إدارة البيانات والذكاء الاصطناعي: كيف تعزز الشركات السعودية القيمة والكفاءة في عصر البيانات

يُسلّط التقرير الضوء على مفهوم “إعادة استخدام البيانات”. كيف يُمكن لهذا المفهوم البسيط أن قيمة وكفاءة كبيرة للمؤسسات السعودية؟
إعادة استخدام البيانات تمكّن المؤسسات من الاستفادة من مصدر بيانات واحد في عدة مجالات، مما يحد من التكرار، ويقلل التكاليف، ويعزز التعاون بين الفرق. ووفقًا لتقرير سبلانك، فإن هذا النهج يقلل الحاجة إلى جمع وتخزين البيانات المتكررة، ويساهم في تسريع عملية استخراج الرؤى، ويشجع على التنسيق بين الأقسام. من خلال استخدام نفس البيانات لأغراض متعددة، فإنها تدعم كفاءة التكلفة وتزيد من العائد على استثمارات البيانات.
كيف يُسهم “تصنيف البيانات” (Data Tiering) في خفض تكاليف التخزين وتحسين سرعة الوصول إلى البيانات الضخمة المستخدمة على نطاق واسع في مختلف قطاعات المملكة؟
يُعد تصنيف البيانات استراتيجية أساسية لإدارة التكاليف وتحسين الأداء في بيئات البيانات الواسعة النطاق. وتقوم هذه الاستراتيجية على تصنيف البيانات وفقًا لتكرار استخدامها وأهميتها للأعمال، بحيث تُخزن البيانات عالية الاستخدام على بنية تحتية سريعة وعالية التكلفة، في حين تُنقل البيانات الأقل استخدامًا إلى حلول تخزين منخفضة التكلفة. وأظهر تقرير “سبلانك” أن 50٪ من المؤسسات التي اعتمدت هذا النهج اعتبرت تقليل التكاليف أكبر فائدة له، إضافة إلى مساهمته في تسريع الوصول إلى البيانات الأكثر قيمة للأعمال.
كيف يمكن للمؤسسات في المملكة، التي تعتمد على مصادر بيانات متعددة، الاستفادة من الإمكانات الكاملة لتقنية “توحيد البيانات” (Data Federation)؟
يُتيح “توحيد البيانات” (Data Federation) للمؤسسات الوصول إلى البيانات وتحليلها من مصادر متعددة ومنفصلة كما لو كانت مجموعة بيانات موحدة، دون الحاجة إلى نقلها فعليًا. ويبرز تقرير حديث، حيث أشار 67% من المتبنين إلى تسريع الوصول إلى البيانات، في حين لاحظ 54% تحسنًا في حوكمة البيانات، و47% أكدوا تحسن الامتثال التنظيمي. بالنسبة للمؤسسات التي تدير بيانات موزعة أو معزولة، يسهم توحيد البيانات في تعزيز المرونة التشغيلية، وضمان الامتثال التنظيمي، وتحقيق حوكمة فعالة، وكل ذلك دون تعقيد إضافي في البنية التحتية لتقنية المعلومات.
ما الذي يميز “رواد إدارة البيانات” وفق تقرير سبلانك، وما الدروس التي يمكن للشركات السعودية الاستفادة منها؟
يتميز رواد إدارة البيانات بتطبيق ثلاث قدرات أساسية بالكامل: توحيد البيانات، إدارة خطوط البيانات، وإدارة دورة حياة البيانات. هذه التحسينات ليست معزولة، بل تمكّن من تدفقات بيانات متسقة وآمنة وسهلة الوصول عبر المؤسسة. ونتيجة لذلك، أبلغ القادة عن مكاسب ملموسة في الأداء التجاري، بما في ذلك تحسين المبادرات المستدامة (58%)، تسريع دورات الابتكار (55%)، وتعزيز المرونة في العمليات والأمن السيبراني.
كيف تشكل إدارة البيانات والذكاء الاصطناعي علاقة “تكافلية”، خاصة مع الاستثمار الكبير للسعودية في الذكاء الاصطناعي؟
يُبرز التقرير أن إدارة البيانات الفعالة تُعد عنصرًا أساسيًا لنجاح تطبيقات الذكاء الاصطناعي. وقد أفادت 85% من المؤسسات بأن استراتيجيتها في إدارة البيانات توفّر الحجم والتنوع الكافيين لاستخلاص رؤى ذات قيمة ومعنى. وفي المقابل، يعزز الذكاء الاصطناعي إدارة البيانات من خلال أتمتة العمليات، تسريع توليد الرؤى، وتحسين مراقبة جودة البيانات. هذا التعزيز المتبادل يخلق دورة من التحسين المستمر في كلا المجالين.
بالنسبة للشركات السعودية الراغبة في “ترتيب بياناتها” في عصر الذكاء الاصطناعي، ما هي التوصيات العملية من هذا التقرير؟
يوضح التقرير خطوات واضحة:
- تعرف على بياناتك وصنّفها بما يتماشى مع استخدامات وأهداف الأعمال.
- الحفاظ على تنقية البيانات، حيث تعد الدقة أساسًا لنتائج الذكاء الاصطناعي.
- الوصول إلى البيانات دون نقلها، باستخدام تقنيات مثل التوحيد (Federation)
- اعتماد نهج منصة موحدة للحصول على رؤية شاملة، وتقليل التعقيد، ودعم عمليات البيانات القابلة للتوسع.
تساعد هذه الإجراءات في إنشاء بيئة بيانات قوية وجاهزة للمستقبل، تدعم الاحتياجات التشغيلية والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي.