سياحة تكسياحة و سفرعقارات

الوجهة السعودية: نهضة سياحية مدعومة بشعبها 

في قلب المملكة العربية السعودية، تتجلى عملية تحول استثنائية تركز على تنمية شعبها وتعزيز اقتصادها في آن واحد.

بدعم من رؤية 2030، التي تمثل الخطة الاستراتيجية للمملكة نحو التنمية الوطنية من خلال التنويع الاقتصادي وتمكين المواطنين وجذب المستثمرين، تضع المملكة الأسس اللازمة لتحقيق مكانة رائدة في المجتمع العالمي. ومن خلال هذه الرؤية، تسعى المملكة العربية السعودية إلى أن تصبح قوة بارزة في مجال السياحة.

تشهد المملكة تحولًا سريعًا نحو أن تصبح قوة هائلة، حيث تعكس النتائج الفخر والوضوح، سواء من حيث الكم أو النوع.

في عام 2023، حققت المملكة العربية السعودية ما اعتبره الكثيرون مستحيلاً: تجاوزت هدفها لعام 2030 المتمثل في استقبال 100 مليون سائح قبل سبع سنوات من الموعد المحدد.

كان هذا الأداء المذهل مدفوعًا باستثمارات غير مسبوقة في المشاريع الكبرى التي تحدد الوجهات، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية للسفر، وتحديث سياسات التأشيرات، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية، وتنفيذ جهود ترويجية عالمية.

الآن، مع الهدف الجديد المتمثل في استقطاب 150 مليون سائح بحلول نهاية العقد، فإن المملكة العربية السعودية ليست فقط مفتوحة للأعمال، بل تقدم أيضًا دعوة حارة للزوار من جميع أنحاء المملكة والمنطقة والعالم.

ومع ذلك، فإن النمو من أجل النمو، والقيادة لمجرد القيادة، ليست الدوافع وراء طموحات المملكة العربية السعودية في مجال السياحة. إذا كان العالم ينظر إلى المملكة العربية السعودية فقط كوجهة سياحية، فسوف يفوته الهدف الحقيقي للقطاع ورؤية 2030.

تتحدث هذه الرؤية عن المملكة العربية السعودية كشعب ومجتمع وطني يتمتع بالثقة والشجاعة والإبداع، مع شعور عميق بالوحدة، بينما يحتضن مستقبلاً مليئًا بالإمكانات. وهي تدعو جميع السعوديين للمشاركة في الترحيب بالزوار إلى المكان الذي يفتخرون بتسميته “الوطن”.

جلى هذا التفويض المستند إلى قوة الشعب في “أكاديمية العلا”، الواقعة في شمال غرب المملكة العربية السعودية. تُعتبر العلا منذ زمن بعيد ملتقى للتجارة والثقافة والتاريخ والإمكانات.

تتميز العلا بواحة ساحرة تمتد على مساحة 22 ألف كيلومتر مربع، حيث تضم مقابر نبطية قديمة، بما في ذلك تلك المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، إلى جانب تشكيلات صخرية رائعة ووديان خصبة. كما تحتضن مجتمعًا نابضًا يضم أكثر من 60 ألف نسمة.

تحت إشراف الهيئة الملكية لمحافظة العلا وضمن رؤية 2030، تشهد العلا تطورًا ملحوظًا لتصبح وجهة سياحية عالمية. تم تصميم كل مشروع وشراكة ومبدأ مرتبط بهذه الوجهة بهدف الحفاظ على التوازن المثالي بين الثقافة والمجتمع وحماية البيئة.

أسست أكاديمية العلا في عام 2024 كأحد المراكز العالمية الرائدة في مجال التدريب المهني، حيث تركز على تقديم تجربة فريدة للزوار. تعكس الأكاديمية “طريقة العلا” وتعزز ثقافة الخدمة الرفيعة التي تم تطويرها بالتعاون مع سكان العلا ومن أجلهم.

تعتبر أكاديمية العلا أكثر من مجرد مركز تدريبي رقمي داخل الحرم الجامعي، بل هي تجسيد للالتزام تجاه الشعب السعودي. فهي تضمن مشاركتهم الفعالة في جهود المملكة نحو تحقيق التميز في السياحة العالمية، وتعزز ثقافة الخدمة التي تعكس القيم والتطلعات السعودية.

من خلال برامج مثل أكاديمية العلا ومبادرات أخرى تقودها وزارة السياحة، تسعى المملكة العربية السعودية إلى خلق فرص عمل جديدة وتعزيز ثقافة التميز في مجال الضيافة. وتستند هذه الثقافة إلى قيم الكرم والاحترام والدفء، التي تشكل جزءًا أساسيًا من التقاليد السعودية والعربية.

ومن خلال القيام بذلك، تعمل المملكة على إرساء معيار جديد للتميز في تجربة الوجهة السياحية وتوفير نموذج لكيفية مساهمة السياحة في تعزيز الحفاظ على الثقافة والفخر الوطني. 

في عالم ما بعد الجائحة، حيث يدرك كل من الزوار والمضيفين أهمية السياحة في حماية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية والحفاظ عليها وتعزيزها، تقود المملكة العربية السعودية نهجًا جديدًا للسياحة المستدامة. ومن خلال وضع رأس المال البشري في قلب التميز في التجربة، تثبت المملكة أن الرؤية – والشعور – هو التصديق. 

إن ربط الناس بالاستراتيجية الوطنية والصناعة والهوية والإمكانات هو أحد الجوانب الأكثر بروزًا ومثالية في إرث رؤية 2030: أمة مزدهرة يقودها موردها الأكثر قيمة وأهمية – شعبها. 

#الكوليرا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى