“مايكروسوفت”… هكذا سيضيف الذكاء الاصطناعي 43 مليار دولار لاقتصاد مصر
في عصر تتسارع فيه خطوات التكنولوجيا نحو مستقبل غير مسبوق، يقف العالم على أعتاب تحول كبير يقوده الذكاء الاصطناعي. لم يعد هذا الاسم مجرد أداة، بل أصبح بمثابة بوابة لفرص اقتصادية وتنموية واسعة. ومع ذلك، يثير هذا التحول تساؤلات حول الخصوصية وأمان البيانات، وكيف يمكن لهذه التقنية القوية أن تخدم الإنسان دون انتهاك حقوقه.
في ظل هذا التحول، يتضح أن تحقيق تأثير اقتصادي مستدام يتطلب أكثر من مجرد تطوير التقنية نفسها؛ بل يحتاج إلى شراكة حقيقية تجمع بين الحكومات، والمؤسسات الأكاديمية، والقطاع الخاص. تهدف هذه الشراكة إلى بناء قاعدة من الكفاءات الشابة التي ستصبح الجسر نحو عصر جديد، حيث يندمج الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية بشكل آمن ومسؤول.
مديرة عام مايكروسوفت مصر، ميرنا عارف، أكدت أنه مع تسارع العالم نحو مستقبل يعتمد على قدرات الذكاء الاصطناعي، تظهر تحديات جديدة تتعلق بحماية الخصوصية وأمان البيانات الشخصية. وفي هذا السياق المعقد، تتولى مايكروسوفت دور الريادة في توجيه النقاش العالمي حول الذكاء الاصطناعي المسؤول.
أشارت إلى أن الانتقال نحو اقتصاد يعتمد على الذكاء الاصطناعي في مصر يتطلب تعزيز التعاون مع شركات التكنولوجيا العالمية، بالإضافة إلى إنشاء مراكز للابتكار التي تشجع على التعاون بين الأكاديميين والمؤسسات والشركات الناشئة، مما يسهم في خلق بيئة محفزة للأفكار ويعزز ثقافة الابتكار.
وأضافت ميرنا عارف أن مايكروسوفت ليست مجرد مزود للتكنولوجيا، بل أصبحت جزءًا أساسيًا في تطوير ممارسات مبتكرة تضمن أن تكون هذه التقنيات، رغم قوتها الكبيرة، في خدمة المجتمع وتلتزم بأعلى معايير الأمان والخصوصية.
وأوضحت أن الذكاء الاصطناعي يُعتبر من أبرز التقنيات التي تعيد تشكيل العالم من حولنا، حيث يساهم في تقديم حلول مبتكرة للتحديات اليومية، مما يعزز النمو الصناعي والاجتماعي بشكل غير مسبوق. وفي مصر، تشير الدراسات إلى أن هذه التكنولوجيا قد تسهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي بنحو 42.7 مليار دولار بحلول عام 2030، وهو ما يمثل 7.7% من الاقتصاد الوطني.
وفقًا لعارف، تزداد وتيرة اعتماد المؤسسات المصرية في القطاعين العام والخاص على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يعكس رغبتها في تحسين الكفاءة التشغيلية وتعزيز قدرتها التنافسية في السوق العالمية. كما يسعى مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء إلى دمج الذكاء الاصطناعي في عملياته، مما يساعد في تحليل البيانات بدقة عالية ويمكّن صناع القرار من مواجهة التحديات المستقبلية بشكل استباقي. بالإضافة إلى ذلك، يعتمد القضاء المصري على حلول Azure AI لتسهيل الإجراءات القانونية، مما يعزز فعالية اتخاذ القرار.
وأشارت إلى أن الحكومة المصرية أطلقت العديد من المبادرات الرقمية مثل “مصر الرقمية” و”الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي”. كما تساهم الشراكات الاستراتيجية مع وزارة الاتصالات والمعلومات ومؤسسات أخرى في تحويل هذه الرؤى إلى واقع ملموس، حيث تقدم مايكروسوفت مجموعة من الحلول المتقدمة مثل Azure AI وAzure OpenAI Service وMicrosoft Copilot.
تشهد ريادة الأعمال في مصر نمواً ملحوظاً، حيث تبرز كل من القاهرة والإسكندرية كمراكز جذب للمستثمرين، بدعم من مؤسسات مثل مركز الإبداع التكنولوجي. كما تقدم الجامعات دورات متخصصة في الذكاء الاصطناعي، مما يسهم في إعداد جيل رقمي قادر على قيادة المستقبل. ويتميز الموقع الجغرافي لمصر بكونها حلقة وصل بين إفريقيا والشرق الأوسط، مما يعزز من مكانتها كمركز للابتكار في هذا المجال.
وأفادت “عارف” بأن مصر تُعتبر وجهة مغرية في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بفضل وجود مجموعة متميزة من الشباب الموهوبين المتحمسين للابتكار. كما أن التركيز الاستراتيجي للحكومة على التحول الرقمي والاستثمار في تطوير البنية التحتية التكنولوجية يعزز من مكانة مصر كمركز رئيسي للتقدم التكنولوجي.
وفقًا لعارف، تلتزم مايكروسوفت بدعم الشركات الناشئة في بدء أعمالها من خلال برنامجها المخصص لمؤسسي الشركات الناشئة، الذي يوفر لهم التكنولوجيا والموارد والخبرة اللازمة لتطوير حلول مبتكرة وتوسيع نطاق أعمالهم في السحابة، بالإضافة إلى الوصول إلى الأسواق الإقليمية والعالمية. يتم ذلك من خلال التعاون مع المؤسسات في القطاعين العام والخاص، بهدف تشجيع الشباب على دخول عالم ريادة الأعمال. في هذا السياق، أبرمت مايكروسوفت شراكة مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “ايتيدا” لدعم الشركات الناشئة وتدريب رواد الأعمال.