أخبار عامة

الرئيس التنفيذي لشركة “مطارات” يفتتح النسخة الرابعة من منتدى المطارات العالمي (GAF)  في الرياض بزخم من الفعاليات والابتكارات

  • 44متحدثاً يناقشون قضايا الطيران العالمية ضمن مؤتمر (GAIC)
  • إقبال جماهيري كبير على مركز ابتكار المطارات ومسار الابتكار
  • عروض لمعدات الخدمات الأرضية المستقبلية ومنصة الشركات الناشئة تتصدر الاهتمام
  • شركات سعودية توقّع مذكرة تفاهم لتصنيع معدات مناولة وقود الطيران
  • شركة تطوير التقنية للمقاولات (TDC)ومجموعة بينونة الغربية (WBG) تتعاونان في مشاريع مختارة داخل المملكة
  • المملكة تمضي بثبات نحو أن تكون أفضل مركز عالمي للطيران

في مشهد يعكس التحول المتسارع الذي يشهده قطاع الطيران في المملكة العربية السعودية، افتتح المهندس رائد بن حسن الإدريسي، الرئيس التنفيذي لشركة مطارات القابضة “مطارات”، اليوم أعمال النسخة الرابعة من منتدى المطارات العالمي في العاصمة الرياض، وسط حضور واسع من قادة صناعة الطيران وصناع القرار والخبراء من مختلف دول العالم. تدير “مطارات” أكثر من 27 مطاراً دولياً ومحلياً في أنحاء المملكة، وتقود جهوداً طموحة لتحويلها إلى مراكز عالمية ترتقي بالطاقة الاستيعابية والكفاءة التشغيلية وتجربة المسافرين.

يأتي المنتدى، الذي يستمر يومين، في توقيت يشهد فيه قطاع المطارات في المملكة نقلة نوعية، مع تسارع تبني الأدوات الرقمية والحلول الذكية لتجربة سفر شخصية ومتقدمة تواكب تطلعات المسافرين ومعايير الصناعة الحديثة. استضاف مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض أربع قاعات عرض رئيسية، بمشاركة أكثر من 300 جهة عارضة من أكثر من 50 دولة، ما يؤكد المكانة المتنامية للمنتدى كمنصة أعمال دولية متخصصة في صناعة المطارات.

خلال جولته في أروقة المنتدى برفقة عدد من كبار المسؤولين والضيوف الدوليين، اطلع رائد حسن الإدريسي الرئيس التنفيذي لـ”مطارات” على أبرز الإضافات التي شهدتها هذه النسخة، وفي مقدمتها مركز ابتكار المطارات، ومسار ابتكار المطارات، ومنطقة عرض معدات الخدمات الأرضية المستقبلية، إلى جانب منصة الشركات الناشئة، التي تحولت إلى نقطة جذب رئيسية بفضل ما قدمته من حلول وأفكار واعدة.

في كلمته الافتتاحية ضمن مؤتمر قضايا الطيران العالمي، الذي يناقش آفاق نمو قطاع الطيران وإمكانات توسعه في أكبر دول شبه الجزيرة العربية، أوضح الإدريسي أن مطارات المملكة تعاملت خلال عام 2025 مع نحو 140 مليون مسافر، مستفيدة من مشاريع التوسعة والتطوير التي تُنفذ ضمن استثمارات تتجاوز 100 مليار دولار حتى عام 2030، بهدف تمكين المملكة من أن تصبح مركزاً عالمياً للطيران والخدمات اللوجستية.

كما أكد أن “مطارات” تعمل على قيادة عملية تطوير المطارات من خلال تبني نماذج رائدة لمشاركة القطاع الخاص واستقطاب الاستثمارات المحلية والدولية، بما يضمن تجربة عملاء استثنائية، وعمليات تشغيل عالية الكفاءة، وبنية تحتية مستدامة، وقيمة مضافة لكافة الشركاء، وقال في هذا السياق: “رؤيتنا واضحة تماماً، نحن عازمون على تحويل المطارات والارتقاء بها عبر قيادة خصخصة قطاع جديد مستدام ومزدهر. ملتزمون بالتطوير المتوازن لكافة أصولنا، والمملكة هي الأرض التي تزدهر فيها الفرص ويُكتب فيها النجاح”.

شهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر مشاركة عمر الحصري، رئيس الهيئة العامة للطيران المدني في سوريا، الذي استعرض ملامح مرحلة التعافي وإعادة إحياء البنية التحتية للطيران المدني في بلاده، مؤكداً أن الجهود الحالية لا تقتصر على إعادة البناء، بل تتجه نحو إنشاء منظومة طيران مبتكرة تتماشى مع المتغيرات العالمية وتلبي احتياجات المستقبل، مع العمل على إعادة مطاري دمشق وحلب إلى مكانتهما السابقة.

