أخبار عامةسياحة و سفر

السياحة العالمية تستعيد نشاطها ومنطقة الخليج العربي في الصدارة

من المتوقع أن يصل عدد السياح الدوليين إلى 1.5 مليار سائح في عام 2024، متجاوزاً مستويات ما قبل جائحة كورونا، وذلك وفقاً لتقرير السفر العالمي WTM الذي تم تقديمه خلال فعالية “سوق السفر العالمية” WTM في لندن.

وأشار تقرير السفر العالمي 2024 إلى أن السنوات التي تلت الوباء شهدت ظاهرة تُعرف بـ “السفر الانتقامي”، حيث يسعى المسافرون لتعويض الوقت الضائع نتيجة الإغلاقات التي فرضها الوباء. وقد اعتُبر عام 2023 عام التعافي، بينما يُتوقع أن يكون عام 2024 عام النمو، وفقاً للتقرير.

كما يُتوقع أن يشهد معرض “سوق السفر العالمية” في لندن توقيع صفقات تجارية تتجاوز قيمتها 2.2 مليار جنيه إسترليني (حوالي 2.8 مليار دولار) خلال هذا الحدث.

يستعرض تقرير السفر العالمي لعام 2024، الذي تم إعداده بالتعاون مع “توريزيم إيكونوميكس“، بيانات من أكثر من 185 دولة، مما يوفر رؤى حول اتجاهات السياحة.

ويتوقع التقرير أن يرتفع عدد السياح الوافدين بنسبة تتجاوز 30% بحلول عام 2030، ليصل إلى ملياري سائح، مدفوعاً بنمو الأسواق الخارجية الناشئة. كما يُتوقع أن يتجاوز الإنفاق العالمي على السياحة الترفيهية 5.5 تريليون دولار في عام 2024، بزيادة قدرها 24% مقارنة بعام 2019.

افاد ديف جودجر، المدير الإداري لاقتصاديات السياحة في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، خلال إطلاق تقرير السفر العالمي لعام 2024، بأننا ندخل مرحلة جديدة تتمثل في النمو، حيث عدنا إلى مستويات عام 2019. وأوضح أن هذه المستويات تحققت بعد سنوات من النمو، بينما سيحدد عام 2024 معياراً جديداً ومستوى قياسياً مختلفاً.

وأشار التقرير إلى أن الأهم هو أن المستهلكين يبدو أنهم يفضلون السفر، حيث يمثل جزءاً أكبر من إنفاقهم في الاقتصادات المتقدمة الكبرى مقارنةً بالعقد الماضي قبل الجائحة. ولفت إلى أن الإنفاق على السفر أصبح يشكل الآن نسبة أكبر من الإنفاق الاستهلاكي في هذه الاقتصادات، حيث يصل إلى 8.8% في عام 2024، مقارنة بمتوسط 8.2% بين عامي 2010 و2019. حتى في مناطق مثل آسيا والمحيط الهادئ، حيث كان التعافي أبطأ، فإن الإنفاق على السفر يشهد انتعاشاً ملحوظاً.

تزايد عدد الزوار الدوليين إلى منطقة الشرق الأوسط

أفاد التقرير بأن عدد الزوار الدوليين إلى الشرق الأوسط قد تضاعف خلال خمس سنوات فقط، مشيراً إلى أن السياحة في المنطقة تتصدرها دول مجلس التعاون الخليجي.

وبحسب التقرير، لم تعد دول الخليج مجرد وجهات سياحية قوية، بل أصبحت أيضاً مصدراً للسياح، حيث أصبح السفر بين دول مجلس التعاون الخليجي أكثر شيوعاً، مما يعكس هذا الاتجاه المتزايد في التنقل داخل هذه الدول.

قال جودجر: “لقد شهدنا زيادة في حركة السفر عبر الحدود داخل دول مجلس التعاون الخليجي خلال العامين الماضيين”.

ومع ذلك، يشير التقرير إلى أن منطقة الشرق الأوسط بشكل عام “تواجه مستوى عالٍ من عدم اليقين نتيجة العواقب المباشرة وغير المباشرة للصراعات المستمرة وعدم الاستقرار”.

وفي مؤتمر سوق السفر العالمي في لندن، أضاف جودجر أنه رغم استمرار “النقاط الساخنة الجيوسياسية العالمية”، فإن أساليب التقرير وتوقعاته تشير إلى إمكانية حلها في النهاية، لكنها لن تختفي بشكل مفاجئ.

كما أشار إلى أنه “لا نتوقع أي تصعيد كبير، لذا لا نتوقع حدوث حروب إقليمية كبيرة، وهذا ليس شيئاً نرغب في تضمينه في توقعاتنا”.

ووفقاً للتقرير، ستكون الصين المحرك للنمو في عدد من الأسواق السياحية، بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط على نطاق أوسع، وفي الوقت الحالي، لا تزال الرحلات الخارجية من الصين أقل من مستويات عام 2019، لكن مع تعافي الصين اقتصادياً وانضمام المزيد من الأسر إلى الطبقة المتوسطة، من المتوقع أن تنطلق الرحلات الخارجية.

ومن المتوقع أن ترتفع أعداد المسافرين الصينيين إلى الخارج 80 في المئة بحلول عام 2030، في حين سيتضاعف عدد المسافرين الهنود إلى الخارج.

وبحسب بيانات “فيزيت بريتين” VisitBritain، ينفق المندوبون الدوليون الذين يزورون يريطانيا لحضور معرض تجاري في المتوسط ​​352 جنيهاً استرلينياً (455 دولاراً) يومياً

المعرض يعزز الاقتصاد في لندن

وفقًا لبيانات “فيزيت بريتين” VisitBritain، ينفق المندوبون الدوليون الذين يزورون بريطانيا لحضور المعارض التجارية حوالي 352 جنيهاً استرلينياً (455 دولاراً) يومياً في المتوسط.

وفي تقرير حديث صادر عن شركة “ديلويت”، تم الإشارة إلى أنه مقابل كل 1000 جنيه استرليني (1.2 ألف دولار) تُنفق، يتم توليد 1800 جنيه استرليني (2.3 ألف دولار) إضافية في القيمة الإجمالية للسياحة المباشرة، مما يعني أن الاقتصاد في لندن يمكن أن يستفيد بمقدار 200 مليون جنيه استرليني (258.5 مليون دولار) خلال أسبوع واحد.

من المقرر أن يستقطب المعرض، الذي سيقام في إكسيل لندن من الخامس إلى السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، أكثر من 40 ألف متخصص في مجال السفر في دورته الرابعة والأربعين.

شهد المعرض في دورته الحالية زيادة بنسبة 7% في عدد العارضين هذا العام، حيث يشارك أكثر من 4000 جهة من هيئات السياحة العالمية وأصحاب الفنادق وخدمات النقل والعلامات التجارية التكنولوجية والجمعيات والخبراء، وذلك في قاعات إكسل لندن على مدار ثلاثة أيام.

ويُقدّر أن 82% من الحضور هم زوار دوليون ينفقون أموالهم على النقل والإقامة والترفيه خلال فترة وجودهم في المدينة. كما يقضي 40% من الزوار ثلاثة أيام في لندن لحضور الحدث، بينما يقضي 33% سبعة أيام على الأقل، ويقيم 9% من الزوار الدوليين في العاصمة لمدة تسعة أيام أو أكثر.

السياحة المتجددة

تستضيف “سوق السفر العالمية” في لندن أكثر من 60 جلسة مؤتمرية تجمع بين كبار الخبراء والوزراء، حيث ستتضمن المناقشات مواضيع مثيرة تتعلق بالسياحة المتجددة والتقنيات التحويلية.

كما يتضمن المعرض جلسات تناقش مواضيع متنوعة مثل التنوع والمساواة وإمكانية الوصول والإدماج (DEAI)، والاقتصاد الجغرافي، والتسويق، والاستدامة، واتجاهات السفر، والتكنولوجيا.

ستتناول قمة الاستدامة لهذا العام موضوع السياحة المتجددة، حيث سيتم استعراض التحولات النموذجية والمبادئ الأساسية المتعلقة بها، بالإضافة إلى تسليط الضوء على دراسات الحالة الناجحة. كما ستوفر القمة استراتيجيات عملية لدمج هذه المفاهيم في ممارسات السياحة.

وفي يوم الخميس، سيقام معرض قمة التسويق الذي يركز على تطور تسويق السفر في العصر الرقمي. ستتناول الجلسات كيفية تأثير الأدوات الرقمية على تقنيات التسويق وأهمية سرد القصص خلال رحلة المسافر. وسيتبع مسار التسويق تنظيم غداء خاص بالمؤثرين، مما يتيح لمنشئي المحتوى فرصة للتواصل مع زملائهم والعارضين الذين يسعون إلى شراكات مثيرة.

السعودية تتجاوز المعدلات


احتلت السعودية المرتبة الخامسة في التصنيف العالمي للوافدين الدوليين لعام 2023، وفقًا لتقرير اتجاهات السفر العالمية. وقد عادت أعداد الزوار الوافدين إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا، مدعومة بالحجاج، والاستثمار في تسويق المملكة كوجهة سياحية، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لتنويع الاقتصاد، كما أفادت منصة “ذا ناشيونال”.

وسجلت المملكة زيادة بنسبة 156% في عدد السياح الوافدين العام الماضي مقارنة بعام 2019، في ظل تعافي قطاع السياحة بعد الوباء، وذلك حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية نقلاً عن تقرير منظمة السياحة العالمية.

اعلنت وزارة السياحة السعودية في وقت سابق أن إجمالي عدد السياح وصل إلى 53.6 مليون سائح في النصف الأول من عام 2023. وقد بلغ عدد السياح الوافدين 14.6 مليون سائح، بينما وصل عدد السياح المحليين إلى 39 مليون سائح.

كما سجل إجمالي الإنفاق السياحي 150 مليار ريال سعودي، حيث حققت السياحة الوافدة إيرادات بلغت 86.9 مليار ريال، في حين بلغت إيرادات السياحة المحلية 63.1 مليار ريال خلال نفس الفترة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى