أبحاث وجامعات

ثلاثة طلاب من السعودية يحصلون على منحة رودس التعليمية في جامعة أكسفورد

ثلاثة طلاب من السعودية يحصلون على منحة رودس التعليمية في جامعة أكسفورد

اختارت “رودس تراست” ثلاثة طلاب متفوقين من السعودية هم أسامة الجهني وعمر العمران وأسامة دبوسي للحصول على منحتها التعليمية المرموقة لهذا العام. وسينضم الفائزون إلى مجموعة تضم أكثر من مئة باحث من جميع أنحاء العالم لمباشرة الدراسات العليا الممولة بالكامل من جامعة أكسفورد بداية أكتوبر 2026. وسيصبح الفائزون جزءًا من مجتمع قوي من الشباب العازمين على إحداث تغيير إيجابي في العالم بأسره.

وتُعد منحة رودس للدراسات العليا، التي تأسست في جامعة أكسفورد عام 1903، من أبرز وأعرق برامج المنح في العالم، حيث توفر الدعم المالي والفرص الأكاديمية للخريجين المتفوقين.

أما برنامج المنح الدراسية في المملكة، فقد تأسس في عام 2018، بتمويل من السيد محمد العقيل للمنحة الأولى، وتم إضافة منحة ثانية عام 2020 بتمويل من أبناء عبد الرحمن العقيل، الشركاء والمؤسسين لمكتبة جرير، بدعم وتشجيع من وزارة التعليم السعودية. وجدير بالذكر، أن التعليم يمثل أحد أبرز الركائز الرئيسية لرؤية 2030، التي ترسم ملامح المستقبل الباهر والطموح للمملكة.

ومن شأن هذا البرنامج تمكين الطلاب والطالبات المتفوقين من مختلف أنحاء المملكة من صقل مهاراتهم وإثراء معارفهم في المجالات التي ستساعد المملكة على تحقيق مستهدفاتها في إطار رؤية 2030.

وتسمح منح “رودس تراست” للطلاب من جميع أنحاء العالم التقدم بطلب للحصول على منحة الدراسات العليا، ويجد الكثيرون أن المشاركة في عملية الاختيار تجربة إيجابية ومجدية كونها تخولهم الحصول على الدعم المالي وتوفر لهم فرصة فريدة لإحداث تحول في حياتهم وفي العام بأسره.

وتحرص رودس على اختيار الشباب المتفوقين أكاديميًا والقادة أصحاب القيم والفكر والشخصية القوية الذين لديهم حافزًا قويًا لمعالجة التحديات العالمية الإنسانية والعمل المتواصل من أجل مستقبل أفضل. وتتولى لجنة دولية مكونة من خبراء وقادة بارزين في مجالات متنوعة إجراء اختبارات صارمة ودقيقة تشتمل على مراحل من المراجعة والتقييم، وإجراء مقابلات نهائية مع المرشحين المتأهلين.

يُشكّل خريجو رودس مجتمعًا عالميًا متنوعًا من القادة في مختلف القطاعات والاختصاصات، تجمعهم رغبة مشتركة في إحداث تأثير إيجابي في العالم. وقد حصل حتى اليوم 18 طالبًا سعوديًا على هذه المنحة الدراسية في جامعة أكسفورد، حيث تنوعت مسيراتهم المهنية بين الطب وعلم الوراثة والفنون الإبداعية.

ويواصل الفائزون هذا العام مسيرة المملكة في التميز والريادة الأكاديمية على الساحة العالمية.

