HP ترسم ملامح مستقبل العمل: الذكاء الاصطناعي أداة تمكين لا بديل للإنسان

الذكاء الاصطناعي يعيد تعريف بيئات العمل ويعزز الإنتاجية
مبادرات HP: تدريب وتأهيل يواكب طموحات السعودية 2030
خاص: جلف تك نيوز
في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها سوق العمل العالمي، يتعاظم دور الذكاء الاصطناعي في تشكيل بيئات العمل وتطوير قدرات الموظفين. ولم تعد هذه التقنية حكرًا على قطاعات التكنولوجيا فحسب، بل أصبحت ضرورة استراتيجية لكل القطاعات. ومن هذا المنطلق، تؤكد شركة HP عبر سلسلة من المبادرات والتحليلات المتعمقة أن الذكاء الاصطناعي لن يكون مجرد أداة تكنولوجية، بل عنصرًا جوهريًا لإعادة تصميم مستقبل العمل.
وفي هذا الحوار المهم، المهندس فضل سعد، المدير العام لشركة HP في المملكة العربية السعودية ، نسلط الضوء على أبرز رؤى HP حول التحول نحو اقتصاد المعرفة، ودور التقنيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في تعزيز مرونة بيئات العمل، وتطوير المهارات، مع التركيز على سوق المملكة العربية السعودية بوصفه أحد أكثر الأسواق طموحًا في العالم. كما يتناول الحوار أهمية بناء منظومة أخلاقية موثوقة للذكاء الاصطناعي تضمن الشفافية والشمولية وتحمي خصوصية الأفراد في هذا العصر الرقمي المتسارع.
إلى أي مدى يسهم الذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبل العمل؟
يؤدي الذكاء الاصطناعي دورًا محوريًا في تحقيق نقلة نوعية في طريقة عملنا، ومن المتوقع أن يستمر هذا التأثير لسنوات مقبلة. ووفقًا لمؤشر علاقة العمل من HP، أفاد 73% من الموظفين الذين يستخدمون تقنيات الذكاء الاصطناعي بأنها تجعل وظائفهم أسهل.
ويتجه مستقبل العمل نحو مزيد من التعاون، والحدّ من المهام الروتينية، وتعزيز الإحساس بالغاية والمعنى في أداء العمل. ويُوفر الذكاء الاصطناعي الأدوات اللازمة لتحقيق هذه التطلعات، مع تطور مستمر في قدراته، نحو مستقبل واعد بلا حدود.
كيف يمكن للشركات مواكبة تطلعات الموظفين المتغيرة؟
يُظهر المؤشر ذاته أن نسبة 28% فقط من الموظفين العاملين في المجال المعرفي حول العالم يشعرون بأن لديهم علاقة صحية مع العمل، مما يعكس فجوة كبيرة في تجارب العمل الإيجابية. كما أن الكثيرين يرون أنهم لا يمتلكون الأدوات التقنية المناسبة، وهو ما يعيق قدرتهم على تحقيق النجاح.
ورغم أن أدوات الذكاء الاصطناعي أصبحت أكثر انتشارًا، إلا أن استفادة الموظفين منها لا تزال محدودة، مما يحدّ من قدرتهم على تحقيق أقصى مستويات الإنتاجية والابتكار. ومن الضروري توفير تقنيات تركز على تعزيز أداء الموظفين، لا سيما في ظل سعي المملكة العربية السعودية إلى ترسيخ ريادتها على الساحة العالمية في هذا المجال.
وتستجيب HP لهذا التحدي من خلال تقديم تقنيات مصممة خصيصًا لدعم أنماط العمل المرنة ومتنوّعة الأماكن؛ حيث توفر أجهزة الكمبيوتر المدعومة بالذكاء الاصطناعي – مثل HP EliteBook Ultra وEliteBook X – مزايا مصممة لتمكين المحترفين، منها النسخ التلقائي للنصوص، وإلغاء الضوضاء الذكي، وتعزيز الحماية باستخدام الذكاء الاصطناعي. وفي ظلّ سعي الموظفين اليوم إلى المزيد من الاستقلالية والفرص الهادفة للتعاون والإبداع الجماعي، توفر HP حلولًا تلبي متطلبات نماذج العمل الجديدة.
كيف تستعد HP لتأهيل القوى العاملة لاقتصاد الذكاء الاصطناعي؟
لا تقتصر الاستعدادات لاقتصاد الذكاء الاصطناعي على توفير الأجهزة المناسبة فحسب، بل تشمل أيضًا تطوير المهارات اللازمة لتحقيق أقصى استفادة من هذه التقنيات. ولهذا تعمل HP على مواءمة جهودها مع “رؤية السعودية 2030” لتعزيز المواهب المؤهلة للمستقبل، وتسريع التحول نحو اقتصاد المعرفة.
ومن المبادرات المحورية لتحقيق هذا الهدف، مركز HP للتميّز في البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي في مدينة الظهران، والذي يقدّم برامج للتبادل التدريبي، ومشاريع تطبيقية بالشراكة مع خبراء HP العالميين.
كيف تضمن HP توفير فرص تطوير المهارات للجميع؟
أطلقت HP مجموعة من البرامج التي تضمن أن يكون التعلم رحلة مستمرة ومتاحة للجميع. ومن أبرز هذه البرامج منصة “HP LIFE”، وهي منصة تدريب رقمية مجانية لتعليم المهارات الرقمية، وقد سجّل فيها أكثر من 1.2 مليون مستخدم، من بينهم 180,000 مشارك حاليًا في منطقة الشرق الأوسط.
وتشمل المبادرات الأخرى لتطوير المهارات كلًا من زمالة HP Cambridge EdTech وبرنامج HP IDEA، واللذين يستهدفان المعلمين وصناع السياسات والمهنيين الشباب في المملكة.
يُعد اعتماد أدوات الذكاء الاصطناعي الموثوقة والأخلاقية أساسًا لنجاح التحول نحو اقتصاد الذكاء الاصطناعي. كيف تساهم HP في بناء منظومة ذكاء اصطناعي تُعزز الثقة لدى المستخدمين؟
يجب ألّا يكون الهدف من مستقبل العمل هو نشر الذكاء الاصطناعي بأي ثمن؛ بل تبنّي نهج قائم على مبادئ الذكاء الاصطناعي المسؤول، والتي تُركز على الشمولية والشفافية وحماية البيانات. وتلتزم HP بهذه المبادئ الأساسية، وتتعاون عن كثب مع المؤسسات التعليمية وصناع القرار لدعم تأهيل القوى العاملة ووضع أطر حوكمة فعالة للذكاء الاصطناعي.
نسعى إلى تمكين الموظفين من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بثقة وفاعلية ضمن بيئة مدروسة تحفّز الابتكار وتحمي الحقوق، مع توفير ضوابط واضحة تُعزز الثقة، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تسريع تبني هذه التقنيات.