مع تزايد اهتمام وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بالمدن الجديدة، وخاصة العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة، بالإضافة إلى القاهرة الجديدة ومنطقة التجمع الخامس، بدأ الكثير من المتابعين يعتقدون أن هذه المناطق هي موطن الاغنياء والأثرياء والمليارديرات في مصر، وأنهم قد قاموا ببناء أو شراء قصور فاخرة فيها. ومع ذلك، تكشف التقارير الاقتصادية العالمية أن معظم هؤلاء الأثرياء لا يزالون يقيمون في القاهرة وأحيائها التقليدية، مثل الزمالك وجاردن سيتي، حيث توجد قصور عائلاتهم العريقة ذات الطراز الفاخر. كما أن بعضهم اختار العيش في نيوجيزة، وهو مجتمع سكني كبير على طريق مصر – إسكندرية الصحراوي، ربما لقربه من أعمالهم وشركاتهم بين وسط القاهرة ومدينة السادس من أكتوبر، أو لأن الأسعار في هذا المجتمع تتجاوز مستوى المليونير وتناسب المليارديرات فقط.
كما هو معتاد مع صدور تقارير “فوربس” السنوية حول أغنى أغنياء مصر، يظل ناصف ساويرس في صدارة القائمة، على الرغم من قلة ظهوره الإعلامي مقارنة بشقيقيه، سميح ونجيب، اللذين يشاركان في مهرجان الجونة السينمائي. يُعتبر ناصف، الذي يتفوق في ثروته على والده الراحل أنسي ساويرس خلال حياته، المستثمر الأبرز في مجالي الإنشاءات والاستثمار، وهو ينتمي إلى أغنى عائلة في مصر. وفقًا لتقرير مجلة فوربس الأمريكية لعام 2024، تُقدّر ثروته بحوالي 8.7 مليار دولار. يمتلك ناصف شركة أوراسكوم للإنشاءات، المتخصصة في الهندسة والبناء، والتي يتم تداول أسهمها في بورصة القاهرة وناسداك دبي، وتُقدّر قيمتها بحوالي 1.5 مليار دولار. بالإضافة إلى ذلك، يمتلك حصصًا في إحدى أكبر الشركات العالمية للأسمدة النيتروجينية، وكذلك في شركة أديداس العالمية للملابس الرياضية.
من المفارقات المثيرة أن عائلة ساويرس، مثل العديد من العائلات الثرية الأخرى، تفضل العيش في القاهرة بدلاً من المدن الجديدة. وقد أظهر تقرير حديث صادر عن شركة “هيلني آند بارتينيرز” المتخصصة في أسواق المال أرقامًا غير متوقعة، حيث يعيش في مصر 15,700 مليونير، منهم 7,200 شخص تتجاوز ثرواتهم المليون دولار. كما يوجد 52 ثريًا من هؤلاء، حيث تبلغ ثروة كل منهم 100 مليون دولار، ويعيش 30 منهم في القاهرة.
ليالي الاغنياء في مصر
وعلى صعيد المليارديرات، أشار التقرير الصادر عن الشركة البريطانية إلى أن مصر تضم 47 مليارديرًا، يعيش معظمهم بين القاهرة والإسكندرية.
تتناول دراسة أجراها مركز الأبحاث المجتمعية التابع لمعهد التكنولوجيا الفيدرالي في لوزان، سويسرا، أسباب تفضيل الأثرياء للعيش في مدينتي القاهرة والإسكندرية، اللتين تحتلان مراكز متقدمة في القائمة العربية والأفريقية للمدن المفضلة لدى الأثرياء. وأظهرت الدراسة أن الإسكندرية جاءت في المركز الثالث، متفوقة على القاهرة التي احتلت المركز السابع، مما يبرز مكانة هاتين المدينتين كأفضل 10 مدن عربية للعيش.
في سياق الحديث عن أصحاب القصور، يبرز اسم رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس، الذي يحتل المرتبة الثانية في قائمة أغنى أغنياء مصر. يمتلك ساويرس مناجم كبيرة للتنقيب عن الذهب في أفريقيا، وهو الشقيق الأصغر لناصف ساويرس، وتبلغ ثروته حوالي 3.8 مليار دولار. يُعرف ساويرس بمواقفه المثيرة للجدل ونشاطه الملحوظ على منصة إكس (تويتر سابقًا)، وقد أثار مؤخرًا جدلاً واسعًا عندما عرض قصره في مدينة مرسى مطروح للبيع. لم يكن السبب في ذلك فخامة القصر أو المبلغ الكبير الذي اشتراه به، بل لأن شخصًا بثراء ساويرس يمتلك قصرًا للمصيف في مدينة تقليدية مثل مرسى مطروح، في حين أن عائلته تفضل الإقامة في القاهرة. وهذا يعكس تفضيل العائلات الثرية للإقامة في المدن التاريخية.
يتحدث النص عن قصر معروض للبيع بسعر 12.5 مليون دولار، ما يعادل حوالي 608 ملايين جنيه، ويُروى حوله قصص تشبه الأساطير. يتكون القصر من عقارين “فيلاتين” داخل مشروع فاخر يُعرف باسم خليج ألماظة في مدينة مرسى مطروح السياحية، المعروفة بجمال بحيراتها وشواطئها الرملية البيضاء. يبعد المجمع حوالي 4 ساعات ونصف بالسيارة شمال غرب القاهرة.
كان “ساويرس” قد اشترى أول فيلا مقابل حوالي مليون دولار أميركي قبل نحو 10 سنوات، وبعد عامين قام بشراء المنزل المجاور له، مما أتاح له توسيع ملكيته لتشمل اثنتين من أفخم الفلل المكونة من طابق واحد، التي تفصل بينهما مسافة تقارب 10 أقدام. يحتوي المنزل القديم على مطبخ مفتوح مستورد من إيطاليا، بينما يفتقر المنزل الآخر إلى مطبخ، لكنه يضم بارًا رخاميًا رائعًا بجوار غرفة المعيشة. وقد تم تحويل المنزل القديم إلى بيت ضيافة لـ “نجيب”، الذي انتقل إلى المنزل الجديد الذي يحتوي على غرفة نوم تطل على منظر يُقال إنه لا يقدر بثمن للحديقة وحمام السباحة والشاطئ بين الفيلاتين. يمتد العقار على مساحة تقارب 6700 قدم مربع ويحتوي على 9 غرف نوم و9 حمامات.
نظرًا لأن العقارين كانا في الأصل منفصلين، فإن كل فيلا تحتوي على حمام سباحة خاص يبلغ طوله تقريبًا ضعف طول المسبح الأوليمبي، مع إطلالات رائعة على البحر الأبيض المتوسط. تتميز الوحدتان بأبواب زجاجية منزلقة، بالإضافة إلى مناطق معيشة متعددة سواء داخلية أو خارجية، فضلاً عن وجود ساونا ونظام تشغيل آلي للمنزل، مع وصول مباشر إلى الشاطئ. يُعزى ارتفاع قيمة القصر إلى عدة عوامل، أبرزها جاذبية مالكه، وهو رجل الأعمال الأكثر شهرة في مصر، مما يجعل الكثيرين مهتمين بشراء منزله الذي أصبح أيقونيًا، خاصة بعد انتشار صور له على وسائل التواصل الاجتماعي. من الناحية المهنية، يتمتع القصر أيضًا بموقع متميز في خليج ألماظة، حيث يبعد 120 مترًا فقط عن أدفأ مياه في البحر الأبيض المتوسط، مع إطلالة على شاطئ الرمال البيضاء الناعمة.
برز اسم رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة في الآونة الأخيرة، بعد أن ظل أحمد عز لسنوات طويلة محتكرًا لسوق حديد التسليح ومسيطرًا على الساحة السياسية كأمين تنظيم الحزب الوطني الذي كان يحكم في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك.
بيزنس رجال الاعمال والفنانين
نال أبو هشيمة شهرة واسعة وأصبح حديث وسائل التواصل الاجتماعي حتى قبل ظهور مصطلح “التريند”، خاصة بعد طلاقه من هيفاء، حيث تردد أنه اتخذ هذا القرار بناءً على نصائح من أصدقائه من قيادات الإخوان. ومع سقوط النظام الإخواني، استمر في التألق في مجال المال والأعمال، مؤكدًا أنه رجل لكل العصور، حيث لا يطمح في السلطة السياسية، وشارك في العديد من الأعمال الخيرية والمبادرات الرئاسية في مجالات الحماية الاجتماعية.
استمر أحمد في تأكيد حبه للفنانات الجميلات من خلال زواجه من الفنانة الشابة المثيرة للجدل، ياسمين صبري. أصبحت حياتهما الخاصة محور اهتمام وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، خاصة بعد تنظيم عدة فعاليات تكريمية لياسمين، وتصويرها داخل قصر أبوهشيمة. من أبرز هذه الفعاليات كان حفل عيد ميلادها وحفل السحور الرمضاني، حيث قام أحمد باستدعاء طاقم عمل مطاعم البرنس لإعداد وجبة سحور لها خلال فترة إغلاق المطاعم بسبب انتشار فيروس كورونا.
وبعد نشر صور هذه المناسبات الأسرية والرومانسية، رصدت عدسات الكاميرات وعيون المراقبين أن أحمد لا يعيش فقط في قصر فخم بمساحة واسعة، بل إن القصر يشبه متحفًا متنوعًا، حيث يحرص على اقتناء التحف النادرة وجمع قطع أصلية ثمينة من مختلف أنحاء العالم. كما أضاف إلى حديقة القصر مجموعة من الأشجار والزهور والنباتات النادرة.
لم يكتفِ بذلك، بل أنشأ داخل قصره صالتين مخصصتين للألعاب الرياضية (جيم)، تحتوي كل منهما على أجهزة رياضية فاخرة قد لا توجد إلا في صالات الرياضة التابعة لفنادق السبع نجوم. إحداهما تقع داخل القصر نفسه، بينما الأخرى خارجية وتتمتع بإطلالة مستقلة، حيث إنه يحب ممارسة الرياضة ولا يفضل الذهاب إلى صالات الجيم العامة.
ومن المفارقات أن الفنانة الجميلة نسرين طافش تمتلك أيضًا قصرًا يحتوي على صالتين للجيم، مما قد يجمعهما في شغف الرياضة يومًا ما، لتصبح هي زوجته الثالثة من الوسط الفني، خاصة بعد أن أعلن مؤخرًا انفصاله عن ياسمين صبري بالطلاق.
من المحتمل أن يقوم رجال الأعمال الذين يعيشون في القصور باتخاذ قرارات حاسمة قريباً تمنع تصوير الحفلات والمناسبات التي يقيمونها داخل قصورهم. فمشاركة صور هذه الفعاليات تثير فضول الحاسدين والمراقبين، ليس فقط للاطلاع على الحدث نفسه ومن حضره، بل أيضاً لاستكشاف القصر وما يحتويه من ديكورات فاخرة تظهر في خلفية كل مناسبة تُقام فيه.
في هذا السياق، أقيم حفل زفاف ابنة رجل الأعمال المعروف بلقب “ملك العقارات” محمد المرشدي في قصره بكومباوند القطامية هايتس. وقد تنافست صفحات السوشيال ميديا مع المواقع والصحف المهتمة بأخبار المشاهير لنشر تفاصيل حول ديكور الحفل، الذي تميز بتغليف الأشجار الفخمة بإضاءة ساحرة. وذكرت التقارير أن بناء هذا الديكور استغرق ثلاثة أشهر كاملة وتكلف حوالي 3 ملايين دولار، أي ما يعادل حالياً 150 مليون جنيه مصري. منذ ذلك الحين، بدأ الباحثون وصانعو المحتوى في تداول منشورات وأرقام تتعلق بهذا القصر الذي يمتد على مساحة 200 فدان. وقد تم نشر عبارات تشير إلى أنه من الممكن أن تضيع داخل قصر المرشدي وتحتاج إلى نظام تحديد المواقع للانتقال داخله. كما تردد أنه يحتوي على مجموعات نادرة من التحف والقطع الأثرية التي لا مثيل لها في العالم. وتجاوزت تكلفة القصر، بما في ذلك ديكوراته ومحتوياته، 10 ملايين دولار، أي ما يعادل نصف مليار جنيه مصري، وهو رقم يعتبر متواضعاً جداً مقارنة بثروة الملياردير، خاصة أنه متخصص في مجال العقارات، مما يجعل من المنطقي أن ينطبق على قصره المثل المصري القائل: “عمايل المعلم لنفسه وأسرته”.