غير مصنف

%97 من أصحاب العمل في السعودية مستعدون لدفع رواتب مبدئية أعلى لحاملي الشهادات المصغّرة

قيس الزريبي، المدير العام لشركة “كورسيرا” في الشرق الأوسط وأفريقيا

أصدرت “كورسيرا“، إحدى أكبر منصات التعليم عبر الإنترنت في العالم، اليوم تقرير “تأثير الشهادات المصغّرة لعام 2025″، والذي يعرض رؤى وأفكاراً جديدة حول تأثير هذا النوع من الشهادات على مستقبل التعليم والتوظيف. ويستند التقرير إلى استطلاع لآراء الطلاب وأصحاب العمل في ست مناطق حول العالم، ويسلط الضوء على الزخم العالمي المتنامي للشهادات المصغّرة، والدور الإقليمي الرائد للمملكة في تبني نهج التوظيف القائم على المهارات.

وأظهرت نتائج التقرير أن 98% من أصحاب العمل في المملكة إما يطبقون بالفعل أو يدرسون تطبيق ممارسات التوظيف القائم على المهارات، وذلك بهدف إعداد كوادر عمل مستعدة للمستقبل. ويتماشى هذا مع التوجهات العالمية، إذ تؤدي التغيرات التكنولوجية المتسارعة، إلى جانب حالة عدم اليقين الاقتصادي، إلى تزايد الطلب على مساقات تعليمية مرنة وسريعة ترتبط مباشرة بسوق العمل.

وتبرز الشهادات المصغّرة كحل عملي يحقق نتائج ملموسة، حيث تساهم في تسريع عمليات التوظيف، وتحسين الرواتب، وتقليل تكاليف التدريب. ومع تحقيق نتائج إيجابية من جانب أصحاب العمل والمتعلمين على حدٍّ سواء، تقف المملكة في صدارة هذا التحول العالمي في إطار مساعيها لبناء اقتصاد معرفي بما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030.

يُسلّط التقرير الضوء على القيمة الفعلية التي تحققها الشهادات المصغّرة لكل من الطلاب وأصحاب العمل. ففي المملكة العربية السعودية، أكد 96% من أصحاب العمل المشاركين في الاستطلاع أن هذه الشهادات تُعزز طلبات التوظيف، في حين أبدى 97% منهم استعدادهم لدفع رواتب مبدئية أعلى لحامليها.

وأفاد 94% من أصحاب العمل بأنهم يفضلون المرشحين الحاصلين على شهادات مصغّرة تُحتسب كساعات أكاديمية معتمدة، لا سيّما في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي (70%)، مما يؤكد ميل أصحاب العمل إلى توظيف هؤلاء المرشحين أكثر من أولئك الذين لا يحملون هذه الشهادات.

وتعليقاً على ذلك، قال قيس الزريبي، المدير العام لشركة “كورسيرا” في الشرق الأوسط وأفريقيا: “تبشر الشهادات المصغّرة بإحداث تحول جذري في سوق العمل بالمملكة. فأصحاب العمل باتوا أكثر إدراكاً لقيمة هذه الشهادات، ويميلون إلى تقديم رواتب مبدئية أعلى لحامليها واتخاذ قرارات أسرع بشأن توظيفهم. ومع تسارع خطى المملكة نحو تحقيق أهداف رؤية 2030، ستلعب تلك الشهادات دوراً محورياً في سد فجوات المهارات وتأهيل المواهب لمواكبة متطلبات وظائف المستقبل”.

ويكشف التقرير أيضاً عن أنواع المهارات الأكثر طلباً؛ ففي المملكة العربية السعودية، تشمل المهارات اليومية التي يبحث عنها أصحاب العمل في الموظفين الجدد الحاصلين على الشهادات المصغّرة كلاً من المرونة والقدرة على التكيف، والتعاون، والتواصل في مجال الأعمال، وهذا يشير بدوره إلى أهمية التعلم المستمر والمرن. أما على صعيد المهارات التقنية، فيزداد الطلب بشكل خاص على مهارات الذكاء الاصطناعي التوليدي، والأمن السيبراني، وتطوير البرمجيات.

وخلال العام الماضي، قامت 84% من الشركات السعودية بتوظيف مرشح واحد على الأقل من حاملي الشهادات المصغّرة، مما يعكس التبني الواسع لنموذج التوظيف القائم على المهارات. ومن هذا المنطلق، يوصي التقرير المؤسسات الأكاديمية بمواءمة برامج شهاداتها مع أجندة التنويع الاقتصادي في المملكة.

ويدعو التقرير كذلك إلى زيادة التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والشركات والجهات الحكومية لضمان توفير برامج تُلبّي احتياجات السوق من المهارات وتقديم الدعم اللازم لتنمية الكوادر الوطنية العاملة.

وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يزداد الإقبال على الشهادات المصغّرة بشكل مطرد؛ حيث حصل ما يزيد على اثنين من كل خمسة طلاب على شهادة مصغّرة واحدة على الأقل، وهذا يعتبر من أعلى المعدلات العالمية لتبني تلك الشهادات. ويُظهر طلاب المنطقة تركيزاً متزايداً على النتائج، حيث يعتقد 94% منهم بأن الشهادات المصغّرة ستعزز فرص نجاحهم المهني.

ويبدي أصحاب العمل في المنطقة ثقة مماثلة بتلك الشهادات، إذ يرى 92% منهم أن الموظفين الجدد الحاصلين على هذه الشهادات يمتلكون مهارات قوية في حل المشكلات والتواصل، بينما يؤكد 94% منهم أن تلك المهارات قابلة للتطبيق الفوري في مكان العمل. علاوة على ذلك، يبدي 97% من أصحاب العمل في المنطقة استعدادهم لدفع رواتب مبدئية أعلى لحامليها، ويرى 91% منهم أن توظيف هؤلاء يقلل تكاليف ومدة التدريب خلال السنة الأولى من التوظيف.

يشكل تقرير “تأثير الشهادات المصغّرة لعام 2025” دليلاً قوياً على أن هذه الشهادات تحقق نتائج ملموسة للطلاب وأصحاب العمل على حدٍّ سواء، وبذلك ترسم مساراً واضحاً لأنظمة التعليم التي تسعى إلى مواكبة متطلبات سوق العمل المتغيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى