ارتفاع أسعار النفط وصعود الدولار وانخفاض قيمة الذهب.. ما هي الأسباب وراء ذلك؟
شهدت أسعار النفط ارتفاعًا خلال تعاملات اليوم، في ظل التوترات المتزايدة بين روسيا وأوكرانيا، بينما عاد الدولار للصعود، مما أثر سلبًا على مكاسب الذهب في التعاملات المبكرة.
ارتفاع أسعار النفط
ارتفعت أسعار النفط اليوم ، مع تزايد المخاوف من أن تؤدي تصاعد الحرب في أوكرانيا إلى عرقلة إمدادات النفط من روسيا. يأتي ذلك في وقت تشير فيه المؤشرات إلى زيادة واردات الصين من الخام، مما طغى على البيانات التي أظهرت ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية.
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.18% لتصل إلى 73.45 دولارًا للبرميل، كما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى 69.70 دولارًا للبرميل.
وقد ساهمت الحرب المتصاعدة بين روسيا، التي تُعتبر منتجًا رئيسيًا للنفط، وأوكرانيا في استقرار السوق هذا الأسبوع.
ارتفاع أسعار النفط وصعود الدولار
وأشار خبير السوق في آي جي، ييب جون رونغ، إلى أنه “من المتوقع أن تظل أسعار النفط (برنت) مدعومة فوق مستوى 70 دولارًا في الوقت الراهن، مع استمرار مراقبة المتعاملين في السوق للتطورات الجيوسياسية”.
وقالت موسكو إن أوكرانيا استخدمت أمس الثلاثاء صواريخ أتاكمز الأميركية لضرب الأراضي الروسية للمرة الأولى، وفي المقابل، خفف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الاشتراطات المقيدة لشن هجوم نووي.
وقال محللون في بنك إيه إن زد في مذكرة للعملاء: “يشير هذا إلى تجدد التوتر في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ويعيد التركيز على خطر انقطاع الإمدادات في سوق النفط”.
فيما يخص الطلب، أفادت مصادر في السوق استنادًا إلى بيانات معهد البترول الأمريكي بأن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة قد ارتفعت بمقدار 4.75 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 15 نوفمبر/تشرين الثاني.
ويبدو أن تصاعد النزاع بين أوكرانيا وروسيا، التي تُعتبر منتجًا رئيسيًا للنفط، قد ساهم في دعم الأسعار.
كما أن الإشارات التي تشير إلى احتمال زيادة الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، لمشترياتها من النفط هذا الشهر، بعد فترة من ضعف الواردات، قد عززت من معنويات أسعار النفط.
ذكرت وكالة رويترز أن محللاً أشار إلى أن بيانات شركة كبلر المتخصصة في تتبع السفن أظهرت أن واردات الصين من النفط الخام قد تقترب من تحقيق مستويات قياسية مرتفعة أو تتجاوزها مع نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني.
وقد أسهم تراجع واردات الصين حتى الآن هذا العام في انخفاض أسعار النفط، حيث شهد خام برنت تراجعاً بنسبة 20% عن ذروته التي بلغها في أبريل/نيسان، والتي كانت تتجاوز 92 دولاراً للبرميل.
الذهب يفقد بريقه
تراجع الذهب عن مكاسبه الصباحية مع ارتفاع قيمة الدولار، على الرغم من تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا، مما يعزز الطلب على الأصول الآمنة. حيث انخفض سعر الذهب بنسبة 0.30% ليصل إلى 2624.16 دولار للأوقية، بعد أن بلغ 2641.86 دولار في وقت سابق، وهو أعلى مستوى له منذ 11 نوفمبر.
كما انخفضت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.16% لتصل إلى 2626.8 دولار.
وأشار إيليا سبيفاك، رئيس قسم الاقتصاد الكلي العالمي في تاستليف، إلى أن “التحركات الأمريكية وردود الفعل الروسية تساهم في زيادة حالة الغموض في السوق، مما يعزز من جاذبية الأصول الآمنة مثل الذهب”.
أشار إلى أن “المستوى الرئيسي للمقاومة الذي ينبغي مراقبته على المدى الصعودي هو حوالي 2700 دولار”.
ومن المتوقع أن يسلط العديد من مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) الضوء هذا الأسبوع على اتجاه خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة. ويعتقد المتداولون حالياً أن هناك احتمالاً بنسبة 58.9% لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر المقبل.
وقد أثارت البيانات الاقتصادية القوية الأخيرة والرسوم الجمركية التي اقترحها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب احتمالات بأن تظل أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.
وأوضح سبيفاك أن السوق تعدل توقعاتها بشأن التخفيضات المحتملة التي قد يقررها البنك المركزي الأمريكي العام المقبل، بعد أن أصبح التضخم مصدر قلق أكبر، مما قد يكون له تأثير سلبي على الذهب.
يمكن أن تؤدي أسعار الفائدة المرتفعة إلى تقليل جاذبية الذهب، الذي لا يحقق عوائد.
وأشار جيفري شميد، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي، إلى أنه لا يزال من غير الواضح إلى أي مدى يمكن أن تنخفض أسعار الفائدة. ومع ذلك، فإن التخفيضات الأولية التي قام بها البنك المركزي الأمريكي تعكس ثقة في أن التضخم يعود إلى المعدل المستهدف البالغ 2%.
استمرار ارتفاع الدولار
واصل الدولار الأميركي ارتفاعه بعد أن سجل أدنى مستوى له في أسبوع مقابل العملات الرئيسية الأخرى، وذلك بعد تراجع خلال جلستي تداول. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو “ستبذل كل جهد ممكن” لتفادي اندلاع حرب نووية، وذلك بعد ساعات من إعلان روسيا عن تخفيف القيود المتعلقة بالضربات النووية.
كما حققت عملة البيتكوين ارتفاعًا جديدًا متجاوزة 94 ألف دولار، مدعومة بتوقعات ببيئة تنظيمية أكثر ملاءمة للعملات المشفرة في ظل إدارة ترامب.
في الوقت نفسه، ارتفع مؤشر الدولار -الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل 6 عملات رئيسية، منها الين واليورو- إلى 106.66 نقاط.
ارتفع المؤشر إلى أعلى مستوى له خلال العام، حيث بلغ 107.07 يوم الخميس، مدعوماً بتوقعات بزيادة الإنفاق المالي ورفع الرسوم الجمركية وتشديد قوانين الهجرة في ظل الإدارة الأميركية المقبلة. ويشير خبراء الاقتصاد إلى أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم، وقد تؤثر سلباً على وتيرة سياسة التيسير النقدي التي يتبعها البنك المركزي الأميركي.
وفي هذا السياق، يترقب المستثمرون اختيار ترامب لمرشحه لوزارة الخزانة، بعد الإعلان عن عدد من التعيينات المهمة الأخرى، بما في ذلك تعيين هوارد لوتنيك وزيراً للتجارة.
أثار بعض مرشحي ترامب جدلاً بسبب خبرتهم المحدودة نسبياً في هذا المجال.
وفي مذكرة موجهة للعملاء، أشار محللو “دي بي إس” إلى أن “التداولات التي تراهن على سياسات ترامب، والتي ساهمت في تعزيز قيمة الدولار، تواجه تحديات نتيجة لترشيحات ترامب المثيرة للجدل للمناصب الوزارية وتصاعد النزاع في الحرب الروسية الأوكرانية”.
كما أضافوا أنه على المدى الطويل، يجب أن تُعطى أهمية أكبر للبيانات الاقتصادية القوية والاحتمالية المتزايدة بأن يضطر مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى تباطؤ وتيرة خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر في عام 2025.
يستمر المتداولون في تقليص توقعاتهم بشأن خفض أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل للبنك المركزي الأميركي المقرر في ديسمبر/كانون الأول. ووفقًا لأداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي إم إي، فإن الاحتمالات الحالية تبلغ 57.3%، بانخفاض عن 58.7% في اليوم السابق، بينما كانت الاحتمالات قبل شهر عند 76.8%.
وأشار رئيس البنك المركزي الأميركي، جيروم باول، الأسبوع الماضي إلى أن “الاقتصاد لا يقدم أي إشارات تدل على ضرورة التسرع في خفض أسعار الفائدة”، وذلك بعد صدور مجموعة من المؤشرات الاقتصادية القوية.
ارتفع الدولار بنسبة 0.74% ليصل إلى 155.80 ينا، بعد أن شهد انخفاضًا حادًا إلى 153.28 يوم الثلاثاء الماضي، وذلك على خلفية الأخبار الواردة من روسيا. كما تراجع اليورو ليصل إلى 1.0546 دولار.
أما عملة بيتكوين، فقد استقرت عند 93,204 دولارات و20 سنتًا، بعد أن سجلت ارتفاعًا سابقًا إلى مستوى قياسي بلغ 94,002 دولار و87 سنتًا.
وأفادت صحيفة فايننشال تايمز بأن شركة التواصل الاجتماعي المملوكة لدونالد ترامب تجري محادثات لشراء شركة “باكت” المتخصصة في تداول العملات المشفرة، مما يعزز الآمال في إنشاء نظام يتبنى العملات المشفرة تحت إدارته.