مقالات

الجنة والنار عند تسلا

بقلم د. شيرين العدوى

لقد لعب المخيال الشعبى كثيرا فى فهم تسلا للكون وأسراره، وحاول جاهدا أن يدخله مدخل الإيمان خصوصا الإسلامي، والحقيقة أن تسلا بأفكاره العلمية قد وصل كثيرا إلى الهالة الضوئية التى تحيط بالبشر وإلى الطاقة وأصل النور الإلهى،

وقد كشف العلم الحديث أن لحظة التقاء البويضة بالحيوان المنوى يحدث وميض من نور وهو موثق بالفيديو عبر الكاميرات. نعم إنها عملية الخلق الصغرى التى تصور قدرة الخالق بإظهار نوره فى هذه اللحظة المقدسة، وتخيل آلاف الكائنات والحيوانات، ولذلك نحن أعجز من أن نعد كل لحظات النور على الأرض وهذه الذرات الضوئية الخيرة تبقى عالقة فى الفضاء، هكذا تخبرنا الفيزياء الكمومية. من هنا يأتى مفهوم الجنة والنار عند تسلا،

حيث رأى أن كل شىء عبارة عن طاقة وضوء وترددات، فمن وجهة نظره أن طاقة الإنسان لا تفنى، وأن لحظة خروج الروح كلحظة انسحاب الضوء فى الصعق الكهربائى فإن كانت الروح طيبة انسحبت الذرات فى راحة وسلاسة، وهى تترك أثرا فى الدماغ والحواس، ولذلك من المنظور القرآنى نراه يخبرنا بأن كل نفس ذائقة الموت لأنها تترك أثرا حتى فى حاسة التذوق. وعليه فالجنة هى الطاقة الكمومية الخيرة فى الكون التى ستسبح إليها الروح الخيرة وتستقر؛ فإن

كانت الروح شريرة نجسة فستسبح إلى الطاقة الكمومية الشريرة، وسيكون التنافر معها شديدا حد التعذيب بالحرق والغليان، وفى لحظات التجمد كالحرق بالثلج، والإنسان يمكنه أن يفهم هذا من خلال تجاربه البسيطة مع الصعق الكهربائي. وعليه فإن تسلا يرى الإنسان ليس مجرد كتلة مادية، بل هو كائن اهتزازى فى كون اهتزازي.

وكل خلية فيه تهتز بترددات معينة. وأعتقد أن الحالة الداخلية للإنسان من أفكار ومشاعر تولد اهتزازات يمكن أن تؤثر على الواقع المحيط به، وهذا يتشابه مع مبدأ قانون الجذب الذى يشير إلى أننا نجذب ما نرسله من ترددات للكون وقد نشر هذا فى مقالة له عام 1900 بعنوان «The problem of increasing Human Energy « «مشكلة زيادة الطاقة البشرية»؛

حيث نظر إلى الطاقة على أنها شكل من أشكال الحركة التى تحكمها نفس القوانين الفيزيائية التى تحكم بقية الكون وصاغها فى معادلة ( KE= 1/2MV6^2) حيث ke الطاقة الحركية ،m الكتلة البشرية، v السرعة ورأى أن القوانين العامة للحركة الميكانيكية تنطبق على الطاقة البشرية. ويمكن زيادة الطاقة البشرية عن طريق:

1- تقليل قوى الاحتكاك السلبية التى تحد من سرعة وكفاءة الإنسان وتشمل: (الجهل، والغباء، والحقد، والحرب).

2- زيادة القوى الدافعة الإيجابية عن طريق النظام الغذائى السليم ونمط الحياة الصحى.

كما أنه كان يؤمن بتشابك كل شىء فى الكون. وأننا كبشر مرتبطون مثل النجوم فى السماء بروابط لا تنفصم، ربما لا نشعر بها ولكن هذه الطاقات الفردية تتفاعل مع بعضها وتبقى عالقة فى الكون.

وعليه يمكننا تحسين طاقاتنا عن طريق تحسين الظروف البشرية الخيرة، وتقليل العوامل التى تستنزف الطاقة من البعد عن الشر، وهكذا ربط تسلا بين قوانين الطبيعة والدين دون أن يشعر، فهل نستطيع أن نطبق العلم من أجل الخير؟! .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى