هل ستظل بنوك دول مجلس التعاون الخليجي قادرة على الصمود في عام 2025
ستاندرد آند بورز جلوبال
على الرغم من خفض أسعار الفائدة المتوقع
من المتوقع أن تحافظ البنوك في منطقة مجلس التعاون الخليجي على جودة الأصول القوية والربحية والسيولة الوفيرة حتى عام 2025، وفقًا لتقرير جديد صادر عن شركة ستاندرد آند بورز جلوبال.
وسلطت وكالة التصنيف الائتماني العالمية الضوء على الأداء القوي للقطاع المصرفي في المنطقة، والذي تعزو ذلك إلى رأس المال القوي والميزانيات العمومية المُدارة بشكل جيد، على الرغم من التحديات المحتملة الناجمة عن انخفاض أسعار الفائدة.
وقالت وكالة ستاندرد آند بورز جلوبال إنه في حين تظل التوقعات للبنوك الخليجية إيجابية، فإن المخاطر الجيوسياسية المتزايدة أو الانخفاض الحاد في أسعار النفط قد يشكلان تهديدا لجدارتها الائتمانية. ومع ذلك، أضافت الوكالة أن البنوك من المرجح أن تظهر مرونة في مواجهة مثل هذه السيناريوهات المعاكسة، وهو ما ينعكس في تصنيفاتها المرتفعة حاليا.
وتوقع التقرير أن يصل متوسط سعر برميل خام برنت إلى 75 دولاراً أميركياً من الربع الرابع من العام وحتى عام 2027، وهو ما يدعم اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال التقرير “نعتقد أن دول مجلس التعاون الخليجي ستستفيد أيضا من تنفيذ مشاريع التحول الاقتصادي (في السعودية)، وتوسيع إنتاج الغاز (في قطر)، وتنفيذ الإصلاحات (في البحرين وعمان)، والأداء الجيد للاقتصاد غير النفطي (في البحرين والإمارات العربية المتحدة)”.
وعلى الرغم من خفض أسعار الفائدة المتوقع من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، والتخفيضات الموازية من جانب البنوك المركزية في دول مجلس التعاون الخليجي، تتوقع ستاندرد آند بورز جلوبال تأثيرا يمكن التحكم فيه على هوامش البنوك.
وقد يؤدي انخفاض الأسعار إلى خفض تكاليف التمويل وتخفيف الخسائر غير المحققة في محافظ الأوراق المالية، مع تقدير تأثير الهامش بما يتراوح بين 20 إلى 60 نقطة أساس، حسب البلد.
وتحافظ البنوك الخليجية على مستويات قوية من رأس المال، وهو ما يواصل دعم جدارتها الائتمانية الإجمالية، بحسب التقرير.
وكان دعم المساهمين عاملاً رئيسياً، مع توزيع أرباح أقل من 50% عموماً، مما يسمح للبنوك بالاحتفاظ بالأرباح واستقرار مراكزها الرأسمالية.
وتظل جودة رأس المال قوية، مع الاعتماد المحدود على الأدوات الهجينة. ومع ذلك، تتوقع ستاندرد آند بورز جلوبال زيادة في الإصدارات الهجينة من قبل بنوك دول مجلس التعاون الخليجي خلال الفترة 2025-2026، حيث تسعى المؤسسات إلى الاستفادة من أسعار الفائدة المنخفضة ومعالجة تواريخ الاستدعاء الأولى للأدوات الصادرة سابقًا.
وأضاف التقرير أن “البنوك الخليجية ممولة بشكل رئيسي من الودائع المحلية، والتي أثبتت استقرارها خلال فترات من الضغوط الخفيفة، مثل جائحة كوفيد-19 وحالات سابقة من المخاطر الجيوسياسية”.
كما سلطت الضوء على المخاطر المحتملة الناجمة عن الصراعات الإقليمية المستمرة.
أجرت شركة ستاندرد آند بورز جلوبال اختبارات ضغط على البنوك في دول مجلس التعاون الخليجي، وتحليل السيناريوهات التي تتراوح من التصعيدات الجيوسياسية المتواضعة إلى الشديدة.
وفي الحالات الشديدة، التي تنطوي على صراع إقليمي أوسع نطاقا واضطرابات في طرق التجارة، قد يمتد التأثير إلى أسعار الطاقة والاستقرار الاقتصادي الكلي، مما يؤثر على مقاييس الائتمان للقطاعين السيادي والمصرفي.
وقالت وكالة ستاندرد آند بورز جلوبال إنه على الرغم من هذه التحديات، فإن الكفاءة القوية للقطاع المصرفي في دول مجلس التعاون الخليجي، مدفوعة بتكاليف العمالة المنخفضة والتحول الرقمي المتزايد، توفر أساسًا قويًا للنمو المستمر والمرونة حتى عام 2025.