من جانبه، قدم المهندس أيمن عرب، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية القابضة للمطارات والملاحة الجوية، عرضاً حول التوسعات الكبرى التي يشهدها مطار القاهرة الدولي، مشيراً إلى مشروع مبنى الركاب الرابع الذي أُعلن عنه في أكتوبر 2025 باستثمارات تتجاوز 3.5 مليار دولار، لرفع الطاقة الاستيعابية إلى أكثر من 60 مليون مسافر سنوياً بدلاً من 28 مليون، بالاعتماد على التقنيات الذكية ومدرج جديد وعناصر صديقة للبيئة، في خطوة تستهدف ترسيخ مكانة مصر كمركز إقليمي للطيران بحلول عام 2029.

كما أشار إلى أن مطارات مصر تعاملت في عام 2024 مع أكثر من 50 مليون مسافر، مدفوعة بتعافي السياحة وتحديث البنية التحتية، في إطار هدف وطني لاستقطاب 30 مليون سائح بحلول عام 2030.

وفيما يتعلق  بمحور تنمية الكفاءات البشرية، استعرض الدكتور بدر العايدي، رئيس قسم الطيران في جامعة الأمير سلطان، دور الجامعة بوصفها إحدى أول المؤسسات القليلة في المملكة التي تقدم برنامجاً لإدارة الطيران منذ عام 2014، مؤكداً أن استراتيجية الطيران السعودية لا تقوم فقط على بنية تحتية عالمية المستوى، بل تستند أيضاً إلى رأس مال بشري مؤهل وقادر على قيادة التحول، وقال: “إن استراتيجية الطيران في المملكة تُبنى على بنية تحتية عالمية ورأس مال بشري لا يقل عنها عالمية”.

كانت هبة جودة، نائب الرئيس للعمليات العالمية في الرابطة الأمريكية لمديري المطارات، أوضحت في وقت سابق أسباب اختيار الرياض لاستضافة مؤتمر قضايا الطيران العالمي بالتعاون مع شركة Niche Ideas، الجهة المنظمة لمنتدى المطارات العالمي. شهد اليوم الأول توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين شركات مشاركة، من أبرزها اتفاق بين الشركة العربية لتجارة المواد البترولية (أبسكو(، وشركةRefuel International  الأسترالية، وشركة ساماكو للسيارات، لدراسة تصنيع معدات متقدمة لمناولة وتزويد وقود الطيران داخل المملكة.

يأتي هذا التوجه في إطار التزام المملكة بتعزيز استخدام وقود الطيران المستدام ضمن استراتيجيتها البيئية الشاملة، حيث تستثمر شركات الطيران السعودية، ومنها الخطوط السعودية وطيران الرياض وطيران أديل وطيران ناس، في أساطيل حديثة أكثر كفاءة في استهلاك الوقود.

كما طُبّقت في عام 2023 لوائح تُلزم شركات الطيران المحلية بخلط ما لا يقل عن 10 في المئة من الوقود المتجدد ضمن استهلاكها الكلي، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية 2030 لتنويع مصادر الطاقة وخفض الانبعاثات.

في ظل هذا التحول، يتجه سوق وقود الطيران في المملكة بشكل متزايد نحو الوقود المستدام، مع استمرار الاعتماد على الوقود التقليدي في المرحلة الحالية. تلعب شركات محلية مثل (أبسكو) دوراً محورياً في إدارة البنية التحتية القائمة، فيما تسهم جهود التصنيع المحلي والتقنيات الجديدة في تقليص الاعتماد على الاستيراد وخفض التكاليف.

تشير التوقعات إلى أن حجم سوق وقود الطيران في المملكة سيتجاوز 2.25 مليار دولار بحلول عام 2029، مدفوعاً بالنمو المتسارع للقطاع، في وقت تعمل فيه شركات الطيران السعودية على الوصول بأساطيلها إلى نحو 381 طائرة تجارية بحلول عام 2030.

في سياق متصل، وقّعت شركة تطوير التقنية للمقاولات ومجموعة بينونة الغربية اتفاقية تعاوناً لتنفيذ مشاريع مختارة داخل المملكة، في شراكة تجمع بين المعرفة العميقة بالسوق المحلي والخبرة الإقليمية، وتهدف إلى تنفيذ مشاريع عالية الجودة والكفاءة والاستدامة، تسهم في تطوير البنية التحتية ودعم النمو الاقتصادي للمملكة.

بهذا الزخم من الشراكات والحوارات والطموحات، يواصل منتدى المطارات العالمي ترسيخ مكانته كمنصة دولية تعكس التحول الشامل الذي يشهده قطاع الطيران في المملكة، ويؤكد دوره المتنامي في رسم ملامح مستقبل الصناعة إقليمياً وعالمياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى