بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا يواصل فعالياته في يومه الثاني مع أكبر مسابقة عالمية للأمن السيبراني
الرياض تقود الحوار العالمي حول الأمن السيبراني من خلال ابتكارات نوعية، ومحاكاة عملية، واختبارات عالية المستوى في Black Hat MEA
شهد Black Hat MEAفي يومه الثاني زخماً كبيراً، حيث اجتمع عدد من أبرز الخبراء في الأمن السيبراني في الرياض لمناقشة القضايا الجوهرية التي ستشكل ملامح عام 2026، بحضور آلاف الخبراء والمتخصصين لاستكشاف أحدث الاتجاهات في مجال الأمن السيبراني.
ويمثل المشاركون في هذه الدورة أكثر من 163 دولة، و500 علامة تجارية عالمية، و300 متحدث، حيث سجلت نسخة هذا العام زيادة في حجم المشاركات العالمية والتي بلغ قدرها 55% مقارنة بالعام الماضي، وهو ما يعزز مكانة المملكة العربية السعودية كمركز عالمي للابتكار والنمو في مجال الأمن السيبراني.
وتناولت الجلسات التنفيذية والعروض التخصصية والحوارات المعمقة أبرز التحديات الراهنة في اليوم الثاني من المؤتمر، توسع أسطح الهجمات بشكل متسارع، وتأثير أنظمة الذكاء الاصطناعي على دورة اتخاذ القرار، وتعقيدات سلاسل الإمداد، إضافة إلى الضغوط المتزايدة على طبقات الهوية الرقمية.
وقالت آن ماري زيتلموير من المعهد الوطني للأمن: “لقد شهدت الأنظمة التي ندافع عنها والسرعة التي نعمل بها تغييرات خلال العامين الماضيين تفوق ما حدث في العقدين السابقين، حيث انتقل الذكاء الاصطناعي من فكرة ناشئة إلى جزء أساسي من بنيتنا التحتية الحيوية”، وأضافت: ” Black Hat MEA ليس مجرد مؤتمر، بل هو ملتقى لأقوى العقول الاستراتيجية في العالم، وإذا كان هناك من يستطيع وضع أسس أمن الذكاء الاصطناعي المسؤول، فهو هذا المجتمع الذي يلتقي هنا في الرياض”.
واستخدم تشارلز فورت، المدير العام والرئيس التنفيذي لتقنية المعلومات في وزارة الدفاع البريطانية، تشبيه “ركوب موجة التسونامي الرقمي” لتوضيح مفهوم القيادة الفعالة في ظل توسع أسطح الهجمات بوتيرة أسرع من قدرة المدافعين على رسم خرائطها، وأكد أن “إتقان الرقمنة هو ما يحدد الفوز والخسارة، وأن هناك ثلاثة أولويات لأي استجابة منظمة وهي الانضباط في العمليات، والاستثمار الجديد في الدفاع في عصر الذكاء الاصطناعي، ومراقبة سلاسل الإمداد بنفس مستوى التدقيق الداخلي”.
كما تناولت إحدى الجلسات أثر الأمن السيبراني على المسار المهني، حيث قدم ديريك تشينغ، مدير أمن المعلومات في شركة «دليفرو»، نموذج نضج دور الـ CISO، موضحاً المعايير الحقيقية للقيادة الحديثة في الأمن السيبراني، وكيفية قياس التأثير وتوسيع الحوكمة والتحول من الدور الفني إلى صانع قرار مؤثر على مستوى مجالس الإدارة.
وشهد اليوم الثاني واحدة من أبرز المحاكاة العملية بعنوان «خداع السفن»، حيث تم استعراض كيفية التلاعب بأنظمة الملاحة في السفن الحديثة عبر بيانات فاسدة، وكيف يمكن لإشارة واحدة أن تعيد توجيه المسار أو تعطل الأنظمة الحيوية. وخلال التجربة، شاهد المشاركون السفن وهي تنحرف عن مسارها في الوقت الفعلي نتيجة إحداثيات مزيفة، مما كشف عن خطورة التهديدات التي تواجه قطاع النقل البحري والحاجة الملحة لتعزيز حمايته.
أما الحدث الأبرز فكان انطلاق أكبر مسابقة عالمية مسابقة “التقط العلم” (CTF) حيث يتنافس آلاف الخبراء في بطولة تستمر ثلاثة أيام لاختبار وصقل مهارات القرصنة الأخلاقية عبر تحديات تشمل الويب، الهندسة العكسية، التشفير، والتحليل الجنائي الرقمي، ومع اقتراب الجولة النهائية غداً، تصبح كل خطوة حاسمة في تحديد الفائزين.
وبالتوازي مع ذلك، تواصل بطولة مكافآت اكتشاف الثغرات (Bug Bounty Cup) جذب نخبة الباحثين للكشف عن الثغرات الأمنية في بيئات حية، حيث يتسابق المشاركون لاكتشاف الثغرات في دقائق معدودة، في منافسة ستحدد غداً أصحاب الاكتشافات الأهم والصدارة في هذا المجتمع السيبراني.
وقال ستيف دورنينغ، مدير مشروع Black hat MEA في تحالف: “أظهر اليوم الثاني مدى قوة التجارب العملية في المؤتمر، حيث يتم اختبار النظريات تحت ضغط الواقع، وتكتشف الفرق ما يصمد أمام الهجمات الحقيقية”، وأضافت أنابيل ماندر، نائب الرئيس التنفيذي في تحالف: “النقاشات هنا ليست نظرية، بل قرارات تؤثر على المرونة الوطنية والأمن العالمي، والرياض أصبحت منصة لتبادل الخبرات وبناء القدرات بوضوح وفعالية”.
وتختتم الفعاليات غداً مع مسابقة “التقط العلم” (CTF) في جولتها النهائية، والتي تختبر مهارات المشاركين في مواجهة التحديات السيبرانية، إلى جانب بطولة مكافآت اكتشاف الثغرات (Bug Bounty Cup) التي تمنح جوائز للباحثين الأمنيين عن اكتشافهم ثغرات برمجية لتحديد الفائزين وصياغة ملامح العام المقبل في مجال الأمن السيبراني.



