الصين والسعودية شراكة استراتيجية تقود نحو تنمية وفرص مشتركة

ستستضيف جنوب أفريقيا القمة العشرين لقادة مجموعة العشرين في جوهانسبرغ خلال الفترة من 22 إلى 23 نوفمبر 2025. ويحمل هذا العام موضوع القمة شعار “التضامن، المساواة، والاستدامة“ وتُعدّ المملكة العربية السعودية العضو العربي الوحيد في مجموعة العشرين، وقد تولّت رئاسة المجموعة عام 2020 وعقدت قمة عبر الفيديو آنذاك
إن تعزيز التنمية وتحقيق الازدهار يمثلان تطلعا مشتركا للمجتمع الدولي، كما أنهما قضية تواجهها دول العالم كافة. وينبغي أن يكون القرن الحادي والعشرون عصر نهوض الصين والدول العربية، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية.
ويمكن القول إن الهدف من التعاون الصيني-العربي هو التنمية المشتركة والازدهار المشترك ودفع جميع الدول نحو التحديث المشترك. ويمكن فهم ذلك بشكل أكثر تحديدا من خلال أربعة محاور.
أولا، تعزيز التنمية المدفوعة بالابتكار وتعزيز التنمية الخضراء.
فإن الصين تسرّع بناء نظام إيكولوجي ابتكاري منفتح يتمتع بقدرة تنافسية عالمية وتطور قوى إنتاجية جديدة النوعية تتلاءم مع الظروف المحلية، واستعداد الصين للعمل مع جميع الدول لتعزيز التعاون في الصناعات التقليدية والناشئة والمستقبلية وتحفيز زخم التنمية باستمرار ودفع عجلة التحول الأخضر ومنخفض الكربون للاقتصاد العالمي.
ثانيًا، التمسك بالانفتاح والتعاون وتعزيز المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجميع. ولطالما التزمت بالسياسة الوطنية الأساسية للانفتاح، إن الصين ليست مستفيدة من العولمة الاقتصادية فحسب، بل هي أيضا مساهمة فيها ومدافعة عنها ومشجعة لها.
واستعداد الصين للعمل مع جميع الدول لتعزيز مرونة وكفاءة وحيوية على نحو أكبر في سلاسل الصناعة والإمداد العالمية، وضخ المزيد من الثقة والطاقة الإيجابية في التعافي الاقتصادي العالمي والتنمية والازدهار العالميين.
ثالثا، تنمية تتمحور حول الشعب وتحقيق الازدهار المشترك، في الإشارة إلى أن الصين لطالما التزمت بفلسفة التنمية التي تتمحور حول الشعوب، وهي تعمل على تعزيز التنمية الشاملة للأفراد والازدهار المشترك لجميع أفراد شعبها في عملية التحديث الصيني النمط.
وضرورة تعاون الدول لتعزيز العولمة الاقتصادية الشاملة والمفيدة للجميع، بما يتيح لمختلف الدول والفئات الاجتماعية فرصة لتشارك منافع التنمية، والصين في الاستعداد للعمل مع الدول النامية لتقاسم فرص التنمية والتقدم معا نحو التحديث.
رابعا، تعزيز الرؤى المشتركة وتعميق التضامن والتنسيق. في مواجهة التحديات العالمية المتزايدة، تترابط مصائر الدول، ويكون من الضروري السعي لإيجاد أرضية مشتركة في الرؤى على أساس الاحترام المتبادل.
وتستعد الصين للعمل مع المجتمع الدولي لممارسة التعددية الحقيقية، والتمسك بمفهوم الحوكمة العالمية القائم على التشاور المكثف والإسهام المشترك والمنافع المشتركة، والعمل سويا لتعزيز نظام حوكمة عالمية أكثر عدلا وإنصافا، وبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
تُعدّ الصين والسعودية شريكين طبيعيين في البناء عالي الجودة لمبادرة “الحزام والطريق”. وقد أوضحت الخطة الخمسية الخامسة عشرة أن الصين ستعمل على تعميق التعاون العملي مع الدول المشاركة في بناء “الحزام والطريق” في مجالات التجارة والاستثمار والصناعة والتبادلات الثقافية، كما ستوسّع التعاون في مجالات الاقتصاد الأخضر والرقمي والذكاء الاصطناعي وغيرها، وهو ما يتوافق تمامًا مع متطلبات التنمية الاقتصادية في السعودية، وسيُسهم بلا شك في دعم جهودها لتحقيق “رؤية السعودية 2030”.
وعند هذا المنعطف التاريخي الجديد، ستواصل الصين التمسك بمبدأ الانفتاح والتعاون وتحقيق المنفعة المتبادلة والمكاسب المشتركة، ومن خلال تحقيقها التنمية المستقرة ستوفر فرصا جديدة لتحقيق الفوز المشترك والمتعدد لكل من السعودية وسائر الدول العربية. وإننا على ثقة بأن الصين والسعودية، من خلال العمل المشترك على دفع مسيرة التحديث في كل منهما، ستكتبان معا فصلا جديدا من فصول المشاركة في الفرص والتنمية المشتركة بين البلدين.
بقلم: باي يوي إعلامي صيني



