إنقاذ صبي سوداني يبلغ من العمر 14 عاماً من حالة قلبية نادرة مهددة للحياة في مستشفى أستر المنخول

- يؤثر تضيّق الشريان الأورطي (CoA) على 4-6% من حالات عيوب القلب الخلقية ويحدث في حوالي 1 من كل 2,900 مولود حي[1] [2].
- التشخيص قبل الولادة ممكن، لكنه قد يكون صعباً، ولا يزال معدل اكتشاف تضيق الشريان الأورطي المعزول قبل الولادة منخفضاً [3].
- ينتشر تضيّق الشريان الأورطي CoA في الذكور أكثر من الإناث، مع وجود نسبة أعلى من المواليد الذكور المصابين[4].
نجح مستشفى أستر المنخول، المصنف رقم 4 في قائمة نيوزويك لأفضل مستشفيات العالم في الإمارات العربية المتحدة لعام 2025، في علاج الطفل السوداني مازن منتصر حسن، البالغ من العمر 14 عاماً، من حالة قلبية خلقية نادرة لم يتم اكتشافها منذ ولادته وكان من الممكن أن تكون مميتة إذا لم يتم علاجها.
كان المريض تحت رعاية الدكتور نافيد أحمد، رئيس قسم أمراض القلب في مستشفيات وعيادات أستر الإمارات العربية المتحدة واستشاري أمراض القلب التداخلية في مستشفى أستر المنخول.
أُحضر مازن إلى مستشفى أستر بعد أن عانى من إرهاق مستمر ونوبة إغماء وارتفاع في ضغط الدم، وهي أعراض غير معتادة بالنسبة لعمره. كما كشف التقييم الأولي للقلب عن وجود علامات تضخم في البطين الأيسر، مما استدعى إجراء فحوصات تصوير متقدمة، بما في ذلك تخطيط القلب ومخطط صدى القلب والتصوير المقطعي المحوسب للأبهر.
وأكدت هذه الفحوصات وجود تضيّق في الشريان الأورطي، وهي حالة خلقية يكون فيها الشريان الأورطي، وهو الشريان الرئيسي الذي ينقل الدم من القلب إلى الجسم، ضيقاً بشكل غير طبيعي.
يعد تضيق الشريان الأورطي (CoA) عيباً خلقياً شائعاً نسبياً في القلب لدى الأطفال، حيث يمثل حوالي 4-6% من جميع عيوب القلب الخلقية، وفقاً لمنظمة Wolters Kluwer. وتشير التقديرات إلى أنه يحدث في حوالي 1 من كل 2900 ولادة1 2. إن تشخيص تضيّق الشريان الأورطي قبل الولادة ممكن ولكنه صعب، مع انخفاض معدل اكتشاف الحالات المعزولة قبل الولادة3.
كما أن تضيّق الشريان الأورطي أكثر انتشاراً لدى الذكور من الإناث، حيث يصيب نسبة أعلى من المواليد الذكور4. في حين أن تضيّق الشريان الأورطي شائع نسبياً بين عيوب القلب الخلقية، فإن تشخيصه في سن المراهقة مثل حالة مازن أمر غير معتاد أبداً.
غالباً ما يتم اكتشاف هذه الحالة في مرحلة الرضاعة أو الطفولة المبكرة ، ومن النادر جداً تشخيص تضيّق الشريان الأورطي في سن الرابعة عشرة، كما هو الحال مع مازن، مما يجعل هذا الأمر غير شائع أبداً.
وقال الدكتور نافيد أحمد، رئيس قسم أمراض القلب في مستشفيات وعيادات أستر، الإمارات العربية المتحدة، واستشاري أمراض القلب التداخلية في مستشفى أستر المنخول: “عادةً ما يتم تشخيص تضيّق الشريان الأورطي خلال مرحلة الطفولة أو الطفولة المبكرة ، ويندر جداً أن يتم اكتشافه في هذا الوقت المتأخر، ولو لم يتم اكتشافه لبضع سنوات أخرى، لكان من الممكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم الدائم أو فشل القلب أو حتى السكتة الدماغية.
في حين أن الإجراء نفسه كان سلساً من الناحية الفنية بسبب التخطيط الدقيق قبل الجراحة استناداً إلى التصوير المقطعي المحوسب، فإن التعقيد الحقيقي لهذه الحالة يكمن في التشخيص المتأخر. إن تحديد الحالة وعلاجها بنجاح في مرحلة المراهقة بعد سنوات من عدم تشخيصها جعل الأمر صعباً وفريداً من نوعه سريرياً”.
وبدلاً من جراحة القلب المفتوح، اختار فريق طب القلب إجراء عملية رأب للقلب بالحد الأدنى من التدخل الجراحي مع وضع دعامة عبر الشريان الفخذي. كانت النتيجة ممتازة، ومن المتوقع أن يعود مازن إلى حياة كاملة ونشطة.
تضمن الإجراء طفيف التوغل إدخال دعامة مثبتة بالبالون لفتح الجزء الضيق من الشريان الأورطي. يتجنب هذا النهج الجراحة المفتوحة، ويقلل من فترة الإقامة في المستشفى، ويضمن سرعة التعافي، وكلها أمور حيوية بالنسبة لمريض شاب نشيط.
عاد ضغط دم مازن إلى طبيعته بعد العملية، وشهد تحسناً ملحوظاً في مستويات طاقته، واستأنف أنشطته اليومية في غضون يوم واحد. ومن المتوقع أن يعود إلى ممارسة الرياضة وممارسة النشاط البدني الكامل في غضون 4-6 أسابيع القادمة.
لو بقيت هذه الحالة غير مكتشفة لبضع سنوات أخرى، لكان من الممكن أن تؤدي إلى مضاعفات لا يمكن علاجها مثل ارتفاع ضغط الدم المزمن وارتفاع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وفشل القلب وانخفاض متوسط العمر المتوقع بشكل كبير. ولكن مع التدخل في الوقت المناسب، من المتوقع الآن أن يعيش مازن حياة طبيعية مع المتابعة الروتينية.
وقال مازن معبراً عن امتنانه الصادق: “قبل العلاج، كنت أشعر بالتعب طوال الوقت ولم يكن بإمكاني اللعب أو القيام بأشياء عادية مثل الأطفال الآخرين. والآن أشعر بالصحة والقوة مرة أخرى. أنا ممتن جداً للدكتور نافيد والفريق الطبي في مستشفى أستر المنخول لمساعدتي على استعادة حياتي من جديد.”
كما أعربت والدته وشقيقه، اللذان رافقاه أثناء العلاج، عن امتنانهما العميق للدكتور نافيد وكامل الطاقم الطبي والتمريضي على رعايتهم وتعاطفهم واحترافيتهم طوال الرحلة.
تُعد هذه الحالة بمثابة تذكير قوي بأهمية الكشف المبكر والقدرات الطبية المتقدمة في الوقاية من المضاعفات طويلة الأمد الناجمة عن الحالات الخلقية. يواصل مستشفى أستر المنخول الوقوف في طليعة الرعاية القلبية المتخصصة في المنطقة، حيث يقدم تدخلات تغير الحياة من خلال الابتكار والخبرة والرعاية التي تركز على المريض.