فوزي درنيقه: جروهي “مياه ذكية… لحياة أذكى”

فوزي درنيقه يكشف لجلف تك نيوز كيف تعيد GROHE تشكيل علاقة الإنسان بالماء في السعودية

في ظلّ التحول الرقمي والتوجه العالمي نحو الاستدامة، تبرز شركة GROHE كأحد اللاعبين الرئيسيين في إعادة تعريف كيفية استخدامنا للماء داخل المنازل الذكية. وفي مقابلة حصرية مع Gulf Tech News، يسلّط فوزي درنيقه، المدير التنفيذي لشركة ليكسل ، الضوء على التزام الشركة بتطوير حلول مائية مبتكرة تجمع بين التصميم العصري، والكفاءة في استهلاك الموارد، والتقنيات الذكية التي تواكب تطلعات المجتمعات الخليجية، وتدعم رؤية المملكة 2030.

من خلال هذه الرؤية المتقدمة، تسعى GROHE إلى توفير تجارب استخدام متكاملة للمياه داخل المطابخ والحمامات، تعتمد على البيانات والتفاعل الذكي، وتسهم في تعزيز جودة الحياة والحدّ من الهدر. الحوار يفتح لنا نافذة على مستقبل منازلنا، ويكشف كيف تسهم “جروهي” في صياغة هذا المستقبل بمنتجاتها وتقنياتها وخبرتها العميقة في الأسواق الخليجية.

جروهي تبتكر تحولاً في طريقة تعاملنا مع الماء. هل يمكنكم توضيح كيف تصنع تقنيتكم الذكية للمياه نمطاً جديداً للحياة اليومية في منازل المملكة العربية السعودية؟

المياه من أثمن الموارد في المملكة العربية السعودية، ونحن نشهد تحولاً جذرياً في طرق استخدام المياه في المنازل وكيفية إدارتها. وقد أصبح الاعتماد على تقنية المياه الذكية ضرورة، وهو ما يتوافق تماماً مع التزام جروهي بأن يكون تعامل عملائها مع الماء سهلاً ومعقولاً وهادفاً قدر الإمكان. ونحن نصمم ابتكارات بسيطة وسهلة الاستخدام وتجمع بين الراحة والإدارة الرشيدة لاحتياطات المياه الثمينة على مستوى العالم، سواء أكان ذلك حوضاً بصنبور يعمل دون تلامس، أو ضوابط حرارية في الدش، أو نظام ذكي لإدارة المياه.
نلاحظ طلباً قوياً في المملكة على منتجات تجمع بين الجمال والاستدامة. وتساهم جروهي بتقنياتها في التوعية، كما تدعم غايات أصحاب المنازل والمطورين في تصميم أو بناء مساحات جميلة تستخدم المياه بوعي ورُشد، مع العمل بفعالية على خفض تكاليف الخدمات وتعزيز جودة الحياة. وهذا تغيير كبير، وما زال في بداياته.

كيف تجسد مبتكرات جروهي رسالتها الجوهرية في توفير حياة أفضل في منازل الجميع في كل مكان؟

يتمثل جوهر رسالة جروهي في قناعتنا بأن التعامل مع المياه يجب أن يكون تجربة ثرية ومتاحة ومسؤولة، في كل مكان. ولا تقتصر رسالتنا على تصميم المنتجات للمنازل، بل تتحقق بتحسين طريقة استخدام الناس لأحد أهم الموارد؛ ألا وهو الماء. وتتناغم رسالتنا، بصفتنا جزءاً من أعمال مجموعة ليكسيل في المملكة العربية السعودية، مع رؤية المملكة الشاملة للعيش المستدام والتنمية الحضرية الذكية المستدامة. كما أن هناك اهتمام غير مسبوق بمعايير الاستدامة وأهدافها في منطقة الشرق الأوسط.
لقد نجحت مبادرات الاستدامة التي تقودها حكومات دول مجلس التعاون الخليجي، مثل “مبادرة السعودية الخضراء” في المملكة و”عام الاستدامة” في دولة الإمارات العربية المتحدة و”الاستراتيجية الوطنية للبيئة والتغير المناخي” في قطر و”رؤية عُمان 2040″، في تجاوز إطارها الرسمي، لتصبح ذات حضور قوي في حياة المواطنين. وفي دولة الإمارات، كشف استقصاء أن أكثر من 67% من المواطنين والمقيمين المشاركين في حملة “عام الاستدامة” قاموا بإجراءات للحد من استهلاك الكهرباء والمياه. وبالمثل، تشارك الحملات الوطنية المتعلقة بالمناخ والانتقال إلى الطاقة النظيفة في السعودية والشباب والمجتمع المدني بشكل فعال. وهو ما يعني التحول الكبير في حجم المشاركة المجتمعية في المبادرات الحكومية. ونحن ندعم هذا التوجه، ولذلك نسعى إلى ابتكار حمامات ومطابخ أكثر ذكاءً وبناء أنظمة تتجاوب مع ظروف المستهلكين المعيشية اليوم وتطلعاتهم لشكل حياتهم في المستقبل. فمن أنظمة الطرد الصديقة للبيئة إلى التصميم المرتكز على راحة المستخدم، تمثل كل ابتكاراتنا خطوة نحو نمط حياة أكثر صحة ووعياً. هكذا نحول هدفنا إلى تأثير يومي ملموس.

ما هي الميزة التنافسية لمبتكرات جروهي الذكية للمياه، لا سيما من حيث التقنية وتجربة المستخدم؟

قال السيد درنيقه تتجسد ميزتنا التنافسية في دمج الهندسة الألمانية بالمعرفة العميقة بأنماط الحياة الدولية، بما في ذلك الاحتياجات الخاصة لسكان دول الخليج. فعلاوة على التقنية، تنفرد منتجات جروهي بمدى انسجامها مع متطلبات الحياة اليومية. وقد صممنا حلولنا المائية الذكية بحيث يكون حضورها ملموساً دون مبالغات، بفضل تصميمٍ بسيطٍ، وعناصر تحكم أنيقة، وأنظمة تتنبأ بسلوك المستخدم بكل دقة.
أضرب لك مثلاً بابتكارات جروهي لتوفير المياه، مثل تقنية EcoJoy وخلاطات تنظيم الحرارة الثرموستاتية التي تضمن ثبات درجة الحرارة حتى عند تذبذب ضغط المياه. وقد تبدو هذه التفاصيل طفيفة، لكنها تعزز تجربة المستخدم بدرجة كبيرة مع ترشيد الاستهلاك. ويكاد منحنى التعلم يكون منعدماً من وجهة نظر المستخدم. وهذا هو الوضع الأمثل الذي نستهدفه؛ أي تحقيق البساطة في الظاهر، وضمان الذكاء في عمق التجربة.

يصنع التحول الرقمي شكلاً جديداً للبنية التحتية للمنازل. كيف تستخدم جروهي البيانات والاتصال لابتكار تجارب أذكى في الحمامات والمطابخ؟

تجاوز تأثير التحول الرقمي في المنازل اليوم مهمة تحقيق الراحة، وأصبح حاضراً في القدرة على التحكم والرؤية وإدارة الموارد بصورة أذكى. وتدمج جروهي التقنيات الرقمية بغرض تعزيز كفاءة استهلاك المياه ورفع مستوى تفاعل المستهلكين عبر منتجاتنا في الحمامات والمطابخ.

واستدرك درنيقه قائلا صممت جروهي منتجاتها لتوفير الراحة مع تمكين الاستخدام المسؤول للمياه، بدءاً من الضوابط البديهية ووصولاً إلى المميزات التي تعمل دون لمس والتنظيم الحراري. تكتسب هذه الابتكارات أهمية خاصة في مناطق مثل دول مجلس التعاون الخليجي، حيث يعد ترشيد استهلاك المياه خياراً مجتمعياً وأولوية وطنية. ونحن سعداء بتطور دورنا من تصميم المنتجات إلى ابتكار تجارب هادفة ذات صلة بتحقيق تلك الغايات. ونحن نرى أن المستقبل يقوم على تحسين المنتجات، وتمكين الرؤى المبنية على البيانات التي تسهم في صياغة عادات حياتية أفضل، وتقليل الهدر، ودعم أسلوب حياة مستدام. وقد بدأت بالفعل هذه الرحلة في إعادة تشكيل طريقة تعامل المستهلكين مع المياه في المنزل العصري.

ما مدى أهمية منطقة دول مجلس التعاون الخليجي في استراتيجية جروهي طويلة المدى لمناطق الهند والشرق الأوسط وأفريقيا، وكيف تضمنون أن تواكب ابتكاراتكم احتياجات دول هذه المناطق؟

منطقة دول مجلس التعاون الخليجي بصفة عامة، والمملكة العربية السعودية بصفة خاصة، هي محور أساسي في استراتيجيتنا طويلة المدى للنمو. وهي سوق فريد من نوعه، إذ يحتضن الابتكار والطموح، وفيها يتكامل الوعي البيئي مع التحضر السريع. ونشهد بزوغ جيل جديد من ملاك المنازل والمعماريين والمطورين، يجمع بين حداثة التصميم والفهم العميق لتحديات الاستدامة. وقد كشفت نتائج تقرير جروهي (Water Insights 2025) أن 72% من المستهلكين في الشرق الأوسط يدركون تحديات ندرة المياه، ويعطي 80% منهم الأولوية لكفاءة استخدام المياه، واستخدم 60% بالفعل منتجات موفرة للمياه؛ أما في دولة الإمارات تحديداً، فيخطط 68% ممن شاركوا في الاستقصاء لتركيب أجهزة موفرة للمياه خلال الأشهر الستة المقبلة.

لأجل ذلك، نستثمر في منتجات مبتكرة ملائمة للمجتمعات التي نعمل فيها، وإتاحة فرص لبناء القدرات في دول المنطقة وفتح الباب لتبادل المعرفة. وسواء كنا نقدم أعمال تشطيبات وأشكالاً تعكس الحس التصميمي للمنازل في الشرق الأوسط أو نروج لتقنيات تدعم تحقيق أهداف كفاءة استخدام المياه في رؤية المملكة 2030، فإننا نصمم محفظة لمنتجاتنا بحيث تتلاءم مع متطلبات هذا السوق. فهنا يجري وضع الخطوط العريضة لمستقبل المياه، ومن دواعي فخر جروهي أن تشارك في هذه الرحلة الواعدة.

اقرأ ايضا جروهي تقدم “أكوا غاليري” في أسبوع ميلانو للتصميم 2025  

واخيرا في زمن تتسارع فيه وتيرة الابتكار، وتُطرح فيه الاستدامة كضرورة لا خيار، تؤكد “جروهي” من خلال كلمات مديرها في السعودية، السيد فوزي درنيقه، أنها ليست مجرد شركة لصناعة أدوات المياه، بل شريك حقيقي في بناء مستقبل أكثر ذكاءً ومسؤولية.

وبينما تواصل المملكة العربية السعودية خطواتها الطموحة نحو التنمية المستدامة والتحوّل الرقمي، تبرز “جروهي” كمثال حيّ على التكامل بين الابتكار والتصميم والوعي البيئي، ما يجعلها فاعلًا استراتيجيًا في دعم أهداف رؤية 2030.

رحلة الماء لم تعد مجرد تدفق من الصنبور، بل تجربة متكاملة تعكس وعينا، وتترجم قيمنا، وتُعبّر عن التزامنا بمستقبل أكثر ذكاءً… وأكثر احترامًا للموارد.