أخبار عامة

رائدة الأعمال مريم موصلّي…نقلت السعودية إلى خارطة الأزياء العالمية بانفتاح راقٍ يراعي المعايير الثقافية

نجحت رائدة الأعمال السعودية مريم موصلّي بترك بصمتها في مواضع عدة تعنى بها المرأة السعودية. أنجزت، نجحت، برعت في ترك أثر كبير في مجال الموضة في المملكة، وعبر نقل الصورة الحقيقية الأبهى للأزياء السعودية بوجه ثقافي راقٍ، لتصبح إحدى أكثر شخصيات الموضة السعودية تأثيراً.

أسّست مريم شركة “نيش أريبيا”، الشركه الرائدة في تسويق العلامات التجارية الفاخرة في الشرق الأوسط. وعززت دعوتها، باعتبارها المحترفة العربية الوحيدة لحضور حفل “Celebration of Design Gala”، الذي استضافته السيدة الأولى للولايات المتحدة الأميركية ميشيل أوباما، مكانتها سفيرة لمشهد الأزياء الإقليمي في الشرق الأوسط.

دخلت مريم ريادة الأعمال، بعد أن وجدت فراغاً أرادت أن تملأه، و”باعتبار المملكة العربية السعودية دولة كبيرة كان علينا أن نتوسّع إلى الخارج”، تؤكّد مريم استشارت والديها، اللذين كانا الداعمين الأولين لها، و”استمددت ثقتي من ثقتهما بي منذ طفولتي بأنّي قادرة على الإنجاز”.

اكتسبت مريم خبرة في عملها في الصحافة وفي مجالات عديدة، و”عندما يتعلق الأمر بثقتي بنجاحي، كان الأمر يتعلق فقط بالخبرة، ودائماً ما أقول لفريقي الشيء نفسه، لا يوجد بديل من الخبرة”.

نقلت مريم المملكة إلى خارطة الأزياء العالمية، وصارت الشابة إحدى أكثر شخصيات الموضة السعودية تأثيراً. تقول في هذا الإطار، أنّ لدى السعودية فرصة فريدة لتكون رائدة في العديد من الأشياء. و”لأننا بدأنا متأخرين، تمكّنّا من رؤية أفضل الممارسات من جميع أنحاء العالم وتنفيذها لنا، ويمكن تطبيق الشيء نفسه على الموضة، من الموضة البطيئة، والموضة المستدامة، الموضة المضمنة في تراثنا”. 

في رأي مريم، الموضة كانت دائماً شيئاً أسهل بالنسبة الى النساء للمشاركة فيها. كذلك، ما يحصل الآن “هو مدى اهتمام العالم بالمملكة العربية السعودية، والذي ينعكس على مختلف المجالات ومنها الأزياء والموضة، ونحن بدورنا نهتم بذلك، وقت أظهرت المملكة مواهب رائعة وأطلقت مصممين بارعين، ولدينا العديد من مصممي الأزياء الذين يحافظون على تراثنا أيضاً”.

كذلك، أطلقت مريم أول حفل لعرض أزياء مختلط في المملكة. وتتحدّث عن هذه الخطوة بأنّنا “أدركنا بشكل أساسي أنه عندما يتعلق الأمر بالموضة، ما كنّا منفصلين جداً عن كيفية إقامة عروض الأزياء. لذا، حضّرنا هذه الخطوة بجهد واحترافية، وضمن معاييرنا الثقافية”.

وكان تأسيس مجلس موضة سعودياً على يد مريم، بحيث انبثقت الفكرة منذ انطلاقة حياتها المهنية الشخصية ودعمها المبدعين طوال رحلتها، وهذا هو الهدف الأول من هذا المجلس، الذي يدعم المواهب المبدعة. وأظهرت نجاحاً باهراً بالقيام بأول حملة على الإطلاق لشركة H&M في الشرق الأوسط، وبجلسات تصوير احترافية لعدد من المجلات العالمية والعلامات التجارية العالمية، و”كانت الإنجازات جيدة”، وفق مريم. 

أيضاً، نشرت كتاباً بعنوان “تحت العباءة”، ونال أصداء جميلة بحيث كسر الصورة النمطية التي لدى الغرب حيال  المرأة السعودية. “هي واحدة من مبادراتي أو إنجازاتي أو أطفالي المفضلين”، تورد مريم. بدأ الأمر من مكان نقي حقاً إذ أردت فقط عرض قصص النساء السعوديات على لسانهن، وكن مذهلات للغاية. فكَرت حينها، لماذا تأتي قصصنا من الخارج؟ لماذا مؤلفو كل هذه المقالات هم أجانب وليسوا نحن؟ و”أنا، كامرأة سعودية تعيش في السعودية، أعرف مدى روعة النساء السعوديات، لذا كانت مهمتي إنشاء شيء سهل للانتشار خصوصاً في الأسواق الخارجية، حول الأزياء لدينا والتعرّف إلينا حقاً، فهناك دول مثل اليابان أعتقد أنها لا تعرف جوانب الأزياء لدينا”.

لذا، نُشر الكتاب عالمياً، و”لم يكن لدى دول بعيدة ومتقدمة مثل هذه الرؤية الثاقبة للسعودية، وبخاصة النساء السعوديات”، بحسب مريم. وخُصصت عائداته بنسخته الأولى لمبادرة نسائية، أتاحت لبعض النساء الذهاب إلى المدرسة وتحصيل برامج التعليم العالي. وفي نسخته الثانية، خُصصت عائداته لبرامج دعم القيادة.

استرجعت مريم قليلاً من طفولتها لتصف الدوافع خلف جميع هذه الإنجازات. تروي أنّها ولدت في الولايات المتحدة الأميركية وعاشت هناك طويلاً. وعندما عادت إلى السعودية في المرحلة المتوسطة، “شعرت بوجودي في وطني، وأردت حينها التعويض عن غيابي، واحتجت إلى الانغماس في نفسي، وقررت البقاء والمساهمة حقاً في بلدي”. وترى أنّ ما يعزز شغفها اليوم هو الإمكانات التي تتمتع بها المملكة، و”اليوم يمكننا أن نرى أن العقلية تتغير وأن هناك دائماً فرصاً وهذا ما يجعلني أستمر”. 

وتتوجه الى المرأة المترددة في خوض عالم الأعمال أو المهنة التي تحب، وتقول لأي امرأة تريد بدء عمل تجاري أن تخوض التجربة: “انطلقي، فلن تعرفي ما ينتظرك حتى تجربي. كلنا نريد أن نكون نموذجيات، لكن معظم الوقت، نتعرّف على أنفسنا في رحلة ريادة الأعمال من خلال أخطائنا. لذا بالنسبة إلي، الأمر يتعلق بالمحاولة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى