مقالات

كيف تميّز شركة “أزنتيو” نفسها ضمن مشهد التقنية المالية المتسارع في المملكة العربية السعودية، خصوصًا مع تزايد التركيز على الحلول المتوافقة مع الشريعة الإسلامية؟

لقد تابعتُ تطوّر السوق السعودي لسنوات، وما يحدث اليوم فعلاً مذهل. فالنظام البيئي للتقنية المالية في المملكة انتقل من مرحلة التجارب الأولية إلى مرحلة التوسع والنضج الكامل. يمكنك أن تلمس هذا الزخم في كل مكان — من الجهات التنظيمية، إلى البنوك الرقمية الجديدة، وصولاً إلى شركات الفنتك التي تُطلق أعمالها بشكل متواصل كل ربع سنة.

ما يميز “أزنتيو” هو أننا طوّرنا تقنيات تجمع بين روح الابتكار وعمق الالتزام. منصاتنا متوافقة مع الشريعة الإسلامية منذ التصميم، ومعتمدة وفق معايير AAOIFI، ومبنية على بنية سحابية مرنة قائمة على الوحدات. وهذا يمنح البنوك القدرة على الجمع بين السرعة في الابتكار والالتزام الديني دون أي تنازل.

كما أن التميّز اليوم لا يعتمد فقط على قدرات التقنية، بل على مدى ذكائها. ففي مؤتمر Money20/20 Riyadh الأخير، كانت جميع النقاشات تتمحور حول الذكاء الاصطناعي. ونحن في “أزنتيو” نراه ليس مجرد أداة للكفاءة، بل محرّكًا للتغيير؛ فهو يسرّع اتخاذ القرار، ويُعمّق الفهم والتحليل، ويخلق تجارب رقمية جديدة تتماشى مع رؤية المملكة للتحول الرقمي.

كيف تُدمج مبادئ التمويل الإسلامي في حلول “أزنتيو” التقنية مع الحفاظ على الابتكار والكفاءة وتجربة المستخدم؟


التمويل الإسلامي ليس خيارًا إضافيًا لدينا، بل هو جزء من الجوهر الأساسي لمنتجاتنا. فجميع حلولنا تأتي مزوّدة مسبقًا بسير عمل مخصص لعقود مثل المرابحة، والإجارة، والمضاربة، ومتوافقة بالكامل مع معايير هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (AAOIFI).

وهذا يضمن للبنوك أن الامتثال للشريعة يتم بشكل تلقائي ومستمر، دون الحاجة إلى تدخل يدوي. والأهم من ذلك، أننا نعزز هذا الالتزام بالذكاء؛ إذ توظف منصاتنا الذكاء الاصطناعي في أتمتة عمليات التدقيق الشرعي، وتسريع إجراءات الموافقات، وتخصيص تجارب التمويل بما يتناسب مع كل عميل.

ومن أبرز الأمثلة تعاوننا مع شركة سهب للتمويل، حيث ساعدناها في رقمنة 90% من عمليات التمويل، مما أسهم في تسريع الموافقات وتقليل الأعمال الورقية وتحسين تجربة العملاء، مع الحفاظ الكامل على الالتزام الشرعي.

هذا ما نُسميه الذكاء الاصطناعي بالسياق المحلي — ذكاء يفهم البيئة السعودية، ويتماشى مع أنظمتها ولوائحها وتوقعات عملائها. فدول مجلس التعاون الخليجي لها وتيرتها الخاصة، ونحن نبني حلولنا بما ينسجم مع هذه الخصوصية.

كيف تتعاون “أزنتيو” مع البنك المركزي السعودي (ساما) وهيئة السوق المالية لضمان التوافق التنظيمي ودعم طموحات المملكة في قطاع التكنولوجيا المالية ؟


لقد نجحت المملكة في بناء بيئة تنظيمية رائدة تجمع بين تشجيع الابتكار وترسيخ الثقة. ويُحسب لكلٍّ من ساما وهيئة السوق المالية دورهما الكبير في تحقيق هذا التوازن.

لقد عملنا مع الجهتين على مدار سنوات في مجالات متعددة، مثل اعرف عميلك الإلكتروني (eKYC)، والإعداد الرقمي للعملاء، والنظم المصرفية الإسلامية الأساسية، وأسواق المال. نحن لا نرى فيهم جهات رقابية فقط، بل شركاء استراتيجيين في بناء منظومة فنتك متكاملة.

دورنا يتمثل في البقاء متقدمين بخطوة على المتغيرات التنظيمية، ليبقى عملاؤنا دومًا في موقع الأمان. فنحن ندرك أن الذكاء الاصطناعي والأتمتة لا يمكن أن يحققا القيمة المرجوّة إلا داخل أطر تنظيمية موثوقة ومتوافقة — وهذا التزام أساسي لدينا.

ما هي أولويات “أزنتيو” الاستراتيجية للنمو في السعودية؟ وكيف تسهم التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين في تطوير خريطة التمويل الإسلامي الرقمي؟


تمثل المملكة بالنسبة لنا مستقبل الخدمات المالية — رقمية، منفتحة، ومبنية على القيم. وتتمحور أولوياتنا هنا حول ثلاث ركائز: تسريع التحديث، وتمكين الذكاء، وبناء الثقة المستدامة.

الذكاء الاصطناعي هو المحرك الرئيسي لهذه الركائز الثلاث؛ فهو يساهم في تسريع إطلاق المنتجات، وتمكين البنوك من اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً قائمة على البيانات. كما نعمل على مواءمة تقنيات الذكاء الاصطناعي مع البيئة المحلية من حيث التنظيم والثقافة وتوقعات العملاء. أما على المدى الطويل، فنحن نركز على تطوير أنظمة قابلة للتفسير ومتوافقة ومستدامة، تحقق نتائج ملموسة حتى بعد انتهاء موجة الحماس حول الذكاء الاصطناعي.

أما تقنية البلوك تشين، فنراها أداة قوية لتعزيز الشفافية في هياكل الصكوك وإدارة الأوقاف. ومع ذلك، فلسنا من الذين يطاردون التقنية من أجل التقنية، بل نركز على جعلها عملية، قابلة للتوسع، ومنسجمة مع قيم التمويل الإسلامي.

وهنا تكمن روعة السوق السعودي — فهو لا يكتفي بتبني الفنتك، بل يرسم ملامح الابتكار المسؤول للمرحلة القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى