تقنيات البناء الحديثة ودورها في إثراء القطاع العقاري
كان لإطلاق مبادرة تحفيز تقنية البناء كجزء من منظومة الإسكان، دورا مهما في دعم عملية التحول من البناء التقليدي إلى البناء الحدیث. وساهمت المبادرة في تحفيز الاستثمار في التقنيات المتطورة بما يواكب التطور الصناعي، مع ضمان الجودة وخفض التكلفة، بما يمنح المملكة الريادة الإقليمية في هذا المجال. وجاء إطلاق المبادرة بإشراف برنامجي الإسكان وتطوير الصناعة الوطنية والدعم اللوجستي، وبدعم من خطة تحفيز القطاع الخاص، للتأكيد على ما قدمته رؤية المملكة 2030 من إسهام للقطاع العقاري والمطوريين العقاريين بما يرفع جودة الحياة للأسر السعودية.
كما كان لوزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان دور حاسم في إنجاح المبادرة، من خلال التنظيمات والإجراءات التي استحدثتها في القطاع بما يحفظ حقوق المستفيدين ويرفع من كفاءة المطورين. كل ذلك أدى في النهاية إلى تمكين المواطن من إيجاد مسكن يلبي التطلعات في وقت قياسي ذو جودة عالية وتكلفة تنافسية، بما يحقق مستهدفات رؤية 2030 لرفع نسبة تملك الأسر للمسكن.
أساليب البناء الحديث
تضم أساليب البناء الحديث (MMC) الأساليب الجديدة والمحسنة لأداء عملية البناء التي يؤدي استخدامها إلى نتائج ذات جودة عالية مع توفير كبير في الوقت المستخدم للبناء. تساهم أساليب البناء الحديث في توفير التكلفة الكلية للمشروعات، بالإضافة إلى دورها فى تحسين العرض والطلب الخاص بتقنيات البناء الحديث في المملكة.
ومن أساليب البناء المستقبلية بعض المنهجيات المستقبلية التي لم يتم تبنيها بشكل كامل على المكستويين الدولي والإقليمي. لهذا، كانت أحد المستهدفات من مبادرة تحفيز اساليب البناء هو دعم مزودي أساليب البناء المستقبلية من أجل توطين هذه التقنيات في المملكة.
تركز مبادرة تحفيز أساليب البناء في المملكة على ثمانية من اساليب البناء، تضم: أساليب الطباعة ثلاثية الابعاد، والبناء الجاهز المتقدم، والروبوتات، والأجهزة الذكية، والطائرات بدون طيار، والمواد المتطورة، والبرامج المتقدمة، وحلول الطاقة المستدامة. ويأتي حرص حكومة المملكة على اعتماد الأساليب الحديثة كعامل رئيس في تطوير القطاع العقاري والسكني، نظرا لما توفره هذه الأساليب من وقت في الإنشاءات وخفض لمستويات التكلفة ورفع لمعدلات الجودة.
الجدوى الاقتصادية
لعبت حالة الانتعاش والازدهار التي يمر بها قطاع التطوير العقاري دورا في ظهور صناعات حديثة مرتبطة به، يقدرها بعض الخبراء بنحو 30 صناعة. وكان في صدارة تلك الصناعات تقنيات البناء الحديثة التي أثبتت كفاءتها خلال تداعيات جائحة كورونا (كوفيد 19). ظهرت جدوى وقيمة هذه التقنيات من خلال المباني الذكية التي تنتجها مصانع تقنيات البناء الحديثة، وهو ما مثّل عاملا لجذب الاستثمار بالصناعة. ومع تميز صناعة هذه التقنيات بقلة الأيدي العاملة وارتفاع نسبة التوطين في البناء والتشييد وتوفيرها للطاقة والمياه، شهدت إقبالا كبيرا لما قدمته من امتيازات يهتم بها الفنيين والمهنيين السعوديين.
وانطلاقا من كون المملكة أحد أضخم الأسواق التي توفر بيئة خصبة للاستثمار، تم التخطيط لقطاع الإسكان السعودي ليصبح أحد أكبر عوامل تحفيز وجذب المستثمرين المحليين والإقليميين والدوليين لتوطين صناعة الأساليب والتقنيات الحديثة في البناء في المملكة. ولم تدخر وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان جهدا في دعمها للمطورين العقاريين لوتحفيزهم لتبني تقنيات البناء الحديثة، وكذلك تقديم الدعم إلى مقاولي هذه التقنيات الحديثة وتطوير قدراتهم.
وخلال السنوات الأخيرة، تصاعدت أهمية وجدوى تقنيات البناء الحديثة في القطاع العقاري والاقتصاد ككل، وأصبحت أحد عوامل النمو الاقتصادي رغم الحداثة النسبية لها. ويمكن القول إن تزايد أهميتها كان سببا في إقبال المستثمرين عليها باعتبارها من الفرص والتطلعات الجيدة لتحقيق الريادة في عالم المال والأعمال. الإقبال على تقنيات البناء الحديث لم يكن حكرا على المستمرين ورجال الأعمال فقط، إذ أنها اكتسبت شعبية تتزايد يوميا بين المواطنين، خاصة أن هذه التقنيات تزييد من عمر المباني إلى 100 سنة وفقا لآراء المتخصصين.
كما تلعب تقنيات البناء الحديث دورا كبيرا في توطين سوق البناء والمقاولات، لاسيما أن غالبية العاملين في هذه التقنيات سعوديون، على العكس من أساليب البناء التقليدي التي يصعب سعودتها بشكا كامل خاصة العمالة اليدوية. وتمثل مبادرة تحفيز تقنيات البناء الحديث خطوة مهمة في ربط أطراف العلاقة بشكل يسهم في توفير الحلول وإنتاج الأفكار وابتكار التنقيات مع تذليل العقبات التنظيمية والتمويلية والتسويقية.
الوطنية للإسكان وتقنيات البناء
بوصفها الذراع الاستثمارية لمبادرات وبرامج وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، تُسخّر NHC الوطنية للإسكان كافة مواردها للاستثمار في المبادرات والبرامج التي تُقدّم حلولًا سكنية وتمويلية لقطاع التطوير العقاري المحلي، في سبيل بناء بيئة سكنية ملائمة للمواطنين بمواصفات وجودة تصل إلى المستهدف الأساسي لرؤية المملكة 2030 برفع معايير جودة الحياة ورضا المستفيدين.
وتعد تقنيات البناء الحديث من أبرز الخدمات والحلول التشغيلية لبرامج ومبادرات تنظيم الإسكان التي تقدمها الشركة، وتستخدمها في مشروعتها السكنية. ففي ضاحية الجوان بالعاصمة الرياض، أكبر الضواحي السكنية في المملكة، تطبيق الوطنية للإسكان تقنيات البناء الحديث في 8 مشاريع. وتضم تقنيات البناء الحديث التي تسخدمها الشركة في هذه المشاريع تقنية الوحدات الخرسانية الجاهزة، وتقنية الخرسانة مسبقة الصنع المعزولة، وتقنية الخرسانة الخلوية خفيفة الوزن، وتقنية القوالب الخرسانية المعزولة، وتقنية الوحدات الجاهزة من الحديد الخفيف، وتقنية الهياكل الحديدية الخفيفة، وتقنية القوالب النفقية.
ويهدف تطبيق الأساليب الحديثة للبناء في مشاريع الوطنية للإسكان إلى تبني أفضل الممارسات العالمية وتحسين وتسريع طرق البناء، نظرا لما تمتاز به تلك التقنيات من توفير نحو 30% من التكلفة النهائية للبناء. كما تساهم تلك التقنيات في إنجاز البناء بسرعة تعادل ثلاثة أضعاف الطرق التقليدية، وتحسين جودة الحياة عبر توفير معايير السلامة والبيئة للمستفيد النهائي. وتتميز هذه التقنيات أيضا بتخفيض تكاليف الوحدات وتكاليف الصيانة والطاقة، بتوفير ما يصل إلى 40% من الفواتير لوجود العزل.