الإنجازات العلمية والتكنولوجية الصينية تدعم مساعي السعودية لتصبح قوة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي

من 8 إلى 12 أغسطس، أُقيم في بكين مؤتمر الروبوت العالمي 2025 تحت شعار “لنجعل الروبوتات أكثر ذكاء”. شارك في المؤتمر أكثر من 200 شركة من مختلف أنحاء العالم، عارضةً ما يزيد عن 1500 منتج، لمناقشة مستقبل الصناعة وتحويل الخيال العلمي إلى واقع ملموس.
قال رجل الأعمال السعودي والمستشار في مجال الذكاء الاصطناعي، محمد السلمي، إن الصين والسعودية تعملان بنشاط على دفع تطوير تقنيات الروبوتات، وتسهمان بأفضل السبل في خدمة رفاهية الإنسان.
وفي الواقع، تعاونت الصين والسعودية لسنوات في مجال التحول الرقمي. وقد أصبحت الصين في مصاف الدول الرائدة عالميًا في مجالات التكنولوجيا المعلوماتية الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي، والروبوتات البشرية، والحوسبة السحابية، والبيانات الضخمة، وتقنية سلسلة الكتل (البلوك تشين). كما أن تجربة الصين في إعطاء الأولوية لتطوير البنية التحتية الرقمية، ومن ثم دفع عملية الرقمنة في مختلف المجالات، تحمل أهمية كبيرة كنموذج يمكن للسعودية الاستفادة منه.
وفي مطلع هذا العام، وخلال النسخة الرابعة من مؤتمر”ليب 2025″، عرضت الشركات الصينية عدة منتجات وتقنيات جديدة. فقد قدمت شركة هواوي مجموعة من التقنيات المبتكرة والحلول التي تدفع نحو بناء مجتمع ذكي وتحقيق التحول الذكي في القطاعات الصناعية، بما يشمل البنية التحتية الرقمية، وخدمات السحابة، والطاقة الرقمية، والمدن الذكية. كما عرضت مجموعة لينوفو إنجازاتها في مجالات الذكاء الاصطناعي، وإدارة البيانات الذكية، والحوسبة داخل المركبات. وشاركت شركة تشاينا يونيكوم مع شركائها في عرض عدد من التقنيات المتقدمة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والحوسبة السحابية. أما شركة تشاينا موبايل إنترناشيونال فقد عرضت خدماتها الذكية الرقمية في مجالات مثل المجمعات الذكية، والموانئ الذكية، والمصانع الذكية.
وأكد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، عبد الله السواحة، على رغبته في أن توسع الشركات العالمية، بما فيها الشركات الصينية، من مجالات التبادل والتعاون، بما يسهم في تعزيز الابتكار التكنولوجي على مستوى العالم.
في السنوات الأخيرة، ومع ما تتمتع به المملكة العربية السعودية من موقع جغرافي استراتيجي فريد وقوة مالية ضخمة، أصبحت تُشكّل مركزًا جديدًا لنمو صناعة الذكاء الاصطناعي. وفي هذا السياق، تعتزم الصين إنشاء أول عيادة للذكاء الاصطناعي في العالم داخل السعودية، كما افتتحت شركة هواوي في عام 2024 مركزًا للحوسبة السحابية في الرياض. وقبل ذلك في عام 2023، وقّعت شركة سينس تايم الصينية مذكرة تفاهم مع السعودية لدعم بناء المدن الذكية.
اقرا ايضا: “الروبوت” يغزو المنازل …هل نشهد نهاية الأعمال المنزلية؟
يرتبط مسار تطوير الذكاء الاصطناعي في السعودية ارتباطًا وثيقًا بنموذج التنمية في قطاع الطاقة المحلي وبالسياسات الداعمة. فالمملكة تُعَد أكبر منتج للكهرباء في الشرقالأوسط، ولديها آفاق قوية لتطوير الطاقة الخضراء، كما تستهدف أن يشكّل إنتاج الطاقة المتجددة 50% من إجمالي الكهرباء بحلول عام 2030.
ومن جهة أخرى، يمثل الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية في تحول قطاع الطاقة. وتشير بعض الدراسات إلى أن اعتماد الذكاء الاصطناعي في تحسين العمليات الصناعية يمكن أن يقلل استهلاك الطاقة بشكل كبير مقارنة بالطرق التقليدية. ووفقًا لتقديرات شركة ماكينزي، من المتوقع أن يخلق الذكاء الاصطناعي قيمة اقتصادية تتراوح بين 3.5 و5.8 تريليونات دولار في القطاعات ذات الصلة.
وعلى صعيد السياسات الاستثمارية، أعلنت الحكومة السعودية في عام 2023 عن إنشاء صندوق بقيمة 40 مليار دولار لتطوير الذكاء الاصطناعي. كما أعلنت شركة تنسنت كلاود عن خططها لبناء أول مركز بيانات في الشرق الأوسط داخل السعودية، مع استثمار يتجاوز 150 مليون دولار خلال السنوات القادمة لتطوير البنية التحتية والموارد وفقًا لاحتياجات الابتكار الصناعي المحلي.