مقالات

مقابلة / إيان جوه، مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “بيجو تكنولوجي”

  1. ما الذي ألهمك لدخول عالم التكنولوجيا وبناء المجتمعات الرقمية؟

سؤال رائع. لطالما كانت لدي شغف ببناء الأشياء، وخاصة المجتمعات. فأنا أؤمن بأننا كبشر نسعى جميعًا للشعور بالانتماء والتقدير والدعم. بدأت رحلتي باستكشاف مشاريع متنوعة مثل مشاركة الدراجات ومشاريع الضيافة، وانتهى بي المطاف إلى تطوير منصة فيديوهات قصيرة في جنوب آسيا والشرق الأوسط.

كان هدفي الأهم دائمًا هو بناء اقتصادات رقمية، ولهذا انضممت إلى شركة BIGO Technology، وهي شركة توظف تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الروابط الحقيقية بين الناس. سواء كان ذلك من خلال استعراض المواهب عبر منصة Likee أو البث المباشر الفوري عبر Bigo Live، فإن هدفنا هو خلق مساحات رقمية تمكّن الأشخاص من التواصل. واليوم تخدم منصاتنا ملايين المستخدمين في أكثر من 150 دولة، وأشعر بالفخر لكوني جزءًا من هذه الرحلة.

  • بصفتك مديرًا لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “بيجو تكنولوجي”، ما أبرز التحديات التي تواجهها في هذه السوق؟

تُعد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا واحدة من أكبر أسواقنا وأكثرها ديناميكية. ومن الركائز الأساسية في BIGO Technology مفهوم “العولمة المحلية” أو Glocalization، أي العمل عالميًا مع تكييف خدماتنا لتناسب كل سوق محلي. فما يصلح في بلاد الشام قد لا يصلح في دول مجلس التعاون الخليجي والعكس صحيح، وفهم هذه الفروقات المحلية أمر أساسي.

لمواجهة هذه التحديات، بنينا فرق عمل محلية قوية على دراية حقيقية بمجتمعاتها. لدينا مكاتب في الأردن ومصر ودبي والبحرين والسعودية، وهذه الفرق تتعامل مع احتياجات كل سوق على حدة. فعلى سبيل المثال، في الأسواق التي تُعد الخصوصية أولوية، نوفر غرف صوتية للمستخدمين الذين يفضلون عدم إظهار وجوههم. هذه المقاربة المحلية ساعدتنا على تجاوز التحديات وتحقيق نمو ناجح في المنطقة.

  • ما الذي يميز جمهور منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالنسبة إلى “بيجو لايف”؟

المنطقة تضم واحدة من أصغر الفئات العمرية وأكثرها استخدامًا للهواتف المحمولة على مستوى العالم. ومن المدهش أن العديد من شركات التواصل الاجتماعي العالمية لم تولِ هذه المنطقة الأولوية التي تستحقها. لكننا أدركنا مبكرًا وجود طلب كبير على منصات تتيح التعبير عن الذات وبناء المجتمعات.

من خلال استراتيجيتنا في التوطين، نجحنا في تلبية هذه الاحتياجات عبر منصتي Bigo Live وLikee. سواء عبر الغرف الصوتية أو الفيديو المباشر أو ميزات الألعاب، نوفر مساحات تمكّن الشباب من التعبير عن أنفسهم والتواصل مع الآخرين وبناء مجتمعات ألعاب. ولهذا نحن منخرطون بقوة في كأس العالم للرياضات الإلكترونية، لأننا ندرك شغف المنطقة العميق بالألعاب.

  • ما الذي دفع “بيجو لايف” إلى تجديد الشراكة مع كأس العالم للألعاب الإلكترونية لعام 2025 للسنة الثانية على التوالي؟

تجسّد شراكتنا مع كأس العالم للرياضات الإلكترونية جوهر ما تمثله Bigo بالفعل. فنحن لا نسعى فقط إلى زيادة أعداد المستخدمين أو المشاهدات، بل نركز على بناء مجتمعات حقيقية. اللاعبون يبحثون عن منصة تتيح لهم البث واللعب والنمو معًا. منصتنا تدعم ذلك من خلال مبادرات مثل Bigo Mobile Masters وBigo Women’s International وBigo Victory، وهي بطولات صغيرة تمهّد الطريق للمشاركة في فعاليات كبرى مثل كأس العالم للرياضات الإلكترونية. يمكن تشبيهها ببطولات الإحماء، بينما تُعد كأس العالم بمثابة “الجراند سلام” في عالم الألعاب. وبالنسبة للعديد من مستخدمينا في مصر والسعودية وجنوب شرق آسيا، المشاركة في حدث بهذا الحجم هو حلم يتحقق، ونحن فخورون بجعل ذلك ممكنًا.

  • في رأيك، ما الذي يجعل هذه الشراكة “أكثر من مجرد بث مباشر”؟

هي أكثر من مجرد بث لأننا نبني منظومة متكاملة. مستخدمونا ليسوا مجرد مشاهدين، بل هم صانعو محتوى ولاعبون وقادة مجتمعات. ومن خلال الدعم والفرص التي نوفرها، ينتقل الكثيرون من مجرد هواة بث مباشر إلى قيادة فرقهم الخاصة في الرياضات الإلكترونية. Bigo ليست مجرد منصة لبث المحتوى، بل هي مساحة لتمكين النمو، وتعزيز الروابط الحقيقية، وخلق فرص واقعية — خاصة في عالم الألعاب.

  • ما رأيك في استضافة المملكة العربية السعودية لبطولة كأس العالم للألعاب الإلكترونية هذا العام؟ وكيف ترى دورها في تشكيل مستقبل قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية على المستويين الإقليمي والعالمي؟

السعودية بلد ذو رؤية مستقبلية مذهلة. رؤية 2030 تمثل خارطة طريق جريئة وطموحة. والتحول الذي رأيته بين زيارتي قبل عامين واليوم مذهل حقًا. المملكة تستثمر بقوة في الرياضات الإلكترونية — بما يقارب 38 مليار دولار — وتركز على تمكين الجيل القادم.

قبل عقد من الزمان، كان من المستحيل تخيل الفوز بـ 3 ملايين دولار من خلال الألعاب، أما اليوم فقد أصبح ذلك واقعًا. السعودية لا تدعم الألعاب فحسب، بل تشجع أيضًا الابتكار وبناء المجتمعات. وفي BIGO Technology نحن نتماشى مع هذه الرؤية، إذ التزمنا باستثمار 500 مليون دولار خلال خمس سنوات، وتوفير 500 وظيفة للمواطنين السعوديين، ومساعدة صانعي المحتوى على أن يصبحوا قادة مجتمعات.

  • برأيك، ما الذي يجعل السعودية بيئة مثالية لاستضافة حدث عالمي بهذا الحجم؟ وكيف تقيّم تأثير هذه الاستضافة على تطور مشهد الألعاب الإلكترونية في المنطقة؟

التطور السريع للسعودية، وقيادتها الطموحة، واستثماراتها الاستراتيجية في الرياضات الإلكترونية تجعلها بيئة مثالية لاستضافة حدث بهذا الحجم. فالبنية التحتية، والطموح، والالتزام بالابتكار في المملكة لا مثيل لها.

استضافة كأس العالم للرياضات الإلكترونية ترفع من مستوى منظومة الرياضات الإلكترونية في المنطقة بأكملها، وتمنح اللاعبين المحليين منصة عالمية، وتلهم الجيل القادم من اللاعبين والمبدعين في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى