“الحنيني” وجبة شتوية شهيرة تتحول من الشعبية إلى العالمية
لا يزال طبق “الحنيني” يحتل مكانة بارزة على الموائد النجدية خلال فصل الشتاء، نظرًا لما يوفره من دفء وقيمة غذائية عالية، بفضل مكوناته الأساسية من الدقيق والتمر، ويرتبط هذا الطبق بجوانب حياتية تقليدية، حيث كان الناس يعتمدون بشكل كبير على مكونات بسيطة ومحلية مثل التمر والخبز البر.
يعتبر “الحنيني” جزءًا من الهوية الثقافية التي تعكس تاريخ الاعتماد على الموارد الطبيعية والطعام المستدام في المجتمع السعودي، وقد تحول الآن من طبق شعبي إلى طبق اقتصادي تتنافس عليه كبرى المقاهي في السعودية لتقديمه خلال فصل الشتاء، مع العديد من الابتكارات والإضافات التي أضفت عليه لمسة جاذبة ومميزة.
عند النظر إلى تاريخ “الحنيني” قديمًا، نجد أن زراعة التمر كانت جزءًا أساسيًا من حياة الناس في وسط السعودية، ما جعل التمر متوفرًا بكثرة وأساسًا للعديد من الأطباق، ونشأ “الحنيني” كوجبة بسيطة ومغذية تتناسب مع البيئة الصحراوية، حيث تمد الجسم بالطاقة والدفء، ويُقدم أيضًا في الأعياد والمناسبات.
طبق الشتاء
يقول الشيف السعودي “فراس الرميح”: “الحنيني هو طبق شتوي يمثل جزءًا من التراث الشعبي السعودي، حيث يُعتبر نموذجًا مثاليًا للصناعات التحويلية للتمور، ويتكون هذا الطبق من التمر والخبز والحليب، وقد كان ولا يزال واحدًا من أهم الوجبات الشعبية في مناطق القصيم والشمال ومختلف أنحاء المملكة، ويُقام مهرجان سنوي خاص بالحنيني في محافظة عنيزة تحت رعاية إمارة منطقة القصيم، وعلى الرغم من أن هذه الوجبة تُعتبر شتوية، إلا أن تطور قطاع المطاعم والمقاهي في المملكة جعل الحنيني أحد الحلويات المفضلة لزوار المقاهي على مدار السنة.
اقرا ايضا “الحنيني”.. موروث يصنعه جيل “جديد”
وأضاف: “هناك من يبتكر طرقًا جديدة لدمج الحنيني مع المطابخ العالمية، لكن في ليالي الشتاء الجميلة، يفضل الكثيرون تناول الحنيني بالطريقة التقليدية، محاطين بأجواء عائلية تحت ضوء القمر وعلى رمال الصحراء الذهبية.”