ذكاء اصطناعي

أبرز أربع أدوات تساهم بإحداث نقلة نوعية في عمليات البيع بالتجزئة

يشهد الطلب من المستهلكين في الشرق الأوسط ارتفاعاً سريعاً مدفوعاً بعادات التسوق متعددة القنوات وتوقعاتهم بتجارب تتميز بالسرعة والدقة. وعليه، أصبحت الأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي ضرورية لشركات تجارة التجزئة لمواكبة هذا التطور.

تتوقع مؤسسة ماكينزي للأبحاث أن يساهم الذكاء الاصطناعي بما يصل إلى 150 مليار دولار أمريكي في اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي بحلول عام 2030، بينما من المتوقع أن تبلغ قيمة قطاع التجزئة في الإمارات العربية المتحدة 74.87 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2028. حددت شركة يانغو تك أربع أدوات رئيسية يمكن لشركات تجارة التجزئة استخدامها لتحقيق النجاح في هذا السوق الديناميكي سريع النمو.

1.     وكلاء الذكاء الاصطناعي

يُحدث وكلاء الذكاء الاصطناعي تحولاً جذرياً في قطاع التجزئة بفضل العديد من القدرات والميزات، فهم يقدمون توصيات فورية وثيقة الصلة بالسياق، ويُصممون العروض بناءً على الموقع، التجربة، أو الطقس. ومن جهة أخرى، يُثري الذكاء الاصطناعي التفاعلي التجربة ككل بتقديم المساعدة بلغة المستخدم الأصلية، أضف إلى ذلك قدرتهم على تسخير القدرات التنبؤية من خلال تحليل البيانات غير المنظمة، من وسائل التواصل الاجتماعي إلى سلوك الشراء السابق للعملاء، لتوقع التحولات في الطلب وتحسين استراتيجيات التسعير أو الترويج.

على سبيل المثال، قبل عيد الأضحى المبارك، توقع أن يسلّط وكلاء الذكاء الاطناعي الضوء على قطع اللحوم الفاخرة أو الحلويات العربية التقليدية، مما يساعد شركات تجارة التجزئة على تحقيق زيادات في الإيرادات تتراوح بين 10% و 15%.

إلى جانب التعامل المباشر مع العملاء، يعمل وكلاء الذكاء الاصطناعي من وراء الكواليس لتعزيز الكفاءة – من إعداد طلبات العروض، مقارنة عروض الموردين، إلى تنفيذ قرارات التوريد مباشرةً في أنظمة المشتريات، يُوفّر وكلاء المشتريات الافتراضيون ما يصل إلى 80% من الجهد اليدوي.

يتنبأ وكلاء تجديد وتعبئة المخزون بفجوات المخزون، ويُعدّلون الطلبات بصورة ديناميكية، ويستخدمون الرؤية الحاسوبية لإعادة توزيع المخزون أو إعادة توجيه عمليات التوصيل، مما يُحسّن الدقة بنسبة 95% ويُقلّل الهدر.

أما وكلاء إدارة المحتوى فيساهمون بتسريع وقت إدراج المنتجات من خلال إنشاء بطاقات المنتجات بشكل تلقائي، ومواءمة المحتوى مع أبرز التوجهات، وضمان الاتساق في جميع الأسواق. ومن جهتهم، يتتبع وكلاء التسعير وحدات تخزين المنتجات لدى المنافسين ومرونة الطلب بشكل فوري، مما يُحسّن العروض الترويجية ورسوم التوصيل لحماية هوامش الربح مع الحفاظ على التنافسية.

2.     بطاقات الأسعار الإلكترونية الذكية

أصبحت بيانات الأسعار أمراً بالغ الأهمية للحفاظ على القدرة التنافسية مع المتسوقين اليوم المعروفين بإلمامهم الواسع بمنظومة الأسعار. تراجع خوارزميات التسعير ملايين المنتجات في دقائق، مما يُحسّن الاستراتيجيات بسرعة يصعب أن تُضاهيها عملية صنع القرار البشري. من خلال تطبيق تعلم الآلة لتتبع أسعار المنافسين، واتجاهات السوق، ومرونة الطلب، تعدّل شركات تجارة التجزئة الأسعار بصورة لحظية، مما يُعزز القيمة الإجمالية للبضائع بنسبة تصل إلى 20%.

كما تُراعي هذه الأنظمة التغيرات الموسمية، وتقلبات تكاليف التوريد، ومدة صلاحية المنتج، بينما يُدير الذكاء الاصطناعي تسعير الطلبات السريعة ورسوم التوصيل وقيم الطلبات خلال فترات الذروة لحماية هوامش الربح.

تُعزز تقنية التوأم الرقمي هذا الأمر بشكل أكبر من خلال إنشاء نُسخ افتراضية من المتاجر، وبث البيانات من أجهزة الاستشعار والكاميرات إلى أنظمة التسعير. تضمن هذه الرؤية الفورية للأرفف وحركة المنتجات ارتباطاً مباشراً بين قرارات التسعير وتوافر المنتجات، مما يُمكّن شركات تجارة التجزئة من تقليل الهدر، وتبسيط العمليات، والحفاظ على ثقة العملاء مع تعزيز الربحية.

3.     الرؤية الحاسوبية

تُعيد الرؤية الحاسوبية صياغة كيفية إدارة شركات تجارة التجزئة لتصاميم متاجرها وتشكيلات منتجاتها، متجاوزةً بذلك الخطط الثابتة التي يتم تحديثها يدوياً. بدلاً من الاعتماد على بيانات المبيعات التاريخية فقط، يُحلل وكلاء الذكاء الاصطناعي، برؤيتهم الحاسوبية النافذة، حركة العملاء وتفاعلاتهم بصورة فورية لتحسين ترتيب الرفوف ووضع المنتجات باستمرار.

يؤدي هذا كله إلى إنشاء بيئات متاجر تتكيف ديناميكياً مع سلوكيات المتسوقين، مما يُعزز المبيعات ويُحسّن التجربة الإجمالية. كما تُوفر الرؤية الحاسوبية رؤىً مُفصّلة حول ظروف كل متجر، من المعدات إلى معايير وقيود التصميم، مما يُمكّن من اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً. ومن جهة أخرى، تستخدم المستودعات الرؤية الحاسوبية لمراقبة دقة الإرسال، وتتتبع فرق الخدمات اللوجستية حالة الشاحنات أثناء النقل، وتمكين المديرين من الإشراف على أداء الموظفين بصورة لحظية.

وباقترانها بالواقع المُعزز، تُعزز هذه التقنية تفاعل العملاء، مما يسمح للمتسوقين بتجربة الملابس افتراضياً أو تصوّر الأثاث مباشرةً في منازلهم.

الأتمتة الروبوتية

تواصل الروبوتات في التحوّل من مجرّد مفهوم مُبتكر إلى ضرورة ماسة في قطاع التجزئة. في المستودعات، تصل دقة التقاط الروبوتات، المُدربة من خلال الاستنساخ السلوكي على أيدي خبراء بشريين، إلى 95% عبر آلاف المستودعات الواقعية. ومع تولي الروبوتات للمهام المتكررة، يُمكن للموظفين التركيز على العمليات والاستراتيجيات ذات القيمة الأعلى وزيادة الإنتاجية.

كما برزت روبوتات التوصيل ذاتية التشغيل كحلول عملية للمناطق الحضرية بكثافتها السكانية الكبيرة، فهي مُجهزة بنظام توجيه عالي الدقة، وتعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وتُقلل الانبعاثات مقارنة بالمركبات التقليدية. كما تُكمّل هذه الروبوتات الأساطيل الحالية من خلال الوصول إلى مواقع لا تستطيع المركبات الأكبر حجماً الوصول إليها، مما يدعم الخدمات اللوجستية الحضرية وجهود الحدّ من الانبعاثات.

في آخر المطاف، سيواصل دور الروبوتات بالتوسّع في عمليات التجزئة، خاصة مع تطور تكنولوجيا البطاريات والبنية التحتية الحضرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى