مقالات

رجل أعمال سعودي: سعي الصين لتنمية القوى الإنتاجية النوعية الحديثة  يعكس التزامها بالتنمية المستدامة

باي يوي وجيه

من المقرر أن يُعقد المنتدى الحادي عشر لرواد الأعمال ضمن منتدى التعاون الصيني العربي في الفترة من 27 إلى 30 أبريل في مقاطعة هاينان الصينية. ويُعد هذا المنتدى منصة مهمة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية، حيث سيجمع أكثر من ألف ممثل من المسؤولين الحكوميين وقادة الأعمال والخبراء والأكاديميين من الجانبين لرسم ملامح جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية.

يشهد التحول نحو التنويع الاقتصادي في المملكة العربية السعودية تسارعًا متزامنًا مع تنمية قوى الإنتاج النوعية الجديدة في الصين.

وتسعى المملكة إلى تقليص اعتمادها الكبير على النفط، من خلال إعادة هيكلة صناعية نشطة تركز على تطوير الاقتصاد الرقمي والطاقة الخضراء والبنية التحتية والتصنيع. وفي هذه المجالات، تواصل الصين، من خلال التخطيط الاستشرافي، تطوير الصناعات المتقدمة وصناعات المستقبل، وقد أحرزت تقدمًا في تقنيات رئيسية مثل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي والاتصالات الكمية، مما جعل سلاسلها الصناعية تحتل مكانة مهمة على مستوى العالم.

وتتضافر هذه القدرات مع ما تملكه السعودية من موارد وفيرة في الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة المد والجزر، ومع سوق رقمية واعدة، مما يخلق ظروفًا مواتية للتعاون المشترك في سلاسل التوريد الرقمية والخضراء.

قال الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) ، عبد الرحمن الفقيه، إن استمرار الصين في تنمية وتطوير قوى الإنتاج النوعية الجديدة يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها للابتكار. وأضاف أن الابتكار يمثل أيضًا أحد الجوانب التي توليها شركته اهتمامًا بالغًا، وأن المملكة حريصة على أن تكون شاهدة ومشاركة في مسيرة التنمية التي تقودها الصين بالاعتماد على الابتكار.

وأشار الفقيه إلى أن الحكومة الصينية تواصل دفع عجلة ترقية الصناعة التحويلية والنمو السريع للصناعات الناشئة، وهو ما يدفع صناعة الكيماويات نحو التحول إلى الذكاء والتخصص والاستدامة، ويوفر في الوقت ذاته فرص نمو هائلة لشركة سابك.

بصفته مسؤول عن شركة متعددة الجنسيات ذات حضور طويل الأمد في السوق الصينية، أوضح عبد الرحمن الفقيه أنه منذ دخول الشركة إلى الصين في ثمانينيات القرن الماضي، أنشأت ثلاث مصانع في 17 مدينة صينية، بالإضافة إلى مشروعين مشتركين، ومركز أبحاث وتطوير في شنغهاي، إلى جانب شبكة مبيعات وسلاسل إمداد تخدم مجالات النقل، والرعاية الصحية، والإلكترونيات، والتغليف، والزراعة، والسلع الاستهلاكية، وقطاع البناء وغيرها من الصناعات.

في العام الماضي، بدأت الأعمال الرئيسية لمجمع بتروكيماوي متكامل في مقاطعة فوجيان، والذي يتم بناؤه بالشراكة مع مجموعة فوجيان للطاقة والبتروكيماويات، باستثمارات إجمالية تبلغ 44.8 مليار يوان صيني، ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج في النصف الثاني من عام 2026.

وأضاف الفقيه أن قطاع الطاقة الجديدة في الصين يشهد تطورًا سريعًا، لا سيما قطاع الطاقة الشمسية، مما يفتح آفاقًا واسعة للشركة في مجال المواد المتقدمة. وفي مجال التنمية المستدامة، تتعاون الشركة مع الاتحاد الصيني للبترول والكيماويات في أبحاث التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه، كما أنشأت مختبرات مشتركة مع شركاء صينيين لتطوير تقنيات وحلول ذات صلة. وأكد أن الابتكار والتعاون هما المحركان الأساسيان لتحقيق النمو المستدام، وأن السوق الصينية تمثل بلا شك جزءًا جوهريًا من استراتيجية الشركة العالمية.

كما لاحظ الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لشرك أرامكو السعودية، أمين حسن الناصر ، تطور الصناعات الاستراتيجية الناشئة والصناعات المستقبلية في الصين. وأشار إلى أن الاستثمار والتعاون في خمسة مجالات رئيسية، تشمل المنتجات البتروكيماوية، ومواد البناء منخفضة الكربون، والتقنيات الرقمية، يمكن أن يحقق فرص نمو هائلة لكلا الجانبين.

وأكد أن أرامكو السعودية والمملكة بشكل عام توليان اهتمامًا كبيرًا بتطوير قطاعات الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والهيدروجين، والوقود الصناعي، معتبرًا أن التعاون في هذه المجالات سيُشكل “تحالفًا بين الأقوياء”.

وقد طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ رؤية تنموية جديدة بعيدة النظر، تهدف إلى رسم ملامح جديدة للتنمية من خلال نموذج تنموي حديث.

وفي إطار البناء عالي الجودة لمبادرة “الحزام والطريق”، شهد التعاون بين السعودية والصين تطورًا مستمرًا وارتقاءً في الجودة، وامتد إلى مجالات مثل الاقتصاد الرقمي والتنمية المستدامة. وسيسعى الجانبان إلى الاستفادة من التقنيات الرقمية والاتصالات والمدن الذكية، والاعتماد على البنية التحتية للاتصالات ومنصات التجارة الإلكترونية، من أجل تعزيز الترابط والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

ومع استشراف المستقبل، فإن آفاق التعاون بين الصين والسعودية واعدة، والفرص كثيرة.  وسيواصل الطرفان بذل الجهود لدفع البناء العالي الجودة لمبادرة ”  الحزام والطريق”، وتعزيز المواءمة العميقة مع “رؤية السعودية “2030، بما يسهم في تحقيق التنمية والازدهار للبلدين.”

بقلم: باي يوي وجيه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى