1.5مليار جنية … أسرار وخفايا تبرع عائلة ساويرس للجامعة الامريكية بالقاهرة
ولماذا في هذا التوقيت وهل الجامعة الامريكية أهم من المواطن الفقير
أثار رجل الأعمال نجيب ساويرس تفاعلاً واسعاً على منصة “إكس” (تويتر سابقاً) من خلال ردوده على مستخدمين بشأن خبر يفيد بتلقي الجامعة الأمريكية في القاهرة تبرعاً مالياً من عائلة ساويرس. وأكد ساويرس أن مصر ليست بحاجة إلى مزيد من الجامعات والكنائس، بل تحتاج إلى تحسين التعليم والرعاية الصحية.
وقد حصلت الجامعة الأمريكية بالقاهرة على أكبر تبرع في تاريخها من عائلة ساويرس، وذلك لدعم التميز في برامج إدارة الأعمال والأبحاث متعددة التخصصات، بالإضافة إلى تعزيز برامج التبادل مع الجامعات الأمريكية الرائدة.
كما أعلنت الجامعة أنها ستطلق اسم “كلية أنسي ساويرس لإدارة الأعمال” بشكل دائم على كلية إدارة الأعمال، تقديراً لهذه الهبة الاستثنائية من عائلة ساويرس.
تأتي هذه التسمية تقديرًا للإرث الشخصي والمهني المتميز للراحل أنسي ساويرس، الذي يُعتبر من أبرز رجال الأعمال المصريين في منطقة الشرق الأوسط، وهو مؤسس مجموعة أوراسكوم وعميد عائلة ساويرس.
تبرع عائلة ساويرس للجامعة الامريكية بالقاهرة
تبلغ قيمة الهبة أكثر من 30 مليون دولار أمريكي (حوالي مليار و491 مليون جنيه مصري)، وقد تم تقديمها للجامعة من قبل مؤسسة The NNS Foundation وصندوق نجيب ساويرس للأعمال الخيرية، بالإضافة إلى نجيب سميح ساويرس ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية وأوراسكوم للإنشاءات.
على الرغم من الإشادات الواسعة التي تلقاها هذا التبرع من قبل العديد من الأفراد، إلا أن بعض الانتقادات ظهرت على منصات التواصل الاجتماعي. حيث رأى البعض أن توجيه مثل هذه التبرعات قد يكون أكثر فائدة إذا تم استثمارها في مشروعات اجتماعية أخرى.
أفاد ناصف ساويرس، الرئيس التنفيذي لشركة أوراسكوم للإنشاءات، قائلاً: «من خلال دعمنا للجامعة الأمريكية بالقاهرة وبرامج التبادل مع أبرز الجامعات في الولايات المتحدة، نسعى لجذب الطلاب المتميزين للاستفادة من البرامج التي تعزز التفكير العميق وتتميز بطابعها العالمي. إن إعداد قادة الأعمال المستقبليين بالمهارات اللازمة للتكيف والابتكار عبر الجامعة الأمريكية بالقاهرة يُعتبر أفضل وسيلة لتكريم مبادئ والدنا التي تتمحور حول أخلاقيات العمل والقيم والالتزام بتقديم ما يسهم في تقدم وطننا مصر».
قال نجيب ساويرس، رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة أوراسكوم للاستثمار القابضة: “لقد غرس والدانا فينا قيمة التعليم وضرورة خلق فرص للشباب لتحفيزهم على التفوق. يلعب خريجو الجامعة الأمريكية بالقاهرة دورًا محوريًا في شركاتنا، حيث يشغل العديد منهم مناصب قيادية. ستساهم هذه الكلية في تعزيز قدرات الأجيال القادمة لخدمة أعمالنا ومجتمعاتنا وبلدنا بشكل متميز”.
كما أضاف نجيب سميح ساويرس، رئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم للتنمية القابضة: “سيظل إرث أنسي ساويرس دائمًا مصدر إلهام لنا للاستثمار في أهم الموارد القيمة في مصر، وهو رأس المال البشري”.
أعرب الدكتور شريف كامل، عميد كلية إدارة الأعمال بالجامعة، عن ثقته بأن هذه المنحة وما ستوفره من فرص للتبادل الأكاديمي والتعاون مع أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الأمريكية المرموقة ستضمن بقاء كلية أنسي ساويرس لإدارة الأعمال في طليعة التعليم في هذا المجال على مستوى العالم، مما يجعلها تتساوى مع أفضل الكليات العالمية.
من جهته، أشار مارك تيرنيج، رئيس مجلس الأوصياء بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إلى أن هذه المنحة تمثل واحدة من العديد من المبادرات الإنسانية المؤثرة التي قامت بها عائلة ساويرس، حيث تعزز من مكانة الجامعة كمؤسسة تسعى لتخريج طلاب يمتلكون مهارات حياتية وعملية على مستوى عالمي، وقادرين على إحداث تأثير إيجابي في مجتمعاتهم وعلى مستوى العالم.
شهد عام 1987 تحولًا جذريًا في مسيرة نجيب ساويرس نحو تحقيق الثراء، حيث أسس قطاع التكنولوجيا في شركة والده (أوراسكوم) من خلال الحصول على وكالة شركة HP للحاسبات الأمريكية. واستمر في تطوير هذا القطاع، حيث أضاف إليه وحدة اتصالات الحاسب من شركة AT&T في عام 1990، مما ساهم في تعزيز نشاطه في هذا المجال. تطورت علاقته مع AT&T حتى حصل على وكالة أجهزة الاتصالات الخاصة بها في عام 1992، ومنذ ذلك الحين بدأت علاقته بقطاع الاتصالات، حيث تولت أوراسكوم مسؤولية تطوير البنية التحتية وتوسيع شبكة السنترالات والهواتف الأرضية في مصر، سواء من حيث الإنشاءات أو التجهيزات أو المعدات. وكان يسانده في هذا المجال المهندس أسامة الخولي، أول مهندس اتصالات عمل معه، بالإضافة إلى علاقته وصداقته مع المهندس إسكندر شلبي، أحد خبراء هندسة الاتصالات في مصر. في عام 1994، أسس أول شركة للإنترنت، وفي عام 1996، كانت شركة أوراسكوم الأم هي الشركة الوحيدة في مصر برأس مال قدره 2.1 مليار جنيه، حيث كانت تعمل في مجالات المقاولات، المنشآت السياحية، التجارة، التوزيع، التوريدات، وتكنولوجيا الاتصالات والكمبيوتر، معتمدًة على وكالات تجارية أمريكية مثل هيولت باكارد ومايكروسوفت.
تمكن ناصف ساويرس من الحصول على توكيل ماكدونالدز الشهيرة للمطاعم الأمريكية عام 1994 من خلال شركة أوراسكوم للأغذية والتوريدات. وقد نشرت جريدة الأهرام صورة للسفير الأمريكي في القاهرة، حيث ظهر في إعلان مدفوع يشغل الصفحة الأخيرة للجريدة، وهو يفتتح الفرع الأول لماكدونالدز في جامعة الدول العربية بسور نادي الزمالك. وقد أثار وجود السفير تساؤلات، حيث تبين أن هيئة المعونة الأمريكية لمصر قامت بتمويل أحدث وحدات تجميد اللحوم الخاصة بالمشروع، والتي قيل إنها تُعتبر الأولى من نوعها في الشرق الأوسط. كما انضمت عائلة منصور كشريك له في توكيل ماكدونالدز.
بعد الثورة، قام النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود بإحالة بلاغين إلى نيابة الأموال العامة، مقدّمين من 45 شخصًا ضد أحمد المغربي، وزير الإسكان السابق، ورجل الأعمال سميح ساويرس. يتهم البلاغان المذكوران كلاهما بإلحاق الضرر العمدي بالمال العام، حيث تم تخصيص 2500 فدان بالأمر المباشر خلف مدينة الإنتاج الإعلامي لشركة أوراسكوم للإسكان التعاوني، المملوكة لسميح ساويرس وعائلته، بسعر 11 جنيهًا للمتر. وقد تم استخدام هذه الأرض لبناء مدينة “هرم سيتي”، التي تضم 50 ألف وحدة سكنية في مدينة 6 أكتوبر، كجزء من البرنامج الانتخابي للرئيس السابق في مشروع الإسكان القومي للشباب.
وقد تم تخصيص 20% من مساحة الأرض لإقامة مشروع استثماري لصالح ساويرس تحت اسم منتجع “الهرم لايف”. يُذكر أن المشروع التعاوني تم بناؤه بنظام الحوائط الحاملة، مما يقلل من تكلفة الوحدة. المهندس الاستشاري للمشروع هو الدكتور ممدوح حمزة. ومع ذلك، فوجئ فقراء شباب مصر بأن الوحدة السكنية بمساحة 62 مترًا، التي تقدمها الدولة داخل الحيز العمراني للمدن الجديدة في مشروع مبارك، تُباع بسعر 35 ألف جنيه نقدًا، مع دعم حكومي قدره 10 آلاف جنيه. بينما يقدم سميح ساويرس نفس الوحدة التعاونية بسعر 115 ألف جنيه نقدًا، بالإضافة إلى 10 آلاف جنيه أخرى.
ولماذا الجامعة الامريكية
حصل سميح ساويرس، رئيس مجلس إدارة أوراسكوم للفنادق والتنمية، على موافقة هيئة التمويل العقاري لإنشاء شركة “تمويل” المتخصصة في التسويق العقاري. يبلغ رأس المال المرخص للشركة حوالي 500 مليون جنيه، بينما يصل رأس المال المصدر إلى نحو 50 مليون جنيه. تهدف الشركة إلى تقسيط الوحدات السكنية، حيث يصل سعر الوحدة السكنية المقسطة على مدى خمس سنوات إلى 179 ألف جنيه. وهذا يعني أن سميح ساويرس، عند انتهاء مشروع مبارك التعاوني، قد يحقق أرباحًا تتراوح بين خمسة إلى ستة مليارات جنيه من محدودي الدخل. إن هذا الوضع يعكس واقع الإسكان والتعاون في أوقات التضليل، مما يستدعي دراسة هذه الظواهر في المعاهد الأكاديمية المتخصصة.
بعد الثورة، أحال النائب العام المستشار عبد المجيد محمود بلاغين إلى نيابة الأموال العامة، مقدمة من 45 شخصًا ضد أحمد المغربي، وزير الإسكان السابق، ورجل الأعمال سميح ساويرس. يتهم البلاغان المذكوران كلاهما بإلحاق الضرر العمدي بالمال العام، حيث تم تخصيص 2500 فدان بالأمر المباشر خلف مدينة الإنتاج الإعلامي لشركة أوراسكوم للإسكان التعاوني، المملوكة لسميح ساويرس وعائلته، بسعر 11 جنيهاً للمتر. وقد تم استخدام هذه الأرض لبناء مدينة “هرم سيتي” التي تضم 50 ألف وحدة سكنية في مدينة 6 أكتوبر، كجزء من البرنامج الانتخابي للرئيس السابق في مشروع الإسكان القومي للشباب.
وفي المقابل، تم تخصيص 20% من مساحة الأرض لإقامة مشروع استثماري لصالح ساويرس تحت اسم منتجع “الهرم لايف”. يُذكر أن المشروع التعاوني تم بناؤه بنظام الحوائط الحاملة، مما يقلل من تكلفة الوحدة. المهندس الاستشاري للمشروع هو الدكتور ممدوح حمزة. ومع ذلك، فوجئ فقراء شباب مصر بأن الوحدة السكنية التي تبلغ مساحتها 62 مترًا، والتي تقدمها الدولة داخل الحيز العمراني للمدن الجديدة، تُباع بسعر 35 ألف جنيه نقدًا، مع دعم حكومي قدره 10 آلاف جنيه.
سميح ساويرس يقدم وحدات سكنية بسعر 115 ألف جنيه نقدًا، بالإضافة إلى دعم حكومي قدره 10 آلاف جنيه للوحدة. يتطلب الأمر دفع مقدم قدره 42 ألف جنيه، على أن يتم تسديد المبلغ المتبقي حتى استلام الوحدة بعد عام من دفع المقدم. وفي حالة التقسيط، يمكن للشباب دفع حوالي 600 جنيه شهريًا.
وقد حصل سميح ساويرس، رئيس مجلس إدارة أوراسكوم للفنادق والتنمية، على موافقة هيئة التمويل العقاري لإنشاء شركة “تمويل” المتخصصة في التسويق العقاري، برأسمال مرخص يبلغ حوالي 500 مليون جنيه ورأسمال مصدر قدره 50 مليون جنيه. وبفضل هذه الشركة، يمكن تقسيط الوحدة السكنية على مدى خمس سنوات، ليصل سعرها إلى 179 ألف جنيه. مما يعني أن سميح ساويرس قد يحقق أرباحًا تتراوح بين خمسة إلى ستة مليارات جنيه من محدودي الدخل، في ظل ظروف الإسكان الحالية. وفي سياق آخر، لا يزال ناصف ساويرس، الملياردير المصري، يحتفظ بلقب أغنى ملياردير عربي في العالم، ويحتل المركز الثاني في قائمة أثرياء الشرق الأوسط، بعد بافيل دوروف، مؤسس ومالك تطبيق تيليغرام، بصافي ثروة تقدر