سلطنة عُمان في يومها الوطني الـ54: خطوات ثابتة نحو الاستدامة والابتكار

تحتفل سلطنة عمان في 18 نوفمبر الجاري باليوم الوطني الـ54، وهي مناسبة تاريخية يعتز بها العمانيون، حيث تمثل ذكرى استقلال السلطنة من الاحتلال البرتغالي في عام 1650، كما أنها تتزامن مع عيد ميلاد السلطان قابوس بن سعيد – رحمه الله -، مما يضفي بُعدًا وطنيًا وتاريخيًا على الاحتفالات التي تمتد على مدار يومين 18 و 19 نوفمبر، وتشمل مجموعة متنوعة من الفعاليات تُبرز التراث العماني وتعزز مشاعر الفخر والانتماء الوطني.

وتشهد المدن والقرى العمانية أجواءً احتفالية مبهجة، حيث تتزين الشوارع والمباني بألوان العلم العماني: الأخضر، الأبيض، والأحمر، كما تقام مسيرات احتفالية وسباقات تقليدية، إلى جانب حفل رسمي يسلط الضوء على إنجازات السلطنة، ويُختتم بعروض بحرية وعسكرية تعكس قوة وعراقة القوات المسلحة العمانية، فضلاً عن الفعاليات الثقافية والفنية التي تبرز التراث الغني لعمان.

أقرأ أيضا.. سلطنة عُمان تستعد للمشاركة في معرض سوق السفر العالمي 2024 في لندن 

ويُعد اليوم الوطني الـ 54 فرصة  لتسليط الضوء على الإنجازات التي حققتها السلطنة تحت قيادة السلطان هيثم بن طارق، الذي أكّد منذ توليه الحكم عام 2020 على الالتزام بالتنمية الشاملة ضمن إطار رؤية عمان 2040، والتي تركز على تطوير قطاعات حيوية مثل التعليم، والصحة، والاقتصاد مما يسهم في تحسين مستوى المعيشة للمواطنين وتحقيق الازدهار  للوطن.

علاقات سعودية عمانية

وتربط المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان علاقات تاريخية ومتينة، تزداد قوةً وتنوعًا في مجالات مثل الطاقة والتجارة والبنية التحتية، وقد شهدت هذه العلاقات تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، خاصة مع افتتاح الطريق البري الذي يربط بين البلدين على مسافة 564 كيلومترًا، وهو ما يعزز حركة التبادل التجاري ويسهل تنقل السياح والحجاج.

كما يشكّل هذا الطريق حلقة وصل حيوية تساهم في تعزيز الربط الإقليمي والدولي لشبكات التجارة والنقل، مما يعزز التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين البلدين، ويسهم في تعزيز الشراكة في مجالات تنموية عدة.

موقع استراتيجي

وتتمتع سلطنة عمان بموقع جغرافي استراتيجي في جنوب شرق شبه الجزيرة العربية، حيث تحدها المملكة العربية السعودية من الغرب وتطل على بحر العرب والمحيط الهندي وبحر عمان، ويمنحها موقعها إطلالة مهمة على مضيق هرمز، المدخل الرئيسي للخليج العربي، وهو ما يساهم في تطوير مشاريعها التنموية و تحقيق رؤيتها الاقتصادية.

وبهذه المناسبة، هنأت شركة W7Worldwide للاستشارات الاستراتيجية والإعلامية، سلطنة عمان بمناسبة اليوم الوطني الـ 54، مشيرة لما حققته من إنجازات كبيرة خلال العام الماضي، وقالت: “نحتفل معًا بإنجازات سلطنة عمان، ونُشيد برؤيتها الاستراتيجية التي عززت مكانتها في المنطقة، حيث تُعد سلطنة عمان نموذجًا يُحتذى به في تحقيق التنمية المستدامة والاستقرار، ونتطلع إلى استمرار التعاون بين البلدين لتحقيق الازدهار المشترك”.

إنجازات 2023

حققت سلطنة عمان في عام 2023 إنجازات هامة تعكس التزامها بتحقيق رؤية عمان 2040، حيث أظهرت الحكومة قدرة كبيرة في تحسين الأداء الاقتصادي والمالي، مما أدى إلى خفض المديونية وزيادة الناتج المحلي، وتحسين التصنيف الائتماني للسلطنة، وتقدمت عمان 39 مرتبة في مؤشر الحرية الاقتصادية، و11 مرتبة في مؤشر ريادة الأعمال، بينما صعدت جامعة السلطان قابوس إلى المرتبة 362 عالميًا في تصنيف الجامعات لعام 2025.

كما شهدت الميزانية العامة للدولة فائضًا بنسبة 2.2% من الناتج المحلي، مع نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بمعدل 4.5%، وهو قريب من المستهدف السنوي للرؤية البالغ 5%، وفي قطاع الطاقة، خصصت السلطنة 65 ألف كيلومتر مربع لمشاريع الطاقة المتجددة، وأنشأت محميات طبيعية وزادت محطات مراقبة جودة الهواء إلى 49 محطة، مما ساهم في تقدمها 95 مرتبة في مؤشر الأداء البيئي لعام 2024، لتصل إلى المرتبة 54 عالميًا.

وانعكس هذا التطور في ارتفاع عدد المسافرين عبر مطار مسقط الدولي إلى 11.5 مليون خلال 2023، مقارنة بـ 7.6 مليون في 2022، وزيادة إيرادات الفنادق إلى 229.2 مليون ريال عُماني، وتؤكد هذه الإنجازات التزام عمان بتطوير نظام نظام اقتصادي واجتماعي وصحي وتعليمي متكامل، لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في إطار رؤيتها المستقبلية الطموحة.