غير مصنف

الحوسبة السحابية: قاعدة انطلاق استراتيجية للمملكة العربية السعودية نحو السيادة الرقمية والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي

بقلم: طارق العنقري، الرئيس التنفيذي لشركة e& enterprise السعودية

في عصر البنية التحتية الذكية الذي نعيشه اليوم، لم تعد السحابة مجرد ترف تقني، بل أثبتت أنها المحرك الاستراتيجي الذي يلعب دورًا محوريًا في دفع عجلة التحول في المملكة العربية السعودية. وقد باتت السحابة اليوم حجر الأساس لتعزيز التنافسية الوطنية وتحقيق السيادة الرقمية والمرونة الاقتصادية، بدءاً من التحول الرقمي للمؤسسات الحكومية وصولاً إلى الأتمتة الصناعية ونشر الذكاء الاصطناعي.

ونحن نلمس في شركة e& enterprise السعودية، من خلال إحدى أبرز شركاتنا للسحابة العامةMEA  Bespin Global، كيف تمضي المملكة بسرعة إلى مستقبل يعتمد على الحوسبة السحابية، ليس من خلال نسخ نماذج ناجحة من مختلف أرجاء العالم، بل من خلال تشكيل وصياغة نموذجنا الخاص، استناداً إلى رؤية السعودية 2030.

لماذا أصبحت السحابة مهمة الآن

ونشهد اليوم تسارع الطموحات الرقمية للمملكة العربية السعودية، مع توقعات بأن يصل حجم سوق خدمات تكنولوجيا المعلومات في المملكة إلى 6.4 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2027، وذلك على خلفية الطلب المتزايد على بنية تحتية سحابية قابلة للتوسع وآمنة ومتوافقة مع المعايير المحلية. وفي الوقت نفسه، تستعد أكثر من 70% من الشركات في المنطقة لنقل عملياتها الأساسية إلى السحابة خلال العامين المقبلين، في تحول لم يعد مدفوعاً بتحسين التكلفة فحسب، بل بالمرونة والأمان والابتكار.

وتتصدر شركة أمازون ويب سرفسيز ((AWS هذا التحول مع نيتها تنفيذ استثمارات تتجاوز قيمتها 5.3 مليار دولار أمريكي لإطلاق أول منطقة سحابية محلية لها في المملكة بحلول عام 2026. وتعمل e& enterprise، من خلال Bespin Global MEA، على تمكين المؤسسات من تحويل قدرات AWS إلى نتائج ملموسة على المستوى الوطني من خلال الخبرة المحلية الرائدة والكفاءة التقنية المميزة وتوافقنا الاستراتيجي مع رؤية السعودية 2030.

ثلاثة ركائز استراتيجية للريادة السحابية في المملكة العربية السعودية

  1. سيادة السحابة وبنيتها التحتية

لا تمثل السيادة عائقاً بالنسبة للسحابة، بل هي توجه يضمن التحكم بالسحابة على الصعيد الوطني. وفي هذا السياق تتبنى المملكة هياكلَ تُلبي المتطلبات التنظيمية وتُعزز قابلية التوسع. وتتيح شراكتنا الاستراتيجية مع AWS للمؤسسات بناء بيئات تُحافظ على صلاحياتها بشأن البيانات، وتُحسّن التكاليف، وتُعزز المرونة.

ونعمل في شركة e& enterprise أيضاً على تأمين التراخيص المحلية للخدمات، مثل منصات تجربة العملاء والرسائل النصية القصيرة وحلول الأمان السحابية الأصلية، ما يقود إلى بناء العمود الفقري الرقمي السيادي الكامل داخل المملكة.

  • المواهب كبنية تحتية رئيسية

وإدراكاً منّا لحقيقة أنّ لا معنى للتكنولوجيا بدون الإنسان، قمنا في e& enterprise، بإطلاق أحد أكثر برامج المواهب السحابية طموحاً في المنطقة، بما في ذلك مركز الاتصال الذكي في الرياض، والذي يوظف أكثر من 350 مواطناً سعودياً مدربين بشكل جيد في مجالات تجربة العملاء السحابية، والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني.

كما نقوم أيضاً بعقد اجتماعات ونقاشات وورش عمل تنفيذية بالتعاون مع AWS، نجمع فيها قادة من القطاعين العام والخاص لصياغة مستقبل حوكمة السحابة والأمن والبنية المعمارية للتكنولوجيا في المملكة.

  • الذكاء الاصطناعي المُدمج في السحابة

لا يكون الذكاء الاصطناعي التوليدي قوياً وفعالاً إلا بقدر قوة وفعالية البنية التحتية التي تدعمه. وتُعدّ البنى السحابية الأصلية أساسية لنشر الذكاء الاصطناعي وتوسيع نطاقه وتأمينه بشكل آنيّ. وقد تمكّنا فيMEA  Bespin Global، من تجاوز مرحلة التجريب في هذا المجال، إذ باتت فرقنا تساعد العملاء في قطاعات الرعاية الصحية والحكومة وتجارة التجزئة على نشر نماذج ذكاء اصطناعي مُدمجة في سير العمل التشغيلي.

ونقوم من خلال شراكتنا مع AWS، بتوجيه المؤسسات نحو بيئات ذكاء اصطناعي آمنة وقابلة للتطوير، تساهم بتحقيق نتائج حقيقية وملموسة للأعمال.

التأثير في العالم الحقيقي

ونحن اليوم ندعم مئات المؤسسات السعودية في قطاع الخدمات المالية والرعاية الصحية والخدمات اللوجستية، بدءاً من تصميم البنية التحتية وصولاً إلى دمج الذكاء الاصطناعي.

وقمنا في عام 2024، بالمساعدة في تقديم مشاريع تحديث سحابية رائدة تعتمد على خدمات AWS، أرست معايير جديدة على صعيد قابلية التوسع والامتثال.

ما التالي؟

ولتحقيق الاستفادة الكاملة من إمكانات السحابة والذكاء الاصطناعي، ينبغي على المملكة العربية السعودية مواصلة اعتبار السحابة بنية تحتية استراتيجية، لا تقل أهمية عن الطرق والمطارات والمرافق العامة. ويجب علينا: الاستثمار في بيئات سحابية محلية وسيادية، وتسريع تطوير المواهب المحلية لضمان تواجد مهارات الحوسبة السحابية وخبرات الذكاء الاصطناعي في المملكة. كما يجب تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لدفع عجلة الابتكار على نطاق واسع.

الخلاصة: حان الوقت الآن لقفزة نوعية

آن الوقت لإدراك المؤسسات ان السحابة ليست مجرد منصة، بل هي الركيزة الاستراتيجية لمستقبل المملكة الرقمي. فهي تُمكّن مؤسساتنا من أن تكون أكثر قدرة على التكيف، وتتيح لخدماتنا أن تكون أكثر ذكاءً، وتجعل اقتصادنا أكثر تنوعاً. وفي السنوات القادمة، ستدعم السحابة جميع ركائز رؤية السعودية 2030، بدءاً من المدن الذكية والتكنولوجيا المالية إلى الحكومة الرقمية والأمن الوطني.

ونحن في e& enterprise وBespin Global MEA فخورون بالمساهمة في بناء هذا المستقبل بمثابرة لا تلين وهدف واضح نصب أعيننا، ومع التفكير بالمملكة في صميم كل ما نقوم به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى