أخبار عامةاقتصاد

مبيعات الأدوية في مصر تسجل رقم قياسي جديد..   يحقق 170 مليار جنيه خلال عشرة أشهر

شهد النصف الثاني من العام زيادة كبيرة في مبيعات الأدوية، حيث بلغت المبيعات خلال الأشهر الأربعة الأخيرة وحدها (يوليو – أكتوبر) نحو 80 مليار جنيه، ما يمثل 47% من إجمالي مبيعات العام حتى الآن.

أعلن علي عوف، رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية في مصر، أن مبيعات الأدوية في البلاد وصلت إلى 170 مليار جنيه خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري.

وأشار عوف إلى أن متوسط المبيعات الشهرية قد ارتفع إلى 20 مليار جنيه، مقارنةً بـ14-15 مليار جنيه في النصف الأول من العام، وذلك نتيجة لزيادة أسعار العديد من الأدوية بعد تحرير سعر صرف الجنيه في مارس الماضي، وفقًا لما ذكرته وسائل الإعلام المحلية.

أرجع عوف هذا النمو إلى زيادة أسعار 20% من المستحضرات المسجلة في السوق المصري، بالإضافة إلى توفر عدد كبير من الأدوية التي كانت تعاني من نقص نتيجة أزمة العملة.

وتوقع عوف أن تصل مبيعات الأدوية في مصر إلى أكثر من 210 مليارات جنيه بحلول نهاية العام، مقارنة بـ154.7 مليار جنيه في 2023، مما يمثل زيادة بنسبة 35%.

تستفيد السوق من وجود حوالي 17 ألف مستحضر دوائي يتم إنتاجها عبر أكثر من 170 مصنعًا، بالإضافة إلى مئات الشركات المصنعة للغير، وفقًا لتقديرات غرفة صناعة الأدوية.

أوضح عوف أن تحرير سعر الصرف وتحسن توافر المواد الخام الدوائية قد أسهما بشكل كبير في توفير المستحضرات الناقصة. وأشار إلى أن الفترة الأخيرة شهدت توافر العديد من الأدوية التي كانت مفقودة، وذلك نتيجة لزيادة معدلات الإفراج عن المواد الخام بعد انتهاء أزمة نقص العملة عقب تقويم الجنيه.

كما أشار رئيس غرفة صناعة الأدوية، جمال الليثي، إلى أن 2500 مستحضر دوائي قد تأثرت أسعارها بالتعديلات الأخيرة، مما ساهم في انتعاش القطاع وتحقيق مبيعات غير مسبوقة.

الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، أكد على حرص الهيئة على تطوير نظام التتبع الدوائي وتعزيز نظام التسجيل الموحد (ECTD). وأشار إلى أن إجمالي مبيعات السوق الدوائي المصري من أكتوبر 2023 حتى سبتمبر 2024 بلغ 3.6 مليار عبوة، بقيمة تقدر بـ 277 مليار جنيه، مما يجعل السوق المصري واحدًا من أكبر الأسواق الدوائية في الشرق الأوسط وأفريقيا، مع تحقيق معدلات نمو ملحوظة.

كما أوضح رئيس الهيئة أن الهيئة عملت خلال الفترة الماضية على مواجهة جميع التحديات المتراكمة منذ عام 2022 وحتى مارس 2024، مما ساهم في ضمان توافر الأدوية في السوق واستعادة المخزون الاستراتيجي من الخامات الدوائية والمستحضرات الأساسية، بالإضافة إلى متابعة سير العمل في خطوط الإنتاج مع إجراء مراجعات مستمرة للمستحضرات الدوائية.

صدرت أدوية المضادات الحيوية قائمة مبيعات السوق المصرية، حيث بلغت حصتها 10.7% من إجمالي مبيعات الأدوية، ما يعادل حوالي 370 مليون دولار، وفقاً لبيانات “آي كيوفيا”. في المقابل، شهدت أدوية مضادات القرحة أكبر زيادة في الطلب، حيث تمثل 3.4% من سوق الأدوية في مصر.

وفيما يتعلق بزيادة الطلب على مضادات القرحة، أشار رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية إلى أن “مضادات القرحة ترتبط بعادات الأكل لدى الشعب المصري، التي تؤثر سلباً على المعدة، وخاصة القولون، مما يدفع الأطباء إلى استخدام أنواع متقدمة من مضادات القرحة للعلاج”.

أما شركة فاركو، فقد احتلت المركز الأول بين شركات الأدوية في مصر، حيث استحوذت على حوالي 7.6% من مبيعات الأدوية خلال الفترة من يونيو 2023 إلى يونيو 2024. كما أن أكبر 10 شركات في السوق المصرية للأدوية تمثل 44% من إجمالي مبيعات الأدوية في البلاد.

وكانت شركة سانوفي هي الأسرع نمواً في حجم المبيعات بعدما ارتفعت مبيعاتها بنسبة 23.3 في المئة خلال الفترة بين يونيو 2023 ويونيو 2024.

الى جانب قرارات زيادة الأسعار، ساهمت أيضًا المستحضرات الدوائية الجديدة، مثل الأدوية المخصصة لعلاج فيروس التهاب الكبد الوبائي “سي”، في تعزيز عوائد الشركات، حيث تم طرحها في البداية (في عامي 2015 و2016) بأسعار مرتفعة قبل أن تبدأ في الانخفاض تدريجيًا.

كما لعبت الزيادة الطبيعية في عدد السكان دورًا في ارتفاع معدلات استهلاك الأدوية خلال السنوات العشر الماضية، حيث ارتفع عدد سكان مصر من 81 مليون نسمة في عام 2012 إلى 102 مليون نسمة في عام 2022، مما يمثل زيادة قدرها 21 مليون نسمة.

كيف تغيرت قائمة الشركات الأعلى مبيعًا خلال العقد الماضي؟

عند مقارنة قائمة الشركات الرائدة في مبيعات الأدوية في مصر بين عامي 2012 و2021، يمكننا ملاحظة بعض الثوابت والمتغيرات. من أبرز الثوابت هو استمرار هيمنة الشركات الأجنبية على صدارة القائمة على مدار السنوات العشر الماضية، مع تغيير وحيد يتمثل في استبدال اسم الشركة المتصدرة، حيث أصبحت نوفارتس السويسرية في المقدمة بدلاً من جلاكسو سميثكلاين البريطانية.

في عام 2012، كانت جلاكسو سميثكلاين تتصدر القائمة بمبيعات تصل إلى ملياري جنيه، ما يعادل 9% من إجمالي مبيعات السوق. بينما في عام 2021، تصدرت نوفارتس القائمة بمبيعات بلغت 5.8 مليار جنيه، ما يعادل 6.7% من إجمالي مبيعات السوق.

استمرت نوفارتس في تحقيق معدلات نمو سريعة على مدار العقد الماضي، مما أتاح لها استعادة الصدارة من جلاكسو، التي تراجعت تدريجياً إلى منتصف القائمة بحلول عام 2021.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى