سارعت شركة بوسطن ديناميكس، المعروفة بتطوير الروبوتات، إلى نشر مقاطع فيديو يبدو أنها ترد على تصريحات الملياردير إيلون ماسك. فقد ظهر ماسك في مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” في الرياض، حيث قال قبل يومين إنه بحلول عام 2040، سيكون هناك ما لا يقل عن عشرة مليارات روبوت بشري الشكل، بأسعار تتراوح بين 20 ألف و25 ألف دولار لكل روبوت.
جاء ذلك بعد تصريحات جريئة من ماسك في المؤتمر، حيث أشاد بنمو الذكاء الاصطناعي في السنوات المقبلة. وفي صباح يوم الأربعاء، نشرت شركة بوسطن ديناميكس، التي كانت رائدة في عرض مقاطع فيديو للروبوتات، مقطع فيديو على يوتيوب يظهر روبوتها وهو يقوم بمهام نموذجية في المستودعات،
مشابهة لتلك التي يؤديها العمال في مراكز توزيع أمازون. وتدعي الشركة أن روبوتها يعمل بشكل مستقل تمامًا، على عكس الروبوت الذي عرضه ماسك في وقت سابق من الشهر، والذي تبين أنه يتلقى أوامر تشغيل عن بُعد.
بوسطن دايناميكس تشعل المنافسة
ربما تكون نار الغيرة قد اشتعلت لدى شركة بوسطن ديناميكس بسبب روبوت أوبتيموس الذي أطلقته شركة ماسك، وذلك خلال الحدث الاستثماري الذي أقيم في المملكة العربية السعودية يوم الثلاثاء. حيث عرضت بوسطن ديناميكس فيديو يوضح كيف يقوم روبوت أطلس بنقل أغطية المحرك بشكل مستقل بين حاويات الموردين وعربة النقل المتحركة. يعتمد أطلس على نموذج رؤية التعلم الآلي (ML) للتعرف على مكونات البيئة والصناديق الفردية وتحديد مواقعها،
ويستخدم آلية إمساك محددة لتقدير حالة الأشياء التي يتعامل معها أثناء أداء المهمة. لا توجد حركات أو مهام يتم التحكم فيها عن بُعد؛ بل تُنفذ جميع الحركات بشكل مستقل عبر الإنترنت. ويبدو أن الروبوت قادر على اكتشاف التغيرات في البيئة والتفاعل معها أو التعامل مع حالات توقف العمل، وذلك باستخدام مزيج من أجهزة الاستشعار البصرية وأجهزة استشعار القوة والحس العميق.
تجدر الإشارة إلى أن شركة هيونداي للسيارات قامت بشراء شركة بوسطن دينامكس المتخصصة في الروبوتات من مجموعة سوفت بنك في عام 2020، وذلك في إطار جهودها لتطوير تقنيات السيارات ذاتية القيادة. تُعرف بوسطن دينامكس بتقنياتها المتقدمة في مجال الروبوتات، لكنها لم تكن تحقق أرباحًا من مبيعات روبوتاتها مثل روبوت “سبوت”، الذي يشبه الكلب ويتميز بقدرته على المناورة،
وقد تم الكشف عنه في عام 2015. يُعتبر “سبوت” روبوتًا رباعي الأرجل قادرًا على الركض وصعود السلالم وفتح الأبواب. كما قدمت بوسطن دينامكس روبوت “أطلس” الذي يتمتع بملامح بشرية، بالإضافة إلى روبوت محمول يشبه الطيور مصمم لأغراض الخدمات اللوجستية.
انفصلت بوسطن دينامكس عن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في عام 1992، ثم استحوذت عليها شركة غوغل في عام 2014، قبل أن تُباع لمجموعة سوفت بنك في عام 2017. تُعتبر بوسطن دينامكس واحدة من الشركات الرائدة عالميًا في مجال تطوير الروبوتات، وقد أسسها مارك رايبرت، أحد أبرز رواد هذا المجال، في عام 1992.
وقد ابتكر تكنولوجيا التوازن الديناميكي التي تعتمد عليها جميع روبوتات الشركة، مما يمنحها القدرة على التوازن والحركة، حيث تتحرك معظم روبوتاتها على ساقين أو أربعة، وتستطيع التحرك بسرعة عند الانزلاق أو التكيف مع الظروف المحيطة بها.
