب الإلكترونية مقارنة بغيرهم، مما يتطلب منهم جهداً أقل للحفاظ على تركيزهم أثناء أداء المهام الصعبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى