كيف يحمي مستخدمو الإنترنت أنفسهم رقميًا في يوم الحبّ وفي كل وقت؟
حذّرت كاسبرسكي من تزايد حاصل في النشاط الاحتيالي عبر الإنترنت في هذه الأيام التي تسبق يوم الحب، أو الڤالنتاين، لهذا العام، داعية مستخدمي تطبيقات التعارف وخدماته الرقمية إلى الحرص على حماية بياناتهم وضمان خصوصيتهم الرقمية، في وقت تتزايد يوميًا كمية المعلومات التي يشارك بها المستخدمون آخرين عبر الإنترنت. ويتطلّب التعارف عبر الإنترنت وإقامة العلاقات كشف طرفي العلاقة عن كثير من جوانب حياتهم الشخصية من أجل إنجاحها. وأدّى الحجم الكبير للمعلومات التي يجري مشاركة الآخرين بها إلى وقوع بعض المستخدمين في دائرة المخاطر الرقمية، مثل التشهير، المتمثل بجمع مصدر التهديد لبيانات المستخدم الشخصية وعرضها أمام الملأ على الإنترنت.
واتسع نطاق استخدام تطبيقات التعارف كثيرًا خلال العامين الماضيين، إذ سجل التطبيق Tinder رقمًا قياسيًا بلغ ثلاثة مليارات حركة في يوم واحد في مارس 2020، بينما يدعي OkCupid أنه يوفّق بين 91 مليون مستخدم سنويًا. لكن دراسة استطلاعية حديثة أجرتها كاسبرسكي وجدت أن أكثر من نصف المستخدمين (55%) يخشون أن يلاحقهم شخص قابلوه عبر الإنترنت، في حين أن نحو سُدس مستخدمي تطبيقات التعارف (16%) قالوا إنهم تعرضوا للتشهير.
وتطلب العديد من هذه التطبيقات الآن من المستخدمين تسجيل حساباتهم من خلال صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وتملأ ملفًا تعريفيًا شخصيًا تلقائيًا بالصور والمعلومات الشخصية المأخوذة من تلك الصفحات، مثل مكان العمل أو الدراسة. وتسهّل هذه البيانات على من يرغب بالتشهير العثور على المستخدمين والكشف عن معلوماتهم.
وتتسم البيانات المخزنة في الملفات التعريفية ضمن تطبيقات التعارف بالحساسية، ما يجعلها شديدة الجاذبية لمجرمي الإنترنت. وقد أدى ذلك إلى زيادة حرص تلك التطبيقات على حماية بيانات المستخدمين الشخصية، ما جعلها أكثر أمانًا. ووفقًا لدراسة كاسبرسكي، حسّنت تطبيقات التعارف الخمسة الأكثر شيوعًا بروتوكولات التشفير الخاصة بها وبدأت تولي خصوصية المستخدمين مزيدًا من الاهتمام، كما قدّمت هذه التطبيقات إصدارات مدفوعة تتيح للمستخدمين تحديد مواقعهم يدويًا أو تعتيم الصور، على سبيل المثال.
اقرا ايضا: نصائح كاسبرسكي للحد من مخاطر الذكاء الاصطناعي التوليدي في بيئة العمل
لكن المشكلة لا تتعلق دائمًا بالبيانات الشخصية المتاحة للعامة. إذ يلاحظ باحثو كاسبرسكي، سنويًا، زيادة في الأنشطة الاحتيالية عبر الإنترنت في الأيام التي تسبق يوم الحب. وينشئ مجرمو الإنترنت تطبيقات تعارف مقلّدة تحاكي تطبيقات تعارف شهيرة، سعيًا منهم لجمع المعلومات الشخصية، كما بدأوا في نشر رسائل بريد إلكتروني يزعمون فيها بأنهم نساء يسعين للتعارف. ويتضمّن مخطط الاحتيال رسائل بريد إلكتروني تحتوي على رابط يؤدي إلى صفحة تصيّد تحاكي ملف تعريف في موقع تعارف، وتطلب هذه الرسائل من المستخدمين المستهدفين تعبئة نموذج بالأمور التي يفضلونها في شريك مستقبلي. وأخيرًا، يُطلب من المستخدمين إضافة بياناتهم المصرفية لسداد الرسوم المحددة. وبالطبع ينتهي الأمر بالضحية إلى انكشاف بياناته وخسارة ماله من دون أن تتاح أمامه فرصة التعرّف على أي شخص.
نموذج لرسالة بريد إلكتروني تحتوي على رابط تصيّد
وقالت آنا لاركينا خبيرة الأمن الرقمي لدى كاسبرسكي، إن تطبيقات التعارف تفتح عالمًا من الاحتمالات أمام الباحثين عن شركاء الحياة، مُحذّرة من إمكانية حصول المخربين ومجرمي الإنترنت على البيانات المخزّنة على تلك التطبيقات. وأضافت: “لن يدّخر مجرمو الإنترنت وسعًا للاستيلاء على البيانات المتاحة في قنوات التعارف هذه، سعيًا منهم لتحقيق مكاسب مالية، إلا أن تطبيقات التعارف تتحرك في الاتجاه الصحيح، ما يتيح للمستخدمين التواصل فيما بينهم بأمان أكبر، ومع ذلك، يبقى الحذر واجبًا، فبغضّ النظر عن مدى براعتك في الاتصال بالإنترنت، تظلّ هناك دائمًا طرق لتحسين السلامة الرقمية، والسماح بالتعارف عبر تلك التطبيقات باطمئنان وأنت تعلم أنك ومعلوماتك الشخصية في أمان”.
وتزداد الحاجة إلى اتباع نهج أكثر أمانًا للتعارف عبر الإنترنت عند اقتراب مناسبة يوم الحب، التي يتجه فيها عدد متزايد من المستخدمين إلى تطبيقات المواعدة ومواقع الويب لمقابلة شخص ما من المحتمل أن يصبح شريك حياة. ووضعت كاسبرسكي تفصيلًا بالخطوات التالية التي توصي الأشخاص باتباعها للاستمتاع باستخدام تطبيقات التعارف بأمان في كل حين:
- لا تربط حساب Instagram (أو حسابات الوسائط الاجتماعية الأخرى) بملفك الشخصي في تطبيق التعارف، لتفادي انكشاف الكثير من المعلومات عنك والتي يحتمل أن تكون قابلة للاستغلال. حتى إذا كنت قد ضبطت إعدادات الخصوصية والأمن في Instagram، تبقى مخاطر ربط الحسابات معًا أكبر من المنافع.
- لا تشارك رقم هاتفك أو تفاصيل تطبيقات التراسل الأخرى. وتوصي تطبيقات التعارف بشدة بالالتزام بالتواصل عبر منصات التراسل الخاصة بها، ومن الحكمة الالتزام بذلك إلى أن تطمئن إلى الشخص الذي تتواصل معه. أيضًا، عندما تستعد للانتقال إلى تطبيق تراسل آخر، احرص على إعداده للحفاظ على أمن معلوماتك الخاصة.
- قد يحاول مجرمو الإنترنت سرقة بعض بياناتك الخاصة، لذا كن حذرًا إذا طلب منك شخص تثبيت تطبيق على هاتفك، أو زيارة موقع ويب معين، أو بدء طرح أسئلة من قبيل معلمك المفضل أو حيوانك الأليف الأول، وهي من أبرز الأسئلة المستخدمة ضمن طرق تأمين الخدمات الإلكترونية. أما التطبيق فقد يكون خبيثًا، وموقع الويب قد يكون صفحة تصيّد، ويمكن أن تساعد الإجابات عن تلك الأسئلة في سرقة أموالك أو هويتك.
- توخَّ الحذر من روبوتات الإنترنت التي قد تحاول دفعك للكشف عن بياناتك وتسهيل الوصول إلى أموالك. فإذا انتابك شعور مضحك بشأن الدردشة، وإذا كانت ردود الطرف الآخر لا تتطابق تمامًا مع أسئلتك، عليك أن تفترض أنك تتحدث مع روبوت.
- حاول، ما أمكن، تغيير إعداداتك داخل التطبيق بحيث يكشف فقط عن ملفك الشخصي للأشخاص الذين جرى التوفيق بينك وبينهم. بهذه الطريقة، لن يتمكن الآخرون من رؤية بياناتك؛ فتضييق الرؤية وحصرها في عدد محدود من الأشخاص يقلّل من احتمالات وصول معلومات ملفك الشخصي إلى الأيدي الخطأ.