  1. أسامة الجهني طالب في السنة الأخيرة بقسم الهندسة الكيميائية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ومتخصص في تقنيات الهيدروجين. يركز بحثه الجامعي على تحويل النفط الخام إلى مواد كيميائية باستخدام تقنية التكسير الحفزي للسوائل (FCC)، وتقييم أداء المحفزات وظروف التشغيل. وكان الجهني قد أكمل تدريبًا عمليًا لدى شركة JP3 Measurement في مدينة أوستن بتكساس، كمحلل بيانات وكيمياء تحليلية. يتمتع الجهني بشغف كبير ببناء المجتمعات، إذ شغل عدة مناصب قيادية في العلاقات العامة وشارك في تأسيس عدد من المبادرات مثل GAMING+ لتمكين مطوري الألعاب السعوديين، ومبادرة CITE لدعم طلاب الهندسة الكيميائية المحليين، وبرنامج Student Breakthrough Research (SBR)، الذي يهدف إلى تدريب الطلاب الجامعيين على إجراء البحوث وربطهم بالمراكز البحثية. ولد الهجني وترعرع في مدينة ينبع الصناعية محاطًا بمصافي التكرير والمصانع الكيميائية، مما عزز شغفه واهتمامه بمجالات الطاقة والمواد الكيميائية والمياه. يشغل حاليًا منصب رئيس قسم تحليل البيانات والرؤى في المجلس الاستشاري للقادة الشباب (YLAB)، حيث يُساهم في تطوير الاستراتيجيات على مستوى الجامعة. كما يشغل منصب نائب رئيس نادي الهندسة الكيميائية، حيث يدير صندوق استثماري داخلي لدعم ابتكارات الطلاب. يكرس الهجني جهوده لحل مشكلة ندرة المياه من خلال الابتكار في مجال الطاقة، ويهدف إلى تعزيز فعالية وموثوقية الطاقة المتجددة من خلال تخزين الهيدروجين ودمج مصادر الطاقة النظيفة لدعم عملية تحلية المياه المستدامة في المناطق الجافة. في جامعة أكسفورد، يخطط الهجني لمتابعة ماجستير في أنظمة الطاقة، وماجستير في الاستدامة والمشاريع والبيئة، لتحقيق هذه الرؤية.
  • عمر العمران، تخرج مؤخرًا من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن باختصاص هندسة البرمجيات مع تركيز على الذكاء الاصطناعي. حصل على منحة برنامج الذكاء الاصطناعي المشترك بين أكسفورد وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، بالإضافة إلى منحة تبادل دراسي في معهد جورجيا للتكنولوجيا. يعتبر العمران باحثًا اقتصاديًا، نشر أبحاثًا في مجال السياسات العامة والعلاقات الدولية، مركزًا على السعودية والشرق الأوسط، كما أجرى دراسات اقتصادية متعددة بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتخطيط السعودية. وخلال فترة عمله في شركة ثمانية، أكبر منصة لإنتاج الأفلام السعودية، شارك في إعداد تقارير اقتصادية وسياسية وصلت إلى ملايين الأشخاص في العالم العربي. شارك العمران في برنامج “جيل طموح” من مجموعة بوسطن الاستشارية و”الأصوات العالمية” من مؤسسة مسك، كما فاز بعدة ميداليات أولمبية وطنية في مجالات التاريخ والفيزياء واللغة العربية. في جامعة أكسفورد، يخطط العمران لدراسة ماجستير السياسات العامة بهدف دعم الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي القائم على الأدلة في السعودية والشرق الأوسط، مع تركيز خاص على إصلاحات سوق العمل والتعليم ضمن إطار كلاسيكي حديث.
  • أسامة دبوسي يتابع دراسته العليا في مجال علوم الحاسوب بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، حيث يركز بحثه على الحوسبة عالية الأداء. يتناول في أطروحته مسألة تسريع عمليات المحاكاة الصوتية واسعة النطاق باستخدام وحدات معالجة الرسومات. يحمل دبوسي درجة البكالوريوس في علوم البيانات من جامعة بوسطن، حيث تخرج متفوقًا على دفعته كباحث في برنامج الطلبة الموهوبين في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، ونال جائزة التميز الأكاديمي من قسم علوم البيانات والحوسبة. كما حصل على براءة اختراع أميركية عن أبحاثه في أرامكو الأميركية، وشارك في تأسيس CSTIP في جامعة بوسطن، وهو نادٍ طلابي يعنى بتعليم الخوارزميات والتحضير لمقابلات التوظيف التقنية. ويسعى دبوسي للحصول على درجة الدكتوراه في علوم الحاسوب في جامعة أكسفورد.

وبهذه المناسبة، أكد ريك تراينور، المدير التنفيذي لمؤسسة رودس تراست، أن المؤسسة تمكنت على مدى أكثر من قرن، من استقطاب نخبة من الأفراد المتميزين إلى جامعة أكسفورد وتأسيس مجتمع عالمي نابض بالحياة. وأعرب عن فخره واعتزازه بتقديم دفعة 2026 من طلاب منحة رودس، الذين يمثلون ثقافات متنوعة من جميع أنحاء العالم. وأضاف: “أتطلع لرؤية المساهمات الإيجابية التي سيقدمونها للعالم من خلال دراساتهم ومبادراتهم المتعددة”.

بدوره، قال البروفيسور كريستيان ساهنر، الأمين الوطني لمنح رودس في السعودية: “نتلقى كل عام طلبات من نخبة طلاب المملكة الموهوبين، ولم تكن هذه السنة استثناءً. يجسد الفائزون الثلاثة أسامة الجهني وعمر العمران وأسامة دبوسي، أفضل ما في شباب المملكة من تفوق أكاديمي وإنجازات لامنهجية مبهرة. نتطلع إلى استقبالهم في أكسفورد العام المقبل، ومتابعة الأثر الإيجابي الذي سيتركونه في المملكة والعالم.”

تجدر الإشارة إلى أن الدورة المقبلة للتقديم على منحة “رودس تراست” في المملكة لعام 2027 ستبدأ في شهر يونيو من عام 2026.